الجواب:
لا، هذا غلط، ما يسمى مقدس، هذا غلط، ولا يقال في غار ثور، ولا في حراء، ولا في مولد فلان: إنه مكان مقدس؛ لأن الرسول ما قدسه ﷺ؛ لما أنزل الله عليه النبوة لم يزر حراء بعد ذلك، ولم يصل في حراء بعد ذلك، ولم يدع إلى زيارته، ولا زاره الصحابة، فدل ذلك على أنه غير مقدس، ولا يزار، هكذا غار ثور، ما زاره بعد ذلك، ولا زاره الصحابة، فدل على أنه غير مقدس، ولا يزار، ولا يستحب أن يزار.
كذلك في المدينة إنما يزار مسجده ﷺ ويصلى فيه، وهكذا مسجد قباء ويصلى فيه، هكذا البقيع يزار الموتى للسلام عليهم من الرجال خاصة، هكذا شهداء أحد يستحب أن يزاروا للسلام عليهم، والدعاء لهم من الرجال، لكن ما يقال في المقابر: إنها مقدسة؛ لأن هذا لا دليل عليه، ولكن تزار للدعاء لأهلها، والترحم عليهم، وأخذ العبرة والذكرى، والقبور فيها عظة وذكرى، فالمسلم يزورها للسلام عليهم، والدعاء لهم، والتأسي بالنبي ﷺ وبأصحابه في ذلك، ولكن لا يزورها ليدعو عندها، أو يصلي عندها لا، هذا منكر، ولا يزورها أيضًا ليقرأ عندها هذا غير مشروع، ولكن يزورها للسلام عليهم، والدعاء لهم، كالبقيع في المدينة، شهداء أحد في المدينة، والمعلاة في مكة وسائر القبور في كل بلد يزورها المسلم للسلام عليهم، والدعاء لهم، لكن من دون شد رحل، لا تشد لها الرحال إنما يزورها إذا كان في بلدها، هذا هو المشروع، والنساء لا يزرن القبور؛ لما ثبت عنه ﷺ أنه لعن زائرات القبور ولأنهن فتنة وصبرهن قليل، فمن حكمة الله أن نهاهن عن زيارة القبور، وحرم عليهن ذلك، نعم.
وليس في المدينة أشياء تزار غير ما عرفت، أما الآبار والجبال والمساجد الأخرى فلا تشرع زيارتها، وليست زيارتها عبادة، إنما الذي يزار في المدينة أربعة أشياء: مسجد النبي ﷺ للصلاة فيه، والقراءة والدعاء، مسجد قباء للصلاة فيه كما فعله النبي ﷺ، البقيع، قبور البقيع للسلام عليهم، والدعاء لهم، شهداء أحد للدعاء لهم، والسلام عليهم، وهكذا بقية القبور في أي مكان تزار من دون شد رحل، للذكرى والعظة.
أما الموالد فلا تزار، وليست مقدسة، والمولد محل المولد فلان أو فلان، النبي ﷺ أو علي، أو غير ذلك، لا يشرع زيارتها، ولا موالد غيرهما من الناس، يعني أي مولد لا تشرع زيارة محله، لا النبي ﷺ ولا علي ولا العباس ولا فاطمة ولا غيرهم؛ لأن هذا ما فعله النبي ﷺ ولا أصحابه، فدل ذلك على أنه بدعة، والنبي قال: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فعلى المسلم أن يتحرى الشرع، ويأخذ به، ويدع ما خالف ذلك في أي مكان، هذا هو طريق النجاة، وهذا هو سبيل السعادة، وهذا هو الذي قاله أهل العلم وأهل البصيرة، نعم.
المقدم: شكرًا، أثابكم الله.