الجواب:
أما سمعت الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ويقول: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
ويقول النبي ﷺ: إذا أمرتكم بأمر؛ فأتوا منه ما استطعتم فالله يأمر في كتابه العظيم لما ذكر الهجرة قال: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ [النساء:98] فالمستضعف قد يكون بجهله، وعدم بصيرته في الطرق، وقد يكون لقلة النفقة، وقد يكون لنظام الدولة، يكون نظام الدولة مانعًا من الخروج، فيكون عذرًا له.
فإذا وجد طريقًا للهجرة؛ فعل ذلك، والله يعلم ما في الضمائر، ويعلم ما في الحقائق ومن صدق في طلب الهجرة؛ يسر الله أمره، ومن عجز؛ فهو معذور، فليتق الله في مقامه، وليحرص على الاختلاط بالأخيار، والطيبين من المسلمين، وليبتعد عن الأشرار، فهذا نوع من الهجرة وهو في بلاده.