الجواب:
هذا الحديث قد أشكل على بعض الناس، وتأوله على أن المراد على صورة آدم، خلق الله آدم على صورة آدم، وهذا غلط، وليس من فصيح الكلام، بل المراد خلقه الله على صورته هو ولهذا في الحديث الآخر: خلق الله آدم على صورة الرحمن وهي رواية جيدة، أثبتها الإمام أحمد وغيره، الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وآخرون، تفسر هذه رواية شبهة الضمير: (على صورته) أي: صورة الرحمن، والمعنى: أنه خلق آدم سميعًا بصيرًا يتكلم، وله وجه، وله يد، وله قدم، وهكذا ربنا سبحانه: سميع بصير يتكلم وله وجه وله يدان وله قدم سبحانه كما أخبر عن نفسه: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64].
وقال -جل وعلا-: مَا مَنَعَكَ أَنْْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:75] وقال النبي ﷺ: إن جهنم لا تزال تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله بها رجله وفي رواية: قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط وليس المراد أنه شبيه له، وأنه مثله لا، بل المراد أنه على صورته من حيث أنه سميع بصير متكلم، ذو وجه، ذو قدم، ذو يد، لكن ليس السميع كالسميع، وليس البصير كالبصير، وليست اليد كاليد، ولا القدم كالقدم، ولا الكلام كالكلام، قال الله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌٌ [الإخلاص:4] وقال : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] هذا قول أهل السنة والجماعة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.