الجواب:
إحلال الربا أمر خطير لا يحل الربا إلا كافر، لكن من قال: إنه يحل الربا؟! من قال: إنه يمنع تعدد الزوجات؟! هذا يحتاج إلى مراجعة كتبه، ولا علينا من الأشخاص، إنما علينا من الحكم، حكم الله -جل وعلا- أما الأشخاص فكل يخطئ ويصيب، كل يغلط إلا من عصمه الله، وعافاه، وإلا فبنو آدم معرضون للخطأ، والأغلاط.
ومحمد عبده له أغلاط، وغيره له أغلاط، لكن المقصود أن الربا لا يجوز إحلاله من الناس أبدًا، ومن أحله عن عمد، وعن بصيرة يعلم أنه ربا، ثم يحله، يعاند الله، ويخالف أمر الله؛ فيكون كافرًا -نعوذ بالله- كالذي يحل الزنا، أو يحل الخمر؛ يكون كافرًا.
أما إذا غلط، واجتهد في بعض أنواع الربا، ورأى أن هذا جائز لأجل كذا وكذا، وشبه عليه؛ فهذا له حكم المجتهدين، إن أصاب؛ فله أجران، وإن أخطأ؛ فله أجر.
وكذلك تعدد الزوجات كثير من المستشرقين النصارى، وغيرهم من اليهود، وغيرهم كتبوا في ذلك، وانتقدوا الإسلام! وانتقدوا الشريعة في تعدد الزوجات! وهم الغالطون، وهم المنتقدون، وهم الضالون، وكثير منهم يعرف ذلك، ولكن العناد، والحسد، والبغي، وإلا فكثير منهم يعرف أن ما جاءت به الشريعة من تعدد الزوجات هو الحق، وهو الحل لمشاكل الناس، وقد كتب في ذلك منصفوهم من رجال ونساء، واعترفوا أن ما جاء به الإسلام من التعدد هو الحق والهدى، وهو الطريق لإنقاذ البشرية مما وقعت فيه من الفساد في الأخلاق، ولكنهم يجحدون هذا في بعض الأحيان، إما خوفًا من رؤسائهم، وكبرائهم، وإما لأجل متاع يأخذونه من هناك، فيخافون أن يضيع عليهم، وإما لحسد المسلمين، والبغي على المسلمين، والعدوان على المسلمين -نعوذ بالله- هذه طريقة الكفرة، وإلا فالمنصفون منهم يعلمون أن تعدد الزوجات فيه مصالح كثيرة، وفيه خير كثير، وهو من أسباب حل المشاكل القائمة في العصر، من كثرة السفاح، والزنا، والفواحش.
وكثير من هؤلاء النصارى الذين يزعمون أن التعدد منكر يتخذ زوجة واحدة، ويتخذ معها عشرات الخدينات، والمسافحات، فأي فرق بين هذا وهذا؟!
المسلم يأخذ زوجات مسلمات، يأخذ زوجات أحلهن الله له، وأولئك يأخذون مسافحات، زانيات، فاجرات، فرق بين المسلم وبين هؤلاء، فالمسلم في خير عظيم إذا تزوج ثنتين، أو ثلاثًا، أو أربعًا على شرع الله، قد أباح الله له ذلك، وإن عدل فهو على خير عظيم، وأولئك الجهلة الظالمون ينتقدون الإسلام في تعدد الزوجات، وهم -والعياذ بالله- يتمتعون بالزانيات، والفاجرات بلا عدد يحصر، نسأل الله العافية.