الجواب:
لا حرج في ذلك، الحديث صحيح، يقول: فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي وهو شك من الراوي، هل قال: (فسيراني) أو فكأنما رآني والصواب: فقد رآني كما في الروايات الأخرى، من رآني في المنام فقد رآني -يعني رآني على الحقيقة- فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي.
أما: (فسيراني) هذه فيها شك، ولو صحت لكان المعنى أن يراه في الآخرة، يعني: إذا كان مؤمنًا، وأما في الدنيا ما يراه في الدنيا؛ لأنه بعد الموت لن يعود إلى الدنيا -عليه الصلاة والسلام-، إنما يراه المؤمنون يوم القيامة، وهو في الآخرة -عليه الصلاة والسلام-، فرواية: (فسيراني) إما أنها غلط من بعض الرواة وشك في الرواية، كما جاء في الحديث الشك أو فقد رآن وإما أن يكون المراد: (فسيراني) يعني: في الآخرة، المؤمنون يرونه في الآخرة، فإذا مات على الإيمان فهو يراه، وهذه بشارة أنه يموت على الإيمان لو صحت الرواية، حتى يرى النبي -عليه الصلاة والسلام-.
فالحاصل: أنه إذا رآه على صورته فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به، وأما إذا رآه على غير صورته ما يكون رآه، لو رآه شايب -يعني لحيته بيضاء- أو رآه شاب ما له لحية، ما يكون رأى النبي ﷺ؛ لأن النبي ﷺ له لحية كثة ليس فيها إلا شعرات يسيرة من الشيب، فإذا رآه على صورته فإنه سيراه يوم القيامة، وفي الجنة إن مات على الإسلام، أو فقد رآه في الحقيقة؛ لأن الشيطان لا يتمثل في صورته، وهذا يؤيد أن المراد: فقد رآني وأن رواية: (فسيراني) ضعيفة، وأتى بها الراوي شكًا، والمحفوظ فقد رآني يعني: رأى الحقيقة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.