الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فأفعال الله -سبحانه جل وعلا-، أصلها قديم، وأنواعها تحدث شيئًا بعد شيء، فهو الخلاق، لم يزل خلاقًا ، لم يزل فعالًا لما يريد ، لكن أفعاله تجدد بحسب حال الواقع، فخلق آدم وقع بعد أن كان عدمًا، وهكذا خلق الملائكة، وهكذا خلق السماوات، وهكذا خلق الأرض، وهكذا خلق من بعد ذلك، وهكذا رضاه عمن مضى ورضاه عمن يأتي من المؤمنين، وغضبه على من مضى وغضبه على من يأتي من الكفار، وهكذا ، فجنس أفعاله وصفاته قديمة، والصفات قسمان:
قسم ذاتي، كعلمه، وسمعه، وبصره، فهذا لم يزل سبحانه سميعًا، بصيرًا، عليمًا، قادرًا على كل شيء -جل وعلا-، وأفعال متعددة تتعلق بالمخلوقين تجدد بفعل المخلوقين، فخلق السماوات، وخلق الأرض، وقع بعد أن كان عدمًا، وخلق آدم وقع بعد أن كان عدمًا، وهكذا خلق الجنة والنار، وهكذا غير ذلك، كلها تقع شيئًا بعد شيء، وهو سبحانه موصوف بأنه الخلاق القادر على كل شيء، ولكنه يفعل ما يشاء، كما قال تعالى: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [البروج:12-16] وقال سبحانه: يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [آل عمران:40] فهو سبحانه يفعل ما يشاء، قديمًا وحديثًا -جل وعلا- لم يزل خلاقًا، لم يزل قادرًا، لم يزل عالمًا، لم يزل حيًا قيومًا سميعًا بصيرًا، إلى غير هذا ، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.