الجواب:
لا نعلم لهذا أصلًا، والعبادات بالتوقيف والأدلة لا بالآراء والأهواء، العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله، ولا نعلم في الأدلة الشرعية شرعية قراءة الفاتحة بعد الصلاة وتثويبها للموتى، ولا الاجتماع على قراءتها لطلب الثواب، كل هذا لا أصل له، وإنما المشروع للمؤمن أن يقرأ القرآن ليتدبر ويتعقل ويستفيد وليحصل له الأجر بذلك.
أما أن يخترع شيئًا ما شرعه الله في وقت لم ترد به السنة، هذا ليس بجائز؛ لأن الرسول عليه السلام يقول: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد، ويقول عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ولم يرد عنه فيما نعلم من الشرع أنه شرع للأمة قراءة الفاتحة بعد كل صلاة، أو تثويبها للموتى، أو قراءتها بصفة جماعية في أي وقت من الأوقات كل هذا لم يرد ولم نعرفه من الشرع المطهر.
والواجب على أهل الإيمان وأهل الإسلام أن يسعهم ما وسع الرسول ﷺ وأصحابه، وليس لأحد أن يحدث شيئًا لم يشرعه الله.
ولم يرد أيضًا أن القرآن يقرأ للموتى، ويثوب للموتى وإن كان قاله جمع من أهل العلم لكن أقوال العلماء تعرض على الكتاب والسنة، فما وافق النص قبل، وما لا فلا، وقد تأملت هذه المسألة فلم أجد في النصوص ما يدل على قراءة القرآن للموتى وتثويبه للموتى، ولكن المشروع الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة بالجنة بالسعادة، بالعفو والمسامحة الصدقة عنهم، الحج عن الميت، العمرة عن الميت، قضاء الدين عن الميت، كل هذا مشروع.
أما أن يصلى عنه أو يقرأ عنه فليس له أصل، أو يصام عنه تطوع فليس له أصل، أما إذا كان عليه صوم فريضة مات ولم يقضه فإنه يشرع الصيام عنه، كأن يكون عليه صوم من رمضان تساهل فلم يقضه، أو كفارة فإنه يصام عنه كما قال النبي ﷺ: من مات وعليه صيام صام عنه وليه متفق على صحته، وسأله جماعة عليه الصلاة والسلام، وأحدهم يقول: إن أمي ماتت وعليها صوم كذا، والآخر يقول: إن أبي مات وعليه صيام كذا، فيقول لهم ﷺ: أرأيت لو كان على أبيك.. أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ أكنت قاضيه؟ اقضوا الله؛ فالله أحق بالوفاء هذا هو المشروع.
والواجب على المؤمن والمؤمنة التقيد بما جاء في الشرع، وعدم إحداث شيء لم يشرعه الله لا في الصوم ولا في القراءة ولا في الصلاة ولا في غير ذلك. وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين.