بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، وصلى الله على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله وبالدعاة إلى الله عز وجل، كما أشكره سبحانه على ما يسر من سماع هذه الكلمات الطيبات المباركة، وأسأله جل وعلا أن يجعله لقاء مباركا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يجعلنا من دعاة الهدى وأنصار الحق ما بقينا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين وينصر بهم الحق، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين.
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع الدعاة للعلم النافع والبصيرة النافذة والعمل الصالح، وأن يمنحهم الدعوة إليه على بصيرة، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين، ومن الدعاة إلى الله بالقول والعمل والسيرة، إنه جل وعلا جواد كريم.
أيها الأخوة في الله، تعلمون فضل الدعوة وعظيم أثرها على الناس إذا صدرت عن أهل العلم والبصيرة والعلم بما قاله الله ورسوله، وعن ذكر الآيات الكريمات والأحاديث النبوية، لا شك أن لها الأثر العظيم في إصلاح الناس وتوجيههم إلى الخير وتحذيرهم من الشر، وأهم شيء: هو العناية بالعقيدة وإفهام الناس ذلك، وتوضيح ذلك لهم، فإن الله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وهذه العبادة هي دين الله، هي الإسلام، هي الهدى، هي التقوى، هي الإيمان بالله ورسوله.
فواجب على جميع المكلفين أن يفهموها ويعرفوها، وواجب على أهل العلم والبصيرة أن يوضحوها للناس، وأن يشرحوها للناس، وهي توحيد الله والإخلاص له، وصرف جميع العبادة له جل وعلا من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة، وغير هذا من أنواع العبادة.
ومن أخص العبادة التي خلقنا لها أن نخص الله بالعبادة، ندعوه وحده، نستغيث به، ننذر له، نذبح له، نسجد له، نصلي له، نصوم له... إلى غير ذلك، ولا بد من بيانها للناس بلغاتهم التي يفهمونها، ولابد من الصبر على ذلك، قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33] وقال جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وقال سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
فالواجب على الدعاة الصبر والتحمل، وأن تكون دعوتهم على بصيرة وعن علم بما قال الله سبحانه وقال رسوله ﷺ، هذه هي الحكمة مع الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والرفق، حتى يفهم الناس عقيدتهم، وحتى يفهموا لماذا خلقوا؟ وحتى يفهموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم؛ حتى يؤدوا ذلك على بصيرة وعلم، سواء كان ذلك في هذه البلاد السعودية مهد الإسلام، أو في أي بلاد من بلاد الله أينما كنت، عليك أن توضح الدعوة، وأن يكون ذلك بالأدلة الشرعية: قال الله عز وجل، وقال رسوله ﷺ، وأن تخاطب الناس بما يفهمون ويعقلون، حدثوا الناس بما يعرفون كما قال علي رضي الله عنه، وأن تصبر على ذلك، وكل قوم يحدثون بلغتهم التي يفهمونها مع التحذير من دعاة الباطل ومن دعاة السوء، لابد من التحذير منهم، ولابد من تشجيع الدعاة إلى الله والثناء عليهم، وحثهم على القيام بواجبهم أينما كانوا، في السيارة، وفي القطار، وحتى في الطائرة، وفي السفينة وفي الباخرة، في أي مكان، وبأي لغة يفهمها أو يعقلها عند الحاجة إليها، يريد فضل الله يريد هدايته، يريد الثواب العظيم منه جل وعلا، يريد إنقاذ إخوانه من الهلكة، يريد إبلاغ دعوة الله، ليس له حظ في الرياء والسمعة، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة أينما كان.
فأوصيكم أيها الإخوة ونفسي بالتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه والنشاط في ذلك، مع العناية الكاملة بالتفقه في الدين، والعناية بالأدلة الشرعية، يقول الله عز وجل: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ويقول النبي ﷺ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
فأوصيكم بالجد، والتفقه في الدين، فالإنسان يتعلم ويعلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فلا يزال إلى الموت يتعلم ويعلم الخير للناس، ولا يظن أنه بلغ العلم وأنه بلغ النهاية، لا، لا يزال يطلب العلم ولو عمر ألف عام يطلب المزيد، ويطلب الأدلة الشرعية ويطلب الفقه في المعنى والبصيرة حتى يبلغ الناس على علم وعلى بصيرة.
