الجواب:
نعم -يا أخي- النية محلها القلب، ولا يجوز أن يقال: نويت أن أصلي كذا إمامًا أو مأمومًا، فريضة كذا، أربع ركعات الظهر، أو ثلاث ركعات كالمغرب أو ركعتين كالفجر لا، ينوي بقلبه ويكفي، ولا حاجة إلى أن يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا حاجة أن يقول في الطواف: نويت أن أطوف كذا وكذا، ولا في السعي، ولا في الوضوء نويت أن أتوضأ كذا وكذا، كل هذا لا أصل له، النية محلها القلب، قال النبي ﷺ: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى،.
ولم يكن النبي ﷺ ولا أصحابه ولا أئمة الإسلام المتقدمون يتلفظون بالنية، بل كان أحدهم إذا وقف يقول: الله أكبر، عند دخوله في الصلاة، ولا يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، فالتلفظ بهذا بدعة؛ لقول النبي ﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد وهذا ليس عليه أمر النبي ﷺ فيكون مردودًا؛ ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني: فهو مردود؛ ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
فعليك -يا أخي- أن تنوي بقلبك إذا قمت إلى الصلاة كفت النية في قلبك أنك قمت للصلاة، ظهر أو عصر أو مغرب أو عشاء أو فجر أو جمعة أو صلاة عيد أو نوافل صلاة الضحى أو الرواتب، كلها يكفي فيها ما وقع في قلبك، وما تعلمه من قيامك لهذا أو مجيئك لهذا يكفي، وليس لك أن تتلفظ بالنية في الصلاة، وهكذا في الصوم، وهكذا في الوضوء، وهكذا في الغسل، وهكذا في الطواف، والسعي النية في القلب ولا حاجة إلى التلفظ، بل ذلك من المحدثات، نعم.
المقدم: أيضًا يقول: بالنسبة للسنة إذا قلت: نويت أن أصلي سنة رسول الله، لله تعالى، هل هو خطأ أم مثل ما قلتم؟
الشيخ: مثلما سمعت هذا بدعة، تنوي بقلبك أنك تصلي الصلاة التي شرعها الله ورسوله، تنوي بقلبك أنك تصلي الصلاة كما شرع الله، وكما جاء عن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وليس لك أن تقول: نويت أن أصلي كذا وكذا؛ لأن هذا بدعة، لم ينقل عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة والخير في اتباعهم والسير على منهاجهم.
المقدم: شكرًا، أثابكم الله.