الجواب:
الآية على ظاهرها، والويل إشارة إلى شدة العذاب، والله سبحانه يتوعد المصلين الموصوفين بهذه الصفات التي ذكرها سبحانه، وهي قوله: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:7] ليس السهو بمعنى الترك، فإن الترك كفر أكبر -نسأل الله العافية- ولكنه نوع من التساهل كتأخيرها عن أدائها في الجماعة والتهاون في بعض مكملاتها التي يجب أن تفعل.. ونحو ذلك مما يتعلق بالنقص فيها فهذا فيه الوعيد، أما إذا تركها عمدًا فهذا يكون كافرًا كفرًا أكبر وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، لقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة خرجه الإمام مسلم في صحيحه.
فهذان الحديثان وما جاء في معناهما حجة قائمة وهو برهان ساطع في كفر تارك الصلاة نعوذ بالله وإن لم يجحد وجوبها، لكن إذا تساهل فيها بأن تساهل في أدائها ولم يؤدها كما يجب أو تأخر عن أدائها في الجماعة فهذا يعتبر من السهو عنها، أما السهو فيها فهذا ليس به شيء وليس فيه وعيد فقد سها النبي ﷺ وسها المسلمون، السهو يقع من المؤمن في الصلاة، كما بين النبي ﷺ أحكامه، ولكن المقصود السهو عنها وذلك بالتساهل والتهاون في أدائها كما أوجب الله، وأعظم من ذلك وأدهى وأمر الرياء نسأل الله العافية كعمل المنافقين، فإن المنافق كفره أشد من كفر الكافر، فإذا صلاها رياءً لا عن إيمان بأنها فرض عليه فإنه يكون كافرًا وصلاته باطلة، فإن صلاها رياءً نافلة بطلت أيضًا، فالواجب أن يصلي المؤمن لله وحده يريد وجهه الكريم ويريد الثواب عنده ، ولعلمه بأن الله فرض عليه الصلاة -الصلوات الخمس- فيؤديها إخلاصًا لله وطاعة لله وتعظيمًا له وطلبًا لمرضاته .
ومن صفاتهم أنهم يمنعون الماعون، الماعون فسر بالزكاة وأنهم يمنعون الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة كما قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ [البينة:5] قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وقال قوم آخرون من أهل العلم: إنه العارية التي يحتاجها الناس ويضطرون إليها، كالدلو لجلب الماء، والميزان للحاجة، والقدر للحاجة ونحو ذلك ولكن منع الزكاة أعظم وأكبر، فينبغي للمؤمن أن يكون حريصًا على أداء ما أوجب الله وعلى مساعدة إخوانه عند الحاجة بالعارية؛ لأنها تنفع إخوانه وتنفعه أيضاً ولا تضره، فينبغي له أن يساعد بالماعون الذي يحتاجه جيرانه وإخوانه من قدر أو ميزان أو دلو أو غير هذا مما يحتاجه الجيران، والله ولي التوفيق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.
فهذان الحديثان وما جاء في معناهما حجة قائمة وهو برهان ساطع في كفر تارك الصلاة نعوذ بالله وإن لم يجحد وجوبها، لكن إذا تساهل فيها بأن تساهل في أدائها ولم يؤدها كما يجب أو تأخر عن أدائها في الجماعة فهذا يعتبر من السهو عنها، أما السهو فيها فهذا ليس به شيء وليس فيه وعيد فقد سها النبي ﷺ وسها المسلمون، السهو يقع من المؤمن في الصلاة، كما بين النبي ﷺ أحكامه، ولكن المقصود السهو عنها وذلك بالتساهل والتهاون في أدائها كما أوجب الله، وأعظم من ذلك وأدهى وأمر الرياء نسأل الله العافية كعمل المنافقين، فإن المنافق كفره أشد من كفر الكافر، فإذا صلاها رياءً لا عن إيمان بأنها فرض عليه فإنه يكون كافرًا وصلاته باطلة، فإن صلاها رياءً نافلة بطلت أيضًا، فالواجب أن يصلي المؤمن لله وحده يريد وجهه الكريم ويريد الثواب عنده ، ولعلمه بأن الله فرض عليه الصلاة -الصلوات الخمس- فيؤديها إخلاصًا لله وطاعة لله وتعظيمًا له وطلبًا لمرضاته .
ومن صفاتهم أنهم يمنعون الماعون، الماعون فسر بالزكاة وأنهم يمنعون الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة كما قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ [البينة:5] قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وقال قوم آخرون من أهل العلم: إنه العارية التي يحتاجها الناس ويضطرون إليها، كالدلو لجلب الماء، والميزان للحاجة، والقدر للحاجة ونحو ذلك ولكن منع الزكاة أعظم وأكبر، فينبغي للمؤمن أن يكون حريصًا على أداء ما أوجب الله وعلى مساعدة إخوانه عند الحاجة بالعارية؛ لأنها تنفع إخوانه وتنفعه أيضاً ولا تضره، فينبغي له أن يساعد بالماعون الذي يحتاجه جيرانه وإخوانه من قدر أو ميزان أو دلو أو غير هذا مما يحتاجه الجيران، والله ولي التوفيق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.