وأوصي بالحذر من دعاة الهدم، من دعاة الضلالة، فيجب الحذر منهم والتحذير؛ يجب الحذر والتحذير من دعاة الضلالة مثل هؤلاء الذين يرسلون دعواتهم الضالة المضللة من لندن، ومن بلاد الكفرة كـ (المسعري) وأشباهه ومن يتعاون معه على التخريب والفساد وتضليل الناس، هذا شر عظيم وفساد كبير.
قد سمعتم من كلمة الشيخ صالح[1]: بيان ما جاء في بعض نشراتهم من سب لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وأنه ساذج، وأنه ليس بعالم، وأنه وأنه، هذا الكلام لا يقوله من في قلبه أدنى محبة للخير، ومن في قلبه أدنى غيرة، ومن هو مسلم حقيقة يحب الله ورسوله، كيف يرمي دعاة الهدى الذين أنقذ الله بهم من الشرك وعبادة القبور وعبادة الأصنام وعبادة الشجر والحجر إلى توحيد الله وطاعته؟!
فيجب القضاء على هذه النشرات، والتحذير منها، وإتلافها مهما كانت، فالمصلح: هو الذي يدعو إلى الله، يدعو إلى التمسك بالدين، يدعو إلى التناصح، يدعو إلى التعاون مع ولاة الأمور في الخير، يدعو لهم بالتوفيق والهداية، وأن الله يعينهم على الخير، وأن الله يهديهم ويصلح لهم البطانة، وأن الله يوفقهم لإقامة الحق. هكذا المصلح، هكذا الداعي، يدعو لهم بالخير ويشكرهم على الخير، يشكرهم على ما بذلوه من الخير، يدعوهم إلى الاستقامة، وإلى صلاح البطانة والحذر من أهل السوء، ويدعو إلى إزالة المنكرات، يدعو إلى إزالتها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والنصيحة لولاة الأمور والعلماء، مع الدعاء لهم بالتوفيق، يقول لهم: تواصوا، تناصحوا في ذلك، أرشدوا الناس جزاكم الله خير، وفقكم الله، كما قال جل وعلا: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]
هكذا تكون النصيحة، هكذا تكون الدعوة إلى الله، نشر العلم عن طريق الكتاب والسنة، نصيحة الناس بالكلام الطيب، بالرفق، والدعاء لهم بالتوفيق، والدعاء لهم بحسن العاقبة، والدعاء لهم بالفقه في الدين وصلاح البطانة، والدعاء للعلماء بالتوفيق والهداية، وأن يعينهم الله على إبلاغ الدعوة إلى الله في مكاتب الدعوة وغيرها.
فأوصيكم أيها الإخوة الداعون إلى الله في مكاتب الدعوة: أوصيكم بالصبر، والعناية بالعلم والبصيرة والأدلة الشرعية، والعناية بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام، وتحبيب الإسلام إليهم -لعل الله يهديهم بأسبابكم ويكون لكم مثل أجورهم- بلغتهم، وباللطف، والعبارات الواضحة، بإزالة الشبه.
يقول النبي ﷺ لعلي رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ويقول ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة، فاحتسبوا الأجر أينما كنتم في الدعوة إلى الله، عن طريق الكتاب والسنة، واحذروا القول على الله بغير علم، تفقهوا وتعلموا، وقولوا عن علم وعن بصيرة، واحذروا القول على الله بغير علم، وتعاونوا على البر والتقوى، وتناصحوا فيما بينكم، وأبشروا بالخير والعاقبة الحميدة.
والله المسئول جل وعلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين، كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين الناصحين لله ولعباده، وأن يعينهم على إزالة كل ما يخالف شرع الله، وعلى إلزام الناس بأمر الله، كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شريعته، والتحاكم إليها، والرضا بها، وإيثارها على ما سواها، إنه جل وعلا جواد كريم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه[2].
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوتي في الله وبالدعاة إلى الله عز وجل، كما أشكره سبحانه على ما يسر من سماع هذه الكلمات الطيبات المباركة، وأسأله جل وعلا أن يجعله لقاء مباركا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يجعلنا من دعاة الهدى وأنصار الحق ما بقينا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ويمنحهم الفقه في الدين وينصر بهم الحق، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين.
كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع الدعاة للعلم النافع والبصيرة النافذة والعمل الصالح، وأن يمنحهم الدعوة إليه على بصيرة، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين، ومن الدعاة إلى الله بالقول والعمل والسيرة، إنه جل وعلا جواد كريم.
أيها الأخوة في الله، تعلمون فضل الدعوة وعظيم أثرها على الناس إذا صدرت عن أهل العلم والبصيرة والعلم بما قاله الله ورسوله، وعن ذكر الآيات الكريمات والأحاديث النبوية، لا شك أن لها الأثر العظيم في إصلاح الناس وتوجيههم إلى الخير وتحذيرهم من الشر، وأهم شيء: هو العناية بالعقيدة وإفهام الناس ذلك، وتوضيح ذلك لهم، فإن الله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وهذه العبادة هي دين الله، هي الإسلام، هي الهدى، هي التقوى، هي الإيمان بالله ورسوله.
فواجب على جميع المكلفين أن يفهموها ويعرفوها، وواجب على أهل العلم والبصيرة أن يوضحوها للناس، وأن يشرحوها للناس، وهي توحيد الله والإخلاص له، وصرف جميع العبادة له جل وعلا من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة، وغير هذا من أنواع العبادة.
ومن أخص العبادة التي خلقنا لها أن نخص الله بالعبادة، ندعوه وحده، نستغيث به، ننذر له، نذبح له، نسجد له، نصلي له، نصوم له... إلى غير ذلك، ولا بد من بيانها للناس بلغاتهم التي يفهمونها، ولابد من الصبر على ذلك، قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33] وقال جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وقال سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
فالواجب على الدعاة الصبر والتحمل، وأن تكون دعوتهم على بصيرة وعن علم بما قال الله سبحانه وقال رسوله ﷺ، هذه هي الحكمة مع الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والرفق، حتى يفهم الناس عقيدتهم، وحتى يفهموا لماذا خلقوا؟ وحتى يفهموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم؛ حتى يؤدوا ذلك على بصيرة وعلم، سواء كان ذلك في هذه البلاد السعودية مهد الإسلام، أو في أي بلاد من بلاد الله أينما كنت، عليك أن توضح الدعوة، وأن يكون ذلك بالأدلة الشرعية: قال الله عز وجل، وقال رسوله ﷺ، وأن تخاطب الناس بما يفهمون ويعقلون، حدثوا الناس بما يعرفون كما قال علي رضي الله عنه، وأن تصبر على ذلك، وكل قوم يحدثون بلغتهم التي يفهمونها مع التحذير من دعاة الباطل ومن دعاة السوء، لابد من التحذير منهم، ولابد من تشجيع الدعاة إلى الله والثناء عليهم، وحثهم على القيام بواجبهم أينما كانوا، في السيارة، وفي القطار، وحتى في الطائرة، وفي السفينة وفي الباخرة، في أي مكان، وبأي لغة يفهمها أو يعقلها عند الحاجة إليها، يريد فضل الله يريد هدايته، يريد الثواب العظيم منه جل وعلا، يريد إنقاذ إخوانه من الهلكة، يريد إبلاغ دعوة الله، ليس له حظ في الرياء والسمعة، ولكن يريد وجه الله والدار الآخرة أينما كان.
فأوصيكم أيها الإخوة ونفسي بالتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه والنشاط في ذلك، مع العناية الكاملة بالتفقه في الدين، والعناية بالأدلة الشرعية، يقول الله عز وجل: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ويقول النبي ﷺ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
فأوصيكم بالجد، والتفقه في الدين، فالإنسان يتعلم ويعلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فلا يزال إلى الموت يتعلم ويعلم الخير للناس، ولا يظن أنه بلغ العلم وأنه بلغ النهاية، لا، لا يزال يطلب العلم ولو عمر ألف عام يطلب المزيد، ويطلب الأدلة الشرعية ويطلب الفقه في المعنى والبصيرة حتى يبلغ الناس على علم وعلى بصيرة.
