الجواب:
أما الصيام فعليك قضاء الصيام، فإذا كان تركه من أجل شدة المرض، فعليك قضاء الصيام إذا شفاك الله ؛ لأن الله قال : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة:185] أما إذا كان تركهما عن زوال عقل أصابك مرض أزال العقل، وصادف رمضان وأنت غير عاقلة قد زال العقل منك، فلا صيام عليك، إذا كانت المدة التي في رمضان والعقل مفقود فلا صيام؛ لأن التكليف مربوط بالعقل، فإذا زال العقل زال التكليف، أما إذا كان من شدة المرض فقط فعليك القضاء.
وهكذا الصلاة؛ إن كنت تركت الصلاة من أجل زوال العقل، بسبب ما أصابك من الإغماء الذي فقدت معه العقل، حتى مضى عليك سنة أو سنتان وأنت غير عاقلة، قد ذهب عقلك فلا قضاء؛ لأن من ذهب عقله فهو شبه المجنون والمعتوه، لا قضاء عليه، أما إن كان من أجل المرض شدة المرض تساهلت ولم تصلي تحسبين أنه يجوز لكِ ذلك فعليك أن تقضي ما تركت من الصلوات التي غلب على ظنك أنك تركتيها بسبب شدة المرض، تقضينها حسب الطاقة، تسردين ما ظننت أنك تركتيه في كل وقت، تجمعين جملة من الصلوات فتقضينها لأنك تركتيها عن جهل منك وعن غلط منك بسبب المرض.
والمريض يصلي على حسب حاله، يصلي قاعدًا، فإن عجز صلى على جنبه، فإن عجز صلى مستلقيًا لا يتساهل، النبي ﷺ قال للمريض: صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيًا هكذا يجب على المؤمن إذا مرض إن استطاع القيام صلى قائمًا، فإن عجز صلى وهو قاعد، ويركع ويسجد في الأرض، فإن عجز عن القعود صلى على جنبه، والأفضل على جنبه الأيمن، يقرأ ويكبر ويتعاطى ما شرع الله بالكلام، وينوي الأفعال بالنية، ينوي الركوع بالنية، ينوي السجود، ينوي الجلوس بين السجدتين بالنية، ينوي الجلوس في التحيات بالنية، ويأتي بالأقوال المشروعة من القراءة وغيرها، فإن عجز صلى مستلقيًا، يستلقي ويجعل رجليه إلى القبلة، ويصلي وهو مستلقي يكبر ويقرأ، يكبر ويركع بالنية، يقول: سمع الله لمن حمده بالنية، ويرفع بالنية، يقول: ربنا ولك الحمد، ثم يكبر ناويًا السجود، وهكذا من المضطجع على جنبه ومن المستلقي.
أما إذا كنت قد فقدت الشعور قد فقدت عقلك فالمدة التي فقدت فيها عقلك المدة الطويلة، هذه لا صلاة فيها لا قضاء فيها، أما إذا كان المدة قليلة اليوم واليومين التي فقدت فيها عقلك، والباقي صاحية، فاليوم واليومين والثلاث تقضى كالنائم يقضي، فإذا طالت المدة أكثر من ثلاثة أيام طالت المدة بسبب فقد العقل والإغماء فلا قضاء على الصحيح.
المقصود: أن عليك قضاء المدة التي تركت فيها الصلاة من أجل شدة المرض لا من أجل زوال العقل، فإذا كان من أجل شدة المرض هذا تساهل منك، وعليك القضاء مرتبًا؛ ظهر عصر مغرب عشاء فجر ظهر عصر، وهكذا مرتب، ولو في أيام قلائل، كل وقت تصلي فيه عدة صلوات حسب ظنك وغلبة ظنك تجتهدين وتصلينها -إن شاء الله-، هذا هو الأحوط لك والأفضل لك، نعم.
المقدم: بالنسبة للصيام؟
الشيخ: والصيام كذلك، ما ترك من أجل شدة المرض تقضيه، وما كان عن زوال العقل يعني: ذهب عقلها، ولم يكن معها عقل فلا قضاء مثل المعتوه.
المقدم: لا يلزمها شيء مع القضاء.
الشيخ: ولا يلزمها إلا الصيام؛ لأنها معذورة.
أما إذا كان تركك -أيها السائلة- للصلاة عن عمد وقلة مبالاة ما هو عن شبهة، وتظنين أن المرض عذر، فتركتها قلة مبالاة، وتساهلًا بها، هذا كفر وضلال، فلا تقضى بعد ذلك، التوبة تكفي، التوبة تكفي فقط؛ لأن الرسول ﷺ أخبر أن ترك الصلاة كفر، فقال -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
فإذا كنت تركتها عمدًا لا عن شبهة، ولا عن ظن أنه يجوز لك تأخيرها من أجل المرض، فهذا منكر عظيم، وكفر صريح، فالتوبة تكفي، ولا قضاء عليك لما مضى؛ لأن تركها من غير عذر كفر وضلال وردة عن الإسلام في أصح قولي العلماء، فإذا تاب العبد من ذلك كفته التوبة فقط، نعم، نسأل الله السلامة، نعم.
المقدم: نسأل الله السلامة، جزاكم الله خير الجزاء.