الجواب:
النداء: هو الأذان، يعني: لو يعلمون ما فيه من الفضل؛ لاستهموا عليه؛ لاقترعوا، يعني: كل واحد يقول: أنا الذي أؤذن، دعوني أؤذن؛ لما فيه من الفضل العظيم؛ لأنه ينادي على الناس بتوحيد الله، وتعظيمه، وتكبيره، ويدعو إلى الصلاة، ويقول النبي ﷺ: أطول الناس أعناقًا يوم القيامة المؤذنون فهم يشهدون لله بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ويدعون الناس إلى الصلاة والفلاح، فهو ذكر عظيم على رؤوس الأشهاد.
ويقول النبي ﷺ: لا يسمع مدى صوت المؤذن شجر، ولا حجر، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة فضل عظيم، فلو أن الناس ... هذا الفضل، واستحضروه؛ لاستهموا لاقترعوا، يعني: كل واحد يقول: أنا الذي أؤذن حتى يحتاجوا للقرعة حتى يؤذن من خرج له القرعة، من شدة الرغبة، لكن أكثر الخلق ما عنده بصيرة، ولا يحرص على الفضائل، لكن لو أن الناس عرفوا هذا الفضل، وتأكدوه، وصارت عندهم الرغبة في الخير؛ لاستهموا على ذلك. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ، ألا يدخل في ذلك -سماحة الشيخ- إجابة النداء وهو الذهاب إلى المصلى والتبكير، ألا يدخل في الأفضلية أيضًا؟
الشيخ: هذا من باب المسارعة إلى الصلاة، هذا من باب المسارعة إلى الصلاة والمسابقة إليها، مثلما في قوله -جل وعلا-: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الحديد:21] .. وَسَارِعُوا [آل عمران:133] .. فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [المائدة:48] هذا من باب المسارعة إلى الخيرات، والمسابقة إلى..، لكن لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول هذا مقصوده في النداء يسعى إلى النداء.
أما الصف الأول معناه المسارعة إلى الصلاة؛ حتى يكون في الصف الأول، يعني: يبكر حتى يفوز بالصف الأول، أما إذا تأخر قد لا يحصل له إلا الصف الثاني، أو الثالث، أو .. إذا كان المسجد كبيرًا، فيه ناس كثير، لكن ما يتعلق بالأذان معناه أنهم يتنافسون فيه حتى كل واحد يقول: دعوني أنا الذي أؤذن، وقد يحتاجون إلى القرعة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.