وأوصي بالحذر من دعاة الهدم، من دعاة الضلالة، فيجب الحذر منهم والتحذير؛ يجب الحذر والتحذير من دعاة الضلالة مثل هؤلاء الذين يرسلون دعواتهم الضالة المضللة من لندن، ومن بلاد الكفرة كـ (المسعري) وأشباهه ومن يتعاون معه على التخريب والفساد وتضليل الناس، هذا شر عظيم وفساد كبير.
قد سمعتم من كلمة الشيخ صالح[1]: بيان ما جاء في بعض نشراتهم من سب لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وأنه ساذج، وأنه ليس بعالم، وأنه وأنه، هذا الكلام لا يقوله من في قلبه أدنى محبة للخير، ومن في قلبه أدنى غيرة، ومن هو مسلم حقيقة يحب الله ورسوله، كيف يرمي دعاة الهدى الذين أنقذ الله بهم من الشرك وعبادة القبور وعبادة الأصنام وعبادة الشجر والحجر إلى توحيد الله وطاعته؟!
فيجب القضاء على هذه النشرات، والتحذير منها، وإتلافها مهما كانت، فالمصلح: هو الذي يدعو إلى الله، يدعو إلى التمسك بالدين، يدعو إلى التناصح، يدعو إلى التعاون مع ولاة الأمور في الخير، يدعو لهم بالتوفيق والهداية، وأن الله يعينهم على الخير، وأن الله يهديهم ويصلح لهم البطانة، وأن الله يوفقهم لإقامة الحق. هكذا المصلح، هكذا الداعي، يدعو لهم بالخير ويشكرهم على الخير، يشكرهم على ما بذلوه من الخير، يدعوهم إلى الاستقامة، وإلى صلاح البطانة والحذر من أهل السوء، ويدعو إلى إزالة المنكرات، يدعو إلى إزالتها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والنصيحة لولاة الأمور والعلماء، مع الدعاء لهم بالتوفيق، يقول لهم: تواصوا، تناصحوا في ذلك، أرشدوا الناس جزاكم الله خير، وفقكم الله، كما قال جل وعلا: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]
هكذا تكون النصيحة، هكذا تكون الدعوة إلى الله، نشر العلم عن طريق الكتاب والسنة، نصيحة الناس بالكلام الطيب، بالرفق، والدعاء لهم بالتوفيق، والدعاء لهم بحسن العاقبة، والدعاء لهم بالفقه في الدين وصلاح البطانة، والدعاء للعلماء بالتوفيق والهداية، وأن يعينهم الله على إبلاغ الدعوة إلى الله في مكاتب الدعوة وغيرها.
فأوصيكم أيها الإخوة الداعون إلى الله في مكاتب الدعوة: أوصيكم بالصبر، والعناية بالعلم والبصيرة والأدلة الشرعية، والعناية بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام، وتحبيب الإسلام إليهم -لعل الله يهديهم بأسبابكم ويكون لكم مثل أجورهم- بلغتهم، وباللطف، والعبارات الواضحة، بإزالة الشبه.
يقول النبي ﷺ لعلي رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ويقول ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة، فاحتسبوا الأجر أينما كنتم في الدعوة إلى الله، عن طريق الكتاب والسنة، واحذروا القول على الله بغير علم، تفقهوا وتعلموا، وقولوا عن علم وعن بصيرة، واحذروا القول على الله بغير علم، وتعاونوا على البر والتقوى، وتناصحوا فيما بينكم، وأبشروا بالخير والعاقبة الحميدة.
والله المسئول جل وعلا أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين، كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذهم من بطانة السوء، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين الناصحين لله ولعباده، وأن يعينهم على إزالة كل ما يخالف شرع الله، وعلى إلزام الناس بأمر الله، كما أسأله سبحانه أن يصلح جميع المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شريعته، والتحاكم إليها، والرضا بها، وإيثارها على ما سواها، إنه جل وعلا جواد كريم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه[2].
- الشيخ صالح بن غانم السدلان المشرف على المكتب التعاوني في العليا والسليمانية بالرياض
- كلمة توجيهية ألقاها سماحته في الحفل الختامي للدورة الشرعية الخامسة للدعاة العاملين بمكاتب الدعوة بالمملكة والتي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 8/ 412).