الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فليس في الأدلة الشرعية فيما نعلم ما يقتضي قراءة القرآن عن الغير، لا عن الوالد، ولا عن الوالدة، ولا عن غيرهما، وإنما يقرأ الإنسان القرآن لنفسه، يريد ثواب الله لنفسه.
فنصيحتي لك أن تقرئيه ابتغاء وجه الله لنفسك أنت، وهكذا كل مؤمن يقرأ لنفسه، لا يقرؤه عن غيره.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك، ولكن ليس عليه دليل، والصواب أن الإنسان يقرأ لنفسه، لا عن غيره، وإذا دعا ربه بالغيب لوالديه، لأخواته، لإخوانه، لأقاربه حال قراءته، أو في أي وقت؛ هذا كله طيب، الإنسان يدعو لأقاربه، ولإخوانه المسلمين، ويؤجر على ذلك، قال الله تعالى في وصف عباد الله الصالحين التابعين لمن سبقهم بإحسان قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] فأثنى عليهم بهذا، قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فبين أن الدعاء ينفع، وهكذا في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ : إذا دعا المؤمن لأخيه في ظهر الغيب، قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله.
فالمؤمن مشروع له الدعاء لإخوانه المسلمين، ولقراباته، ولوالديه، وترجى له الإجابة، فلا حاجة إلى أن يقرأ عن غيره، بل يقرأ لنفسه، ويدعو لوالديه، ولإخوانه المسلمين بما يسره الله له من الدعاء، طلب المغفرة، والنجاة من النار، ودخول الجنة مضاعفة الحسنات إلى غير ذلك.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.