الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فعمل هذه المرأة عمل منكر وباطل، وكله تمويه وتضليل وكذب.
أولًا: زيارتها للقبور لا تجوز؛ لأن النساء لا يزرن القبور، الرسول لعن زائرات القبور -عليه الصلاة والسلام- فليس للنساء زيارة القبور، وإنما هي للرجال، أما النساء فقد نسخت زيارتهن للقبور، واستقر الأمر على أنهن لا يزرن القبور؛ لقوله ﷺ: زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة هكذا ..... للرجال، وفي الحديث الصحيح: لعن رسول الله زائرات القبور.
أما قولها: إنها تعرف أحوال المقبورين، وترفع طلباتهم لأقربائهم، فهذا كله باطل، لا يعلم الغيب إلا الله، ولا يعلم أحوال القبور إلا الله هو الذي يعلم أحوالهم وما هم فيه، وليس هناك دليل على ما تقول، بل هو كذب، وأخذ لأموال الناس بالباطل، وترويج للباطل، فلا يجوز أن تصدق، بل يجب أن يرفع أمرها إلى ولي الأمر الشرعي، حتى تعاقب بما تستحق، ولا يجوز تصديقها، ولا أن تعطى شيئًا مما تقول، نعم قد يرى الإنسان بعض أقاربه في النوم، في خير ، أو يراه في شر، هذا قد يحصل في الرؤيا، أما أن المرأة بزيارة القبور، أو الرجل إذا زار القبور يعلم أحوال المقبورين من خير وشر، وأنهم يوصون بأشياء، ويأمرون بأشياء، كل هذا باطل، لا صحة له، وقد يطلع الله بعض الناس على بعض أحوال المقبورين، إذا كشف القبر لحاجة في القبر، ثم نسيان لأداة حفر، أو شيء آخر ينسونه في القبر، ذكر ابن رجب -رحمه الله-: أن بعض الناس حفر عنه القبر، فوجد يعذب في قبره، هذا قد يقع، يري الله عباده العبر، قد ....... ما يدل على أنه في خير ونور، لكن ليس هناك ما يدل على أن أحدًا يطلع على أحوال المقبورين بدون أسباب حسية، أو أن أهل القبور يبلغونه كذا وكذا، ويعلمونه كذا وكذا، كل هذا باطل، وإنما قد تقع الرؤيا إما رؤيا صالحة، وإما رؤيا غير صالحة، والنبي ﷺ.. أخبر أن: الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى الإنسان ما يسره؛ يخبر بها من أحب، وأن الرؤيا المكروهة من الشيطان، فإذا رآها الإنسان يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا، هكذا أمر النبي، عليه الصلاة والسلام.
والمقصود: أن هذه المتسفلة، هي على اسمها متسفلة خبيثة، لا يجب تصديقها، ولا الالتفات إليها، بل يجب زجرها، وتأديبها عن هذا العمل السيئ، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم سماحة الشيخ! من خلال ما يعرض على سماحتكم من الرسائل من الإخوة المسلمين هنا وهناك، يلاحظ أن الأمة في حاجة إلى توعية أكثر وأكثر، ولا سيما فيما يتعلق بهؤلاء الدجالين، وهؤلاء النصابين الذين يبتزون أموال الناس بكلام لا أساس له، ولا توثقة لديه، توجيه سماحتكم، كيف نرتفع بمستوى الأمة حتى تدرك أن هؤلاء لا صحة لما يدعونه؟
الشيخ: ولهذا نص النبي ﷺ على التحذير منهم، من هؤلاء النصابين والكذابين، فقال -عليه الصلاة والسلام-: من أتى عرافًا، فسأله عن شيء؛ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، تحذير من العرافين الذين يدعون علم المغيبات، وقال: (من أتى).. قال ﷺ: من أتى كاهنًا، أو عرافًا، فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ وقال: ليس منا من سحر، أو سحر له، وليس منا من تكهن، أو كهن له، وليس منا من تطير، أو تطير له.
فالواجب على الأمة أن تحذر هؤلاء الكذابين والنصابين والدجالين، وألا تصدقهم، وأن لا تسألهم، وإنما تسأل عن ما شرع الله لها، وما حرم الله عليها، تسأل أهل العلم، هكذا الأمة تسأل أهل العلم؛ لأن الله يقول سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] وأهل الذكر: هم أهل القرآن، هم أهل الحديث الشريف، فعلى الإنسان المحتاج للسؤال من رجل، أو امرأة عليه سؤال أهل العلم، أهل الذكر، الذين عرفوا بالعلم النافع بمعرفة القرآن والسنة، وأحكام الشرع.
الرجل يسألهم والمرأة تسألهم من طريق الهاتف، من طريق نور على الدرب، من طريق المكاتبة، من طريق حلقات العلم، أما النصابون والدجالون والسحرة والكهنة هؤلاء لا يجوز سؤالهم أبدًا، ولا يجوز تصديقهم أبدًا؛ لأنهم كذبة فجرة، وبعضهم قد يكون كافرًا، إذا ادعى علم الغيب؛ يكون كافرًا، نسأل الله العافية، وهكذا الساحر الذي يعبد الشياطين، ويتقرب إليهم، هو من الكفرة أيضًا.
فالحاصل أن الواجب على المسلمين أن يحذروا هؤلاء الدجالين العرافين من الكهنة، فلا يجوز سؤالهم، ولا تصديقهم أبدًا، وإذا أراد الإنسان أن يسأل يسأل أهل العلم، علماء الشرع، علماء القرآن والسنة، يسألهم عما أشكل عليه من أحكام الله، عن الحلال والحرام، يسألهم عن رؤيا إذا كان له رؤيا، يحب أن يسأل عنها، يسأل أهل العلم: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] فسؤال أهل العلم هو المطلوب، والنبي ﷺ يقول ﷺ: من دل على خير؛ فله مثل أجر فاعله المسلم يدل على الخير، يكثر من الخير، ويقول ﷺ: من يرد الله به خيرًاش؛ يفقهه في الدين ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة ويروى عنه أنه أنكر على قوم أفتوا بغير علم، وقال: ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤالل يعني: سؤال أهل العلم، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.