الجواب:
هذا غلط، فإنهم لا يعلمون الغيب، إن أرادوا أن يفكروا في الدواء والعلاج لا بأس.
أما أن ينظروا في أمر معناه: أنهم يعرفون الغيب، أو يعلمون الغيب بطرق يقرؤونها، أو يكتبونها، أو يفكرون فيها، هذا لا صحة له أبدًا، يقول الله سبحانه: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[النمل:65] فهو سبحانه الذي يعلم الغيب، ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: مفاتح الغيب خمسة لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[لقمان:34]، ويقول الله له: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[الأعراف:188] فهو -عليه الصلاة والسلام- لا يعلم الغيب، وإنما هو نذير وبشير لعباد الله، فالذي يدعي أنه يستخير للمريض، أو يستفتح للمريض، أو يفكر في المريض حتى يعلم ما وراء علم الأسباب، بل علم آخر وهو علم الغيب، هذا لا يجوز، وهذا باطل، ومن ادعى علم الغيب فهو كافر، نعوذ بالله.
أما إذا أراد أن يفكر وينظر في الدواء المناسب، والعلاج المناسب، فهذا لا بأس به، الطبيب قد يخفى عليه المرض فيفكر.
كذلك قوله: (أستخير) هذا إن كان قصده يستخير الله بالصلاة ركعتين، يصلي ركعتين يستخير الله في كيفية علاجه فهذا لا بأس، أما أنه يستخير بمعنى: ينظر في علم الغيب هذا باطل، نعم.