حكم إجبار الوالد ابنته على الزواج

السؤال:

رسالة بعثت بها إحدى الأخوات، تقول فيحاء: أختنا رسالتها من صفحة كاملة، ملخصها أن والدها يريد أن يزوجها برجل تقول: هو في عمر أبي، أو أكبر، وقد رفضت ذلك الزواج، ولا أريده، وتعقب على ذلك وتقول: لا تقل لي تزوجي ذلك الرجل يا سماحة الشيخ؛ لأن هذا مستحيل مستحيل، ولن أتزوجه مهما بقيت على قيد الحياة، فبماذا تنصحون والدي، ومن حذا حذوه؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

ننصح والدك وأعمامك وإخوانك بأن يتقوا الله، وأن يلتمسوا لك شابًا مناسبًا من أهل الخير والإيمان، أما إلزامك بالرجل الكبير أو بغيره؛ فلا يجوز، حتى ولو كان شابًا، ليس لهم أن يلزموك، لقول النبي ﷺ: لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: يا رسول الله! كيف إذنها؟ قال: أن تسكت وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: والبكر يستأذنها أبوها، وإذنها سكوتها.

فالواجب على أبيك أن يتقي الله، وأن يرحمك، وألا يزوجك إلا بإذنك، سواءً كان الزوج كبيرًا، أو شابًا، ليس لأبيك، ولا لإخوانك، ولا لأعمامك أن يزوجوك إلا بمن ترضين من أهل الخير والاستقامة، هذا هو الواجب عليهم، وليس لهم جبرك على كبير، أو صغير، نسأل الله لنا ولهم الهداية.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! بعض الناس تعمي بصائرهم المادة والفلوس، هل من كلمة؟

الشيخ: لا يجوز لهم، الواجب على المؤمن أن يتقي الله، وألا تغره المادة، وألا يكون حظه الطمع من أجل إضرار بنته، أو أخته، فالواجب أن يتقي الله، وأن يلتمس لبنته وأخته ونحوهما الرجل الطيب، الرجل المؤمن، الرجل الخير، قليل المشاكل، وألا يكون همه الطمع، أن يلتمس ذا المال حتى يعطيه مالًا، هذا لا يجوز، هذه أمانة، يجب أن يتقي الله في هذه الأمانة، وأن يلتمس لها الرجل الصالح الطيب، حسن السمعة، حسن الدين؛ حتى يزوجها برضاها، وموافقتها، ولو بمهر قليل، مهر قليل لرجل صالح خير من مهر كثير لرجل غير صالح. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة