الجواب:
هذا يختلف: إذا كان الذهاب ضروريًا؛ فلابد من ذلك، وإلا فالهاتف والمكاتبة تكفي، والحمد لله، السؤال عنهم من طريق الهاتف -التلفون- من طريق المكاتبة، من طريق الزيارة، كل هذا طيب، لكن إذا دعت الحاجة إلى الذهاب إليهم؛ لمواساتهم، أو لمرضهم، أو نحو ذلك، فمن صلة الرحم الذهاب إليهم إذا كان مقعدًا، ولا يتيسر صلته إلا بزيارته تزوره، أو مريضًا تزوره، فإذا تيسر صلته من دون زيارة، بالمكاتبة، مع صلته إذا كان فقيرًا، ومواساته، وإعطائه حاجته مع المكاتبة؛ فلا بأس فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وإذا ما تيسرت المكاتبة ولا تيسرت المكالمة الهاتفية، وتيسرت الزيارة بالنفس؛ تزوره بنفسك، وإلا فبوكيلك، ترسل له الحاجة والصلة بواسطة الوكيل.
المقصود: أن الإنسان يتقي الله ما استطاع، يقول النبي ﷺ: من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله؛ فليصل رحمه ويقول -عليه الصلاة والسلام-: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ولما خلق الله الرحم قالت: يا رب! هذا مقام العائذ بك من القطيعة هكذا جاء عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح، تقول الرحم لما خلقها الله: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال لها -جل وعلا-: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فذلك لك.
فالله -جل وعلا- يصل من وصل رحمه، ويقطع من قطع رحمه، والخطر عظيم، يقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة قاطع رحم.
فالواجب الحذر، والقطيعة تكون بالإعراض، وعدم المبالاة، وعدم الصلة بالمال، ولا بالكلام الطيب، ولا بالبدن، هذه القطيعة، والصلة بالمال، أو بالكلام الطيب، أو بالمكاتبة، أو بالهاتف، هذا كله صلة، والمؤمن يتحرى كمال الصلة، فالفقير يحتاج إلى زيادة مع الكلام، ومع الزيارة البدنية، يحتاج إلى زيادة بالمواساة المالية لفقره، سواء من الزكاة، أو من غيرها.
وهكذا الإنسان الذي يقع في كربة من صلة الرحم، السعي في فك كربته، أي كربة كانت، كربة دين، تسعى في قضاء دينه إذا كنت قادرًا، كربة السجن بحق، تسعى في إطلاقه بالطريقة التي شرعها الله، وأباحها، خائف تسعى في تأمينه بالطريقة التي تستطيعها.. إلى غير ذلك من وجوه الصلة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.