الجواب:
هذا بدعة، ووسيلة للشرك، مجيئهم للذبح عند القبور بدعة، ولو قالوا: إنها لله، أما إن كان لأصحاب القبور فهو شرك أكبر، والعياذ بالله، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] يعني: ذبحي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ( [الكوثر:1-2] وقال النبي ﷺ: لعن الله من ذبح لغير الله.
فإن ذبحوا للأموات يتقربوا للأموات صار شركًا أكبر، كمن يذبح للأولياء يرجو شفاعتهم، أو شفاء المرضى، أو ما أشبه ذلك، أو يدعونهم، أو يستغيثون بهم، أو ينذرون لهم، أو يطوفون بالقبور، كل هذا شرك أكبر، أما إن كان الذبح لله، ولكن يرون أن هذا محل مناسب، وأنه محل مبارك، هذا غلط، هذا بدعة، لا يجوز؛ لأنه وسيلة للشرك، وبدعة في الدين، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ عبدالعزيز كثيرًا ما تردنا مثل هذه الأسئلة، فهل من توجيه من كلمة للدعاة إلى الله في نصح مثل هؤلاء؟
الشيخ: نعم، نوصي الدعاة إلى الله والعلماء أن يوجهوهم إلى الخير، وأن يعلموهم ويرشدوهم، حتى يكونوا على بينة على بصيرة، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] ويقول -جل وعلا-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33] وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108] هكذا أتباع النبي ﷺ يدعون إلى الله على بصيرة، يعلمون الناس، يرشدون الناس لا يغفلون، ويقول ﷺ في حديث علي: لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم ويقول ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ.