الجواب:
الحديث المذكور: صل على من قال: لا إله إلا الله حديث ضعيف، ليس بصحيح عن النبي ﷺ لكن في الباب أحاديث صحيحة تدل على أن أهل التوحيد لهم حكم الإسلام، لكن إذا التزموا بحق لا إله إلا الله، الموحد محكوم له بالإسلام إذا شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، يحكم له بالإسلام، لكن بشرط ألا يأتي بشيء ينقض هذا الإسلام، ولهذا في الحديث: إلا بحقها.
فالمقصود: إذا أنه أتى بالشهادتين، ثم أتى بناقض من نواقض الإسلام، فإنه ينتقض إسلامه، فلو جحد وجوب الصلاة، أو جحد تحريم الزنا، أو سب الله ورسوله؛ كفر عند الجميع، ولو قال: لا إله إلا الله.
فالمقصود: أنه يأتي بالشهادتين، ويلتزم بمعناهما وحقهما، ولا يأتي بناقض من نواقض الإسلام، فإذا أتى بناقض؛ كفر، ولا يصلى عليه ولو قال: لا إله إلا الله، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله وهم في الدرك الأسفل من النار -نعوذ بالله- والمرتدون الذين ارتدوا عن الإسلام كثير منهم يقول: لا إله إلا الله، لكنهم كفروا بتكذيبهم النبي ﷺ وزعمهم أنه لو كان رسولًا لم يمت، وهكذا كثير من أهل الردة يقولون: لا إله إلا الله، ولكن كفروا بالإيمان، بأن مسيلمة نبي، أو المختار نبي، أو ما أشبه ذلك.
فالحاصل: أن الموحد المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام؛ كفر، وصار مرتدًا، ولهذا كتب العلماء في مؤلفاتهم بابًا يسمونه باب حكم المرتد، وذكروا فيه نواقض الإسلام التي يرتد بها الإنسان ولو كان يقول: لا إله إلا الله، ويشهد أن محمدًا رسول الله، ومن ذلك إذا جحد وجوب الصلاة، أو جحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو استحل الزنا، أو استحل شرب الخمر، أو دعا الأموات، واستغاث بهم، أو دعا الأصنام، أو النجوم، أو استهزأ بالدين، كل هذه ردة يكفر بها ولو قال: لا إله إلا الله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.