حكم جعل المصاحف خلف الصفوف

السؤال:

أيضًا يقول: بعض المساجد نشاهد فيها الدواليب التي توضع فيها المصاحف مفتوحة من الأمام والخلف مما يسبب عند إقامة الصلاة أن تكون المصاحف خلف بعض الصفوف، هل يجوز ذلك، أم لا بد من سدها مع إحدى الجهات، وهي التي تلي ظهور المصلين؟

الجواب:

الأمر في هذا فيما يظهر واسع؛ لأنهم ما قصدوا استدبارها، وإنما وضعت لينتفع بها المسلمون، فالأمر في هذا واسع، لكن لو جعلت في أمام المسجد قدام المصلين لكان أولى وأحسن، أبعد عن هذا الأمر، وأبعد عن مشابهة المستدبرين المحتقرين أو المستهينين.

فبكل حال وجودها في مقدمة المسجد، أو في جوانب المسجد يمينًا وشمالًا، يكون أصلح وأولى وأبعد عن هذا الشيء الذي توهمه السائل، فالمصلون ما قصدوا احتقارها، ولا استهانة بها، ولكن هكذا كان وضعها في بعض المساجد. 

فينبغي في المسجد الذي توضع فيه هكذا أن توضع في الأمام، أو على جنب المصلي عن يمينه أو شماله في جوانب المسجد، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، هذه توضع في الجوامع الكبيرة، ويستحيل أن يأخذ المصلي المصحف من الدالوب إذا كان بعيد مثلًا، فيضعونها خلف بين الصفوف حتى تكون متيسرة.
الشيخ: بين السواري يعني؟

المقدم: بين السواري نعم.

الشيخ: ما نعلم في هذا شيء -إن شاء الله-؛ لأنه غير مقصود، ليست الاستهانة مقصودة، وإنما المقصود التسهيل للقراء حتى لا يتخطوا الناس، ويؤذوا الناس، لا الأمر في هذا واسع -إن شاء الله-، نعم.
المقدم: والسائل عبدالعزيز يقول في رسالته، وهي طويلة، كما ذكرنا يقول: لماذا لا تستر مع الجهة التي تلي ظهور المصلين؟
الشيخ: لأجل التسهيل، من جاء هنا أخذ، ومن جاء هنا أخذ، هذا المقصود، التسهيل، كونها مفتوحة من هنا ومن هنا للتسهيل على القراء، الذي يأتي من الأمام يأخذ، والذي يأتي من خلف يأخذ حتى يكون أخذ المصحف متيسرًا من هنا ومن هنا، هذا المقصود، وجعل الحائل ما يمنع الاستدبار، فلو وضع حائلًا فالاستدبار حاصل، أقول: لو سد أحد الجانبين ما منع الاستدبار، الاستدبار حاصل، نعم.

فتاوى ذات صلة