الجواب:
من يعتقد في الأولياء أنهم ينفعون أو يضرون، هذا شرك أكبر، وهكذا إذا دعاهم واستغاث بهم؛ ذهب إلى قبورهم واستغاث بهم، ونذر لهم، أو ذبح لهم، أو استعان بهم، أو قال: أنا في حسبكم، أنا في جواركم، كل هذا شرك أكبر؛ لأن الميت قد انقطع عمله، لا ينفع ولا يضر أحدًا، والنافع الضار هو الله وحده، وهكذا الحي لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله.
فمن اعتقد أن أحدًا يضر وينفع، ولو حيًا دون الله صار كفرًا أكبر، أما كونه يضر وينفع في الدنيا هذا نعم، قد يضر وينفع، لكن بإذن الله وقدره -سبحانه وتعالى-.
أما الميت فلا يضر ولا ينفع، قد انقطع عمله، فمن اعتقد أنه يضر وينفع، أو دعاه من دون الله، أو استغاث به، أو نذر له، أو ذبح له، فهذا هو الشرك الأكبر، هذا شرك المشركين، هذا دين المشركين، نعوذ بالله، فـالواجب الحذر من ذلك وتنبيه من يفعل هذا، وبيان أن هذا شرك أكبر، وأن هذا من أعظم المنكرات، الشرك هو أعظم الذنوب.
ولا ينبغي لك أن تجالس هؤلاء إلا على سبيل النصيحة، تمر عليهم تنصحهم تذكرهم، تعلمهم، هذا واجب، أما اتخاذهم أصحاب، أو تجلس معهم ولا تبين، لا، بل يجب البيان والإنكار والتحذير، ولا تتخذهم أصحابًا، ولا جلساء إذا أصروا على هذا العمل الخبيث، نسأل الله العافية.
المقدم: حفظكم الله يا سماحة الشيخ، سماحة الشيخ -حفظكم الله- كثر في زماننا هذا الشركيات والبدع، ما واجب العلماء والدعاة والمصلحين في بيان العقيدة السليمة؟
الشيخ: أسباب ذلك اختلاط الناس؛ ولأن الناس اختلطوا بالأسفار إلى الخارج، وقدوم الكفرة من الخارج؛ فاختلاط الناس سبب مشاكل كثيرة، والتباس الأمور، فالواجب الحذر، والواجب على المؤمن أن يتفقه في الدين ويتبصر، حتى يعرف دينه، وحتى لا يغتر بالناس، وحتى لا يقلد من هو على الكفر والضلالة، فيتفقه ويتعلم ويتبصر حتى يدع ما حرم الله عليه، ويؤدي ما أوجب الله عليه، ولا يجوز له مجالسة من أظهر الكفر والضلال، أو المعاصي إلا على سبيل الإنكار والتعليم والإرشاد فقط، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.