الجواب:
صلة الرحم للمسلمين، وأقربهم الأبوان: الأم، والأب، والأجداد والجدات، ثم الأولاد ذكورهم وإناثهم وما نزلوا الأولاد وأولادهم، ثم الإخوة وأولادهم، ثم الأعمام والعمات والأخوال والخالات، ثم بنو العم وبنو العمات وبنو الخال وبنو الخالات، الأقرب فالأقرب، يقول النبي ﷺ لما سأله سائل قال: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أباك ثم الأقرب فالأقرب خرجه مسلم في صحيحه ، وفي اللفظ الآخر قال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك ويقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة قاطع رحم والله يقول في كتابه العظيم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد: 22 -23] ويقول -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] ، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23] ويقول سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ.. [النساء:36] الآية.
فالمؤمن يصل قراباته، يجب عليه أن يصلهم حسب الطاقة، ولو بالكلام الطيب، ولو بالكلام الطيب، وبالمال، إذا كانوا فقراء يواسيهم إذا قدر، وينفق عليهم إذا قدر، يجب عليه ذلك حسب طاقته، الأقرب فالأقرب، ولو من طريق الهاتف (تلفون)، ولو من طريق المكاتبة، ولو قطعوك تصلهم، ولو قطعوك؛ لقول النبي ﷺ: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري في الصحيح، هذا الواصل الكامل، الذي يصلهم وإن قطعوا.
أما الكفار لا تجب صلتهم، لكن إذا وصلتهم حسن؛ لأن الله قد يهديهم بأسبابك، إذا كان لك أخ كافر، أو عم كافر، أو ابن عم ووصلته أحسنت إليه، هذا من أسباب هدايته، أما الأبوان فتصلهم ولو كانا كافرين، الأبوان حقهما عظيم، تحسن إليهم، وتصلهما وإن كانا كافرين، وتدعوهما إلى الخير، كما قال الله -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14]، وقال في الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] فالوالدان لهما حق عظيم، ولو كانا كافرين بالصلة والإحسان إليهما والرفق بهما، لعل الله أن يهديهما بأسبابك.
أما غيرهم فأمرهم أسهل، إن وصلتهم فهذا حسن، من باب الدعوة إلى الله، من باب الترغيب في الخير، وإن لم تصلهم لم يجب عليك؛ لأن الكفر فرق بينك وبينهم، لم يجب عليك أن تصلهم، ولا أن تنفق عليهم، لكن إن وصلتهم، وأحسنت إليهم ترجو ما عند الله، لعل الله أن يهديهم، لا عن محبة لهم، ولكن بقصد الرحم والقرابة، ولعل الله أن يهديهم بأسباب ذلك، هذا طيب، وأنت مشكور ومأجور، مع بغضهم في الله، نعم.