السؤال الأول: نبدأ- سماحة الشيخ- بسؤالكم عن مكانة العلماء في المجتمع، والدور المناط بهم خاصة في الظروف الحالية؟
الجواب: لا شك أن دور العلماء دور عظيم في المجتمع؛ لأنهم خلفاء الرسل وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس، ويجتهدون في توجيه الناس إلى الخير، وقد أخبر النبي أن العلماء هم ورثة الأنبياء، والواجب على أهل العلم أن يجتهدوا في إصلاح أمور الناس وتوجيههم إلى الخير، وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر، وأن يصبروا على الأذى عملا بقوله عز وجل: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33] وعملا بقول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وقوله سبحانه وتعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
والواجب على المجتمع أن يعطي العلماء قدرهم، وأن يعمل بتوجيههم ونصيحتهم وأن يحرص على الذب عنهم وعلى عدم غيبتهم وعلى سلامة أعراضهم فليس هناك واحد منهم معصوما، وقد يقع الخطأ والزلل فإذا وقع الخطأ أو الزلل وجب على العلماء أن ينبه بعضهم بعضا بالأسلوب الحسن وبالعبارة الطيبة حتى يزول الخطأ ويظهر الله الحق.
السؤال الثاني: عندما يقع الاختلاف- سواء بين العلماء أو الدعاة أو طلبة العلم- فما الأمور التي لا يجوز الاختلاف فيها؟ وما الأمور التي يجوز فيها الاختلاف؟ وما المنهج الراشد في سبيل حسم الخلاف حتى يؤدي إلى الهدف الإيجابي منه؟
الجواب: الواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل تحرى الحق بالأدلة الشرعية، وأن يتثبتوا في كل ما يقولون أو يقدرون أو يفتون به حتى تتضح الأدلة لمن يرشدونه أو يوجهونه؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم عليهم القول بغير علم، فالواجب على أهل العلم التثبت في الأمور وفيما يقولونه من أحكام وما يدعون إليه وما ينهون عنه حتى تكون جميع الأحكام التي يصدرونها عن بينة وعن بصيرة.
وأما ما لا يجوز الخلاف فيه: فهو ما أوضحته النصوص من الكتاب والسنة فإنه يجب على الجميع أن يتفقوا على ما دل عليه الكتاب أو السنة الصحيحة، وأن يحذروا النزاع والخلاف في ذلك، وإنما يكون الخلاف في المسائل الاجتهادية التي ليس فيها دليل من القرآن أو السنة؛ بل هي محل لاجتهاد العلماء واستنباطهم من القواعد الشرعية - فهذه هي محل الخلاف- ويقال عنها: "مسائل الاجتهاد" ومن أصاب فيها فله أجران، ومن أخطأ فله أجر إذا كان من أهل العلم والبصيرة، وممن يستطيع أن يجتهد في استخراج الأحكام بالأدلة الشرعية- والمقصود أنه إذا كان من أهل العلم وبذل وسعه في الاجتهاد فهو بين أمرين: إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وخطؤه مغفور، أما ما كان واضحا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فلا يجوز فيه الخلاف؛ بل يجب اجتماع أهل العلم على ذلك.
السؤال الثالث: ما الواجب إذا حصل الخلاف؟
الجواب: الواجب التنبيه، تنبيه من أخطأ على أنه خالف النص الفلاني، والواجب الرجوع إلى النص، لأن الله تعالى يقول: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] فالواجب على العالم إذا أخطأ في مسألة فنبهه أخوه واتضح الدليل أن يرجع إلى الدليل.
السؤال الرابع: تحدثتم سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح الذي عقد في جدة مؤخرا عن نعم الله تعالى على هذه البلاد، نعمة الإسلام ونعمة الأمن ونعمة تطبيق شرع الله، فكيف يحافظ المجتمع على هذه النعم؟
الجواب: الواجب على المسلمين حكومة وشعبا في هذه البلاد أن يشكروا الله سبحانه وتعالى على ما من به عليهم من نعمة الإسلام ونعمة الأمن، وأن يتواصوا بذلك دائما، ويكون الشكر بأداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله، هذا هو الشكر كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152] وقال سبحانه وتعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13] فالواجب هو الشكر الحقيقي قولا وعملا وعقيدة فيشكر كل فرد الله بقلبه وقوله وعمله ويخافه ويرجوه ويتحدث بنعمه جل شأنه؟ كما قال تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11] كما يجب الشكر بالعمل وذلك بأداء الفرائض وبترك المحارم التي حرمها الله من الزنا والسرقة والعقوق وقطع الأرحام والربا والغيبة والنميمة إلى غير ذلك من المعاصي فهذا كله من الشكر.
السؤال الخامس: لقد قامت الدولة في المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على تطبيق شرع الله، وعلى إقامة حكمه فما الواجب علينا جميعا تجاه هذه المسئولية؟
الجواب: من الواجب على الرعية مساعدة الدولة في الحق، والشكر لها على ما تفعل من خير والثناء عليها بذلك، كما يجب عليهم معاونة الدولة في إصلاح الأوضاع فيما قد يقع فيه شيء من الخلل بالأسلوب الطيب وبالكلام الحسن لا بالتشهير وذكر العيوب في الصحف وعلى المنابر، ولكن بالنصيحة وبالمكاتبة والتنبيه على ما قد يخفى حتى تزول المشاكل، وحتى يحل محلها الخير والإصلاح وحتى تستقر النعم ويسلم الناس من حدوث النقم، ولا سبيل إلى هذا إلا بالتناصح والتواصي بالخير.
والواجب على الدولة- وفقها الله- أن تجتهد فيما يكون قد وقع من خلل في إصلاحه، وأن تجتهد في كل ما يرضي الله عز وجل ويقرب إليه، وفي إزالة كل ما نهانا عنه الله عز وجل وأن تقوم بواجبها في إصلاح ما هو مخالف للشرع، وأن تجتهد في إزالة ذلك بالتعاون مع العلماء والموظفين والمسئولين الطيبين والصالحين ومع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السؤال السادس: عندما تقع بعض السلبيات أو المنكرات في المجتمع فما السبيل الأمثل- في نظر سماحتكم- نحو معالجة هذه السلبيات وإنكار المنكرات؟
الجواب: السبيل أوضحه الله عز وجل حيث يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] ويقول سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] ويقول جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، ويقول سبحانه وتعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] هذا هو السبيل، وهو التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والنصيحة ودعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلمات الطيبة والرفق حتى يعم الخير ويكثر وحتى يزول الشر ويندثر. وهذا مطلوب من الجميع من الدولة ومن العلماء ومن أهل الخير ومن أعيان المسلمين ومن العامة كل بحسب طاقته ولكن بتحري العبارات الطيبة والأسلوب الحسن حتى يحصل الخير ويزول الشر.
السؤال السابع: من الملاحظ- سماحة الشيخ- أن هناك غيرة صادقة لدى الشباب الملتزم على دين الله وحماسة لفعل الخير وإنكار المنكر، فهل ترون أن هذا من الأمور المحمودة للصحوة الإسلامية في عصرنا الحاضر؟
الجواب: نعم، إن هذا يسر -والحمد لله- نشاط الشباب في الخير، وغيرتهم الإسلامية، وحرصهم على العلم، كل هذا مما يسر كل مؤمن ويبشر بالخير، وهذا من اليقظة الإسلامية ومن أسباب انتشارها أيضا؛ فالواجب تشجيع ذلك، والواجب أيضا ترشيده ونصيحتي للشباب أن يرجعوا إلى العلماء فيما أشكل عليهم ومن أهم الأمور عدم العجلة وعدم الغلو وسلوك منهج التوسط في الأمور[1].
الجواب: لا شك أن دور العلماء دور عظيم في المجتمع؛ لأنهم خلفاء الرسل وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس، ويجتهدون في توجيه الناس إلى الخير، وقد أخبر النبي أن العلماء هم ورثة الأنبياء، والواجب على أهل العلم أن يجتهدوا في إصلاح أمور الناس وتوجيههم إلى الخير، وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر، وأن يصبروا على الأذى عملا بقوله عز وجل: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33] وعملا بقول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وقوله سبحانه وتعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
والواجب على المجتمع أن يعطي العلماء قدرهم، وأن يعمل بتوجيههم ونصيحتهم وأن يحرص على الذب عنهم وعلى عدم غيبتهم وعلى سلامة أعراضهم فليس هناك واحد منهم معصوما، وقد يقع الخطأ والزلل فإذا وقع الخطأ أو الزلل وجب على العلماء أن ينبه بعضهم بعضا بالأسلوب الحسن وبالعبارة الطيبة حتى يزول الخطأ ويظهر الله الحق.
السؤال الثاني: عندما يقع الاختلاف- سواء بين العلماء أو الدعاة أو طلبة العلم- فما الأمور التي لا يجوز الاختلاف فيها؟ وما الأمور التي يجوز فيها الاختلاف؟ وما المنهج الراشد في سبيل حسم الخلاف حتى يؤدي إلى الهدف الإيجابي منه؟
الجواب: الواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله عز وجل تحرى الحق بالأدلة الشرعية، وأن يتثبتوا في كل ما يقولون أو يقدرون أو يفتون به حتى تتضح الأدلة لمن يرشدونه أو يوجهونه؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم عليهم القول بغير علم، فالواجب على أهل العلم التثبت في الأمور وفيما يقولونه من أحكام وما يدعون إليه وما ينهون عنه حتى تكون جميع الأحكام التي يصدرونها عن بينة وعن بصيرة.
وأما ما لا يجوز الخلاف فيه: فهو ما أوضحته النصوص من الكتاب والسنة فإنه يجب على الجميع أن يتفقوا على ما دل عليه الكتاب أو السنة الصحيحة، وأن يحذروا النزاع والخلاف في ذلك، وإنما يكون الخلاف في المسائل الاجتهادية التي ليس فيها دليل من القرآن أو السنة؛ بل هي محل لاجتهاد العلماء واستنباطهم من القواعد الشرعية - فهذه هي محل الخلاف- ويقال عنها: "مسائل الاجتهاد" ومن أصاب فيها فله أجران، ومن أخطأ فله أجر إذا كان من أهل العلم والبصيرة، وممن يستطيع أن يجتهد في استخراج الأحكام بالأدلة الشرعية- والمقصود أنه إذا كان من أهل العلم وبذل وسعه في الاجتهاد فهو بين أمرين: إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وخطؤه مغفور، أما ما كان واضحا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فلا يجوز فيه الخلاف؛ بل يجب اجتماع أهل العلم على ذلك.
السؤال الثالث: ما الواجب إذا حصل الخلاف؟
الجواب: الواجب التنبيه، تنبيه من أخطأ على أنه خالف النص الفلاني، والواجب الرجوع إلى النص، لأن الله تعالى يقول: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] ويقول سبحانه وتعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] فالواجب على العالم إذا أخطأ في مسألة فنبهه أخوه واتضح الدليل أن يرجع إلى الدليل.
السؤال الرابع: تحدثتم سماحة الشيخ في اللقاء المفتوح الذي عقد في جدة مؤخرا عن نعم الله تعالى على هذه البلاد، نعمة الإسلام ونعمة الأمن ونعمة تطبيق شرع الله، فكيف يحافظ المجتمع على هذه النعم؟
الجواب: الواجب على المسلمين حكومة وشعبا في هذه البلاد أن يشكروا الله سبحانه وتعالى على ما من به عليهم من نعمة الإسلام ونعمة الأمن، وأن يتواصوا بذلك دائما، ويكون الشكر بأداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله، هذا هو الشكر كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152] وقال سبحانه وتعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13] فالواجب هو الشكر الحقيقي قولا وعملا وعقيدة فيشكر كل فرد الله بقلبه وقوله وعمله ويخافه ويرجوه ويتحدث بنعمه جل شأنه؟ كما قال تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11] كما يجب الشكر بالعمل وذلك بأداء الفرائض وبترك المحارم التي حرمها الله من الزنا والسرقة والعقوق وقطع الأرحام والربا والغيبة والنميمة إلى غير ذلك من المعاصي فهذا كله من الشكر.
السؤال الخامس: لقد قامت الدولة في المملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على تطبيق شرع الله، وعلى إقامة حكمه فما الواجب علينا جميعا تجاه هذه المسئولية؟
الجواب: من الواجب على الرعية مساعدة الدولة في الحق، والشكر لها على ما تفعل من خير والثناء عليها بذلك، كما يجب عليهم معاونة الدولة في إصلاح الأوضاع فيما قد يقع فيه شيء من الخلل بالأسلوب الