حكم زيارة قبر أم الرسول ﷺ

السؤال:

إبراهيم أبو حامد له مجموعة من الأسئلة، يقول في سؤاله الأول: البعض من الناس يزورون قبر أم الرسول ﷺ في الأبواء، فهل هذا من السنة؟

الجواب:

ليست زيارتها من السنة، إنما زيارة القبور على العموم سنة، النبي قال: زوروا القبور، فإنها تذكركم بالآخرة وأم النبي ﷺ ماتت في الجاهلية، زارها النبي ﷺ وسأل ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له، بكى وأبكى -عليه الصلاة والسلام-، فدل ذلك على أن قبور أهل الجاهلية إذا زيرت فلا بأس، كما زار النبي ﷺ أمه، لكن لا يدعى لهم، إنما تزار للاعتبار فقط للاعتبار.

وأما قبور المسلمين فالسنة أن تزار، ويدعى لهم، ويسلم عليهم، ويستغفر لهم، أما قبور أهل الجاهلية كأم النبي ﷺ وقبور الكفار فلا بأس بزيارتها، لكن ليست سنة، إنما تزار للاعتبار، ذكر الآخرة، ذكر الموت. 

أما قبور المسلمين فتزار للدعاء لهم، والترحم عليهم، وذكر الآخرة، قال: زوروا القبور، فإنها تذكركم بالآخرة هكذا يقول ﷺ، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين والمستأخرين وربما قال: يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر.

وإذا زار قبور الكفار كما تقدم للعبرة والاتعاظ فلا بأس، كما فعله النبي ﷺ، نعم.

وقد يقال: إنه سنة للاعتبار؛ لأن النبي ﷺ زار قبر أمه، وهي ماتت في الجاهلية، قد يقال: إنه سنة أيضًا؛ يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط، من جهة الاعتبار والذكرى، وليس للدعاء لهم؛ لأنه لا يدعى لهم، لكن إذا  زارها للاعتبار فالقول بأنه سنة أيضًا قول له قوة تأسيًا بالنبي ﷺ في زيارته لقبر أمه، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك فيكم سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة