الجواب:
مخير ومسير جميعًا، مخير له أعمال، وله عقل، وله تصرف، وله سمع وبصر، يختار الخير، ويبتعد عن الشر، يأكل ويشرب باختياره، يتجنب ما يضره باختياره، يأتي ما ينفعه باختياره، وهو مسير بمعنى: أنه لا يتعدى القدر هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس:22] وقال تعالى: فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29] .. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان:30] فهو له مشيئة وله اختيار، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8] .. خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ [النمل:88] .. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:3] له فعل وله اختيار وله إرادة : تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [الأنفال:67] .. لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [التكوير:28-29].
فمشيئة الله نافذة، وقدره نافذ، فهو من هذه الحيثية مسير، لا يخرج عن قدر الله، وهو مع ذلك مخير، له فعل، وله مشيئة، وله إرادة، يأتي الخير بإرادته، ويدع الشر بإرادته، يأكل بإرادته، ويمسك بإرادته، يسافر بإرادته، ويقيم بإرادته، يخرج إلى الصلاة، وإلى غيرها بإرادته، ويجلس بإرادته؛ ولهذا يستحق العقاب على المعاصي، ويستحق الثواب على الطاعات؛ لأن له اختيار، وله فعل، فهو مثاب على صلاته، وصومه، وصدقاته، وطاعته لله، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، مثاب على هذا إذا فعله لله.
ويستحق العقاب على معاصيه، من الزنا.. من التهاون بالصلاة.. من أكل الربا.. الغيبة.. النميمة.. إلى غير ذلك، فله فعل، وله اختيار، ولكنه في فعله واختياره لا يسبق مشيئة الله، ولا يخرج عن قدر الله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ.