س: هل صحيح أن الوهابية تناصب آل البيت العداء، وأنها تنتقص من سيد الخلق، وما حقيقة الدعوة الوهابية؟ ولماذا تحارب بهذا الشكل؟
ج: الوهابية منسوبة إلى الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة 1206 هـ، وهو الذي قام بالدعوة إلى الله سبحانه في نجد، وأوضح للناس حقيقة التوحيد والشرك، ودعا الناس إلى توحيد الله وإفراد العبادة له سبحانه، وترك التعلق على أصحاب القبور، ممن يسمون بالأولياء، ودعاؤهم من دون الله والاستغاثة بهم والاستعاذة بهم والنذر لهم، وهكذا من يتعلق بالجن أو بعض الأشجار والأحجار، وأوضح للناس هو وأتباعه من العلماء: أن هذا هو الشرك الأكبر، وكان ذلك في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، إلى أن توفي رحمه الله في التاريخ المذكور، وساعده في ذلك ونصر دعوته الإمام محمد بن سعود رحمه الله، جد الأسرة المالكة اليوم من آل سعود، وناصر دعوته وقام بها كل من لديه علم بما بعث الله به نبيه محمدا ﷺ من الهدى ودين الحق، فانتشرت دعوته رحمه الله في نجد وملحقاتها، وأيدها علماء السنة في نجد والحجاز واليمن، وفي مصر والشام والعراق، والهند وغيرها، وحقيقتها هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمداً ﷺ من توحيد الله، والإخلاص له، وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وذلك بالإخلاص لله ومتابعة رسوله ﷺ، وترك ما عليه عباد القبور والأولياء من دعوة غير الله والاستغاثة بغير الله والذبح والنذر لغير الله، وعاداها وأنكرها الجهال الذين لم يعرفوا ما بعث الله به رسوله ﷺ من الهدى ودين الحق، أو من نقلت لهم على غير حقيقتها ممن جهلها أو تعمد الكذب عليها.
والشيخ محمد رحمه الله وأتباعه الذين ناصروا دعوته، كلهم يحبون أهل بيت رسول الله ﷺ الذين ساروا على نهجه عليه الصلاة والسلام، ويعرفون فضلهم، ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا، كالعباس بن عبدالمطلب عم رسول الله ﷺ وأبنائه، وكالخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب ، وأبنائه الحسن والحسين ومحمد ، ومن سار على نهجهم من أهل البيت في توحيد الله وطاعته، وتعظيم شريعتيه، كما أن الوهابية يسيرون على منهج السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان في العقيدة والقول والعمل، ويبغضون من خالف سيرتهم، وخرج عن نهجهم من سائر الطوائف، وهذا هو الحق الذي يجب على كل مسلم أن يسير عليه، ويعتقده ويدعو إليه، كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[الممتحنة:4] وقال سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100].
وقال النبي ﷺ: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم الحديث متفق عليه، وكان ﷺ يقول في خطبته: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة أخرجه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ومما ذكرنا يعلم السائل وغيره أن الوهابيين وهم أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذين ناصروا دعوته وساروا عليها، وأوضحوها للناس، ليسوا مبتدعة، وليسوا ينصبون العداوة لأهل البيت أو يتنقصون النبي محمدا عليه الصلاة والسلام، بل هم على طريقة السلف الصالح، من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان، وهم يحبون رسول الله ﷺ محبة صادقة أعظم من محبتهم لأنفسهم ووالديهم والناس أجمعين، عملا بقوله ﷺ: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
ولما قال له عمر : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي فقال له ﷺ: الآن يا عمر أي قد تم الإيمان وكمل لكونه ﷺ أحب إلى كل مؤمن من نفسه.
ومن أدلة صدق المحبة اتباعه ﷺ، والتمسك بما جاء به، والحذر مما يخالف ذلك، لقول الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].
أما الذين عادوا هذه الدعوة فهم الجهال بها، أو أصحاب الهوى الذين باعوا آخرتهم بدنياهم وتابعوا أهل الباطل في عداء الحق، إما عن جهل أو عن هوى، كما فعلت اليهود في عداء نبينا محمد ﷺ وما بعثه الله به من الهدى، حسدا وبغيا واتباعا للهوى، نسأل الله العافية والسلامة[1].
والشيخ محمد رحمه الله وأتباعه الذين ناصروا دعوته، كلهم يحبون أهل بيت رسول الله ﷺ الذين ساروا على نهجه عليه الصلاة والسلام، ويعرفون فضلهم، ويتقربون إلى الله سبحانه بمحبتهم والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا، كالعباس بن عبدالمطلب عم رسول الله ﷺ وأبنائه، وكالخليفة الرابع الراشد علي بن أبي طالب ، وأبنائه الحسن والحسين ومحمد ، ومن سار على نهجهم من أهل البيت في توحيد الله وطاعته، وتعظيم شريعتيه، كما أن الوهابية يسيرون على منهج السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان في العقيدة والقول والعمل، ويبغضون من خالف سيرتهم، وخرج عن نهجهم من سائر الطوائف، وهذا هو الحق الذي يجب على كل مسلم أن يسير عليه، ويعتقده ويدعو إليه، كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[الممتحنة:4] وقال سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100].
وقال النبي ﷺ: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم الحديث متفق عليه، وكان ﷺ يقول في خطبته: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة أخرجه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ومما ذكرنا يعلم السائل وغيره أن الوهابيين وهم أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذين ناصروا دعوته وساروا عليها، وأوضحوها للناس، ليسوا مبتدعة، وليسوا ينصبون العداوة لأهل البيت أو يتنقصون النبي محمدا عليه الصلاة والسلام، بل هم على طريقة السلف الصالح، من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان، وهم يحبون رسول الله ﷺ محبة صادقة أعظم من محبتهم لأنفسهم ووالديهم والناس أجمعين، عملا بقوله ﷺ: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
ولما قال له عمر : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي فقال له ﷺ: الآن يا عمر أي قد تم الإيمان وكمل لكونه ﷺ أحب إلى كل مؤمن من نفسه.
ومن أدلة صدق المحبة اتباعه ﷺ، والتمسك بما جاء به، والحذر مما يخالف ذلك، لقول الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].
أما الذين عادوا هذه الدعوة فهم الجهال بها، أو أصحاب الهوى الذين باعوا آخرتهم بدنياهم وتابعوا أهل الباطل في عداء الحق، إما عن جهل أو عن هوى، كما فعلت اليهود في عداء نبينا محمد ﷺ وما بعثه الله به من الهدى، حسدا وبغيا واتباعا للهوى، نسأل الله العافية والسلامة[1].
- من أسئلة صحيفة المسلمون، بإملاء سماحته في 12 / 3 / 1417 هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/ 230).