السنة للمؤمن أن يلاحظ عدم الأذى، فلا يؤذ جيرانه بمرافقه، بل يتضام حتى لا يؤذي أحدًا، وإن كان مشروعًا له المجافاة بين عضديه وجنبيه، لكن لا يضايق إخوانه إذا كان الصف فيه ضيق حال السجود؛ فيفرج حسب الطاقة من غير أذى، كل واحد يلاحظ عدم الأذى، يفرج مهما أمكن من غير حاجة للإيذاء، وإذا لم يستطع فلا يؤذ جيرانه، ولو ضم عضديه إلى جنبيه إذا لم يستطع؛ فإنه لا يؤذيهم، ولا يشق عليهم، بل يرفق بهم، فالمؤمن أخو المؤمن، والله يقول : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].
فالمسلم لا يؤذي أخاه، ولا يضره، وهكذا الامتداد حال السجود غير مشروع، السنة أن يعتدل في السجود، ويجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويكون معتدلًا، ويرفع ذراعيه من الأرض، ويعتمد على كفيه في السجود، ويكون معتدلًا اعتدالًا كاملًا، لا شبه منبطح، يمد نفسه كالمنبطح، بل يعتدل، ويقيم ظهره وبدنه إقامة تامة؛ حتى يكون معتمدًا على كفيه، رافعًا بطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه حال السجود.
هكذا ينبغي للمؤمن، ولا يكون متماوتًا في الصلاة، بل يكون عنده العناية التامة بالصلاة، والخضوع فيها، والإقبال على الله حتى تكون صلاته صلاة خشوع، وإقبال على الله، وطمأنينة، كفعل النبي ﷺ وأصحابه .
وكذلك لا يبالغ المبالغة الزائدة، السنة كان النبي إذا التفت في السلام يلتفت حتى يرى بياض خده -عليه الصلاة والسلام- يمينًا وشمالًا، فلا يلتفت أكثر من هذا، يلتفت هكذا وهكذا؛ حتى يُرَى خده لا بأس، يراه من ورائه، لا حرج، كما فعله النبي ﷺ فالإمام يلتفت للمأمومين، والمأموم يلتفت عن يمينه وعن شماله إلى مَنْ عن يمينه وعن شماله؛ حتى يرى مَنْ يمينه ومَنْ شماله خده إذا التفت، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.