هل تارك الصلاة يقضي ما ترك من الصلوات؟ 

السؤال:

هذا سائل للبرنامج إسماعيل سوداني يعمل بالمملكة يقول: هل تارك الصلاة يعيد ما عليه، تارك للصلاة، ثم تاب، هل يقضي ما ترك من الصلوات؟ 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فالتارك للصلاة عامدًا الصواب أنه لا إعادة عليه، وعليه التوبة؛ لأنه يكفر بذلك، والكافر يكفيه الإسلام والتوبة، فمن كفر فلا يعيد ما مضى من صلاة، ولا رمضان، ولا غير ذلك، وعليه العمل من جديد، هذا هو الواجب على من ارتد عن دينه، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وقال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5].

فالواجب عليه التوبة إلى الله، والرجوع إليه، والإنابة إليه، والعناية بالصلاة، والمحافظة عليها مستقبلًا، وليس عليه قضاء ما مضى؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه؛ ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر أخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، وقوله ﷺ: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة والأدلة في هذا كثيرة.

فالواجب على كل مسلم، وعلى كل مسلمة العناية بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، هذا هو الواجب على جميع المسلمين رجالًا ونساء، الواجب العناية بالصلاة، والمحافظة عليها في الوقت؛ لقول الله : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] يعني: العصر. وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]؛ ولقوله -جل وعلا-: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]؛ ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]؛ ولما تقدم من الأحاديث. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة