الجواب:
السنة عدم الرفع، ما ينبغي الرفع، يكره الرفع أو يحرم؛ لأنه يؤذي، فهذا الذي في المسجد السنة له أن يخفض صوته، حتى لا يتأذى به مصل، ولا قارئ؛ لأن الناس كل واحد قد يحب أن يقرأ، أو يصلي، فإذا كان من حوله يرفع صوته بالقراءة شوش عليه صلاته، وشوش عليه قراءته.
فالسنة أنه يخفض صوته خفضًا لا يضره، ولا يشوش على من حوله، يعني: خفضًا مناسبًا، يقرأ به قراءة مناسبة، ليس فيها تشويش على من حوله.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه خرج ذات يوم على الناس في مسجده، وهم يصلون في الليل، وبعضهم يرفع صوته على بعض، فقال: كلكم يناجي الله، فلا يؤذ بعضكم بعضًا هذا معناه: اخفضوا أصواتكم، لا يؤذي بعضكم بعضًا برفع الصوت.
وهذا شيء مشاهد، شيء معقول، إذا كان يليك من يرفع صوته شوشت عليك قراءتك وصلاتك، فإما أن تنصت له، وإما أن تشوش أنت في صلاتك وفي قراءتك، فلهذا الواجب على من يقرأ في الصفوف أكرر هذا الواجب أو المتأكد ألا يجهر، بل يخفض صوته، ولا يجهر حال قراءته في الصف، حتى لا يتأذى به من حوله من المصلين والقارئين.
أما إذا كان عندك جماعة محدودة، يرضون بذلك، يسمعون له، فلا بأس، إذا كانت جماعة قليلة في المسجد ينتظرون ما هناك من يصلي، ولا يقرأ، ويحبوا أن يسمعوا صوته، فلا بأس، أما إذا كان هناك من يصلي، وهناك من يقرأ لا، لا يرفع صوته، نعم.