الجواب:
أما أنت فلا مانع أن تصلهم بالمعروف، رجاء أن يهديه الله، ويسلم، ولا سيما إذا كان فقيرًا، لا بأس أن تحسن إليه؛ لأن معه أختك، لا بأس؛ ولعل الله أن يهديه، ويرجع إلى الحق بأسباب حسن خلقك، وطيب عملك معه.
وأما الاقتراض منه ينبغي أن تستغني عنه ما دام بهذه الحالة، ولا أن تعاشره، ولا أن تتخذه صاحبًا، ولا أن تزوره، بل تهجره لعله يتوب، لكن إذا أحسنت إليه لا بأس.
أما الطعام ينظر فيه، فإذا كان الطعام فاكهة أو نحوه لا بأس، أما إن كان شيء يذبح هو الذي ذبحه بنفسه فذبيحته لا تحل، أما إن كان طعام من غير ذبحه، لحم من السوق، أو فاكهة، أو نحو هذا مما ليس فيه ذبح، فلا حرج في قبوله إذا رأيت ذلك، وإن رأيت رده إليه من باب الهجر، ومن باب إظهار كراهتك لعمله، وغضبك عليه، فهذا حسن -إن شاء الله-، وإن رأيت أن قبول الهدية فيها مصلحة لتأليفه، ودعوته إلى التوبة، فأنت بهذا تجتهد وتعمل ما هو الأصلح، لكن مع كراهتك لعمله، وهجرك إياه، وتحذيرك إياه من هذا العمل السيئ، لعل الله يتوب عليه بأسبابك؛ لأن عمله عظيم، الجرم شديد الخبث، وهو ترك الصلاة نعوذ بالله، الصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
والمقصود: أن تعالج الأمر بما ترجو فيه الخير، مع هجره وعدم زيارته إلا على وجه تزوره فيه للدعوة فقط، لا للطعام والشراب والأنس معه، ولكن تزوره إذا رأيت المصلحة للدعوة، والتوجيه إلى الخير، وتحذيره غضب الله، وإخباره بأن هذا العمل ردة عن الإسلام في أصح قولي العلماء، على هذا السبيل تكون مأجورًا -إن شاء الله-، أما على سبيل التحاب أو الأنس به، فلا تزره على هذا الوجه، بل يستحق الهجر، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.