الجواب:
قراءة القرآن على الموتى لا أصل لها، بل هي من البدع، هذا هو الصواب، فلا يجوز أن يغتر المسلم بمن أجاز ذلك بغير حجة، ولا دليل، فلا يقرأ على الموتى لا في المقابر، ولا بعد الموت قبل الدفن، ولا يثوب لهم القرآن؛ لعدم الدليل على ذلك، فالقراءة على القبور كالصلاة عند القبور لا تجوز؛ لأنها من وسائل الشرك، فلا يصلي عند القبر، ولا يقرأ عنده، ولا يجلس عنده للدعاء، ولكن إذا زار القبور يسلم عليهم، ويدعو لهم، ثم ينصرف، كما قال النبي ﷺ: زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة وكان ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار! من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وكان إذا زار القبور -عليه الصلاة والسلام- يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، غدًا مؤجلون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ومر ذات يوم على قبور لأهل المدينة فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا، ونحن بالأثر هذه سنته -عليه الصلاة والسلام-.
أما أن يدعو الميت، أو يستغيث به، أو يطلبه المدد، هذا من الشرك الأكبر، لا يجوز، وهكذا كونه يقرأ عند القبر، أو يقرأ على الميت في البيت قبل أن ينقل إلى القبر، أو يقرأ له القرآن يثوبه لهم -للأموات- هذا ليس عليه دليل، ولكن المشروع أن يدعو لهم، يستغفر لهم، يترحم عليهم، يتصدق عنهم، يحج عنهم، يعتمر، يقضي ديونهم، كل هذا مطلوب، وينفع الميت، أما كونه يقرأ له، أو يصلي له هذا لا دليل عليه، الله المستعان، نعم.
المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا.