الجواب:
معناه عند أهل العلم: أنه ركن أعظم في الحج، الركن الأعظم عرفة، من فاته عرفة؛ فاته الحج، فإذا أتاها يوم عرفة، يوم التاسع بعد الزوال؛ وقف فيها ما يسر الله، ولو قليلًا، أو في الليل قبل طلوع الفجر ليلة النحر، ليلة العيد؛ أدرك الحج، من الزوال إلى طلوع الفجر، يعني: بقية النهار مع الليل كله، ليلة النحر، ليلة العيد كلها موقف، فإذا وقف بعد الزوال، أو بعد العصر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء إلى آخر الليل؛ فقد أدرك الحج وهو محرم.
إذا كان محرمًا ناويًا الحج؛ فإنه يكون مدركًا للحج؛ فعليه أن يأتي بالأعمال بعد ذلك، يذهب إلى مزدلفة، يبيت فيها تلك الليلة، يرمي الجمار يوم العيد، يطوف ويسعى إلى بقية أعمال الحج، وإن كان أحرم بحج وعمرة؛ عليه الهدي ذبيحة تذبح في مكة للفقراء، يعني: بقية الأعمال، لكن الركن الأعظم هو الحج عرفة من فاته عرفه؛ فاته الحج.
والركن الثاني: الطواف، والركن الثالث: السعي، والرابع: الإحرام، كونه ينوي الدخول في الحج، أو في العمرة هذا ركن، ينوي الإحرام بالحج، هذا الركن الأول، والواجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه حين يأتي من بلده، أول ميقات يمر عليه؛ يحرم منه، هذا واجب عليه يحرم من الميقات، أما كونه يحرم، كونه ينوي بقلبه الحج، هذا ركن الحج، العمرة ركن العمرة.
ثم الركن الثاني: الوقوف بعرفة، ثم الركن الثالث: الطواف بالبيت بعد النزول من عرفة، والركن الرابع: السعي في حق القارن والمفرد والمتمتع جميعًا، السعي لابد منه، لكن المتمتع عليه سعيان، السعي الأول للعمرة قبل الحج، والسعي الثاني للحج.
أما القارن والمفرد ليس عليهما إلا سعي واحد، إذا أتيا به مع طواف القدوم؛ كفى، ولم يبق عليهما إلا طواف الحج بعد العيد، ثم طواف الوداع، نعم.
المقدم: شكر الله لك -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم، وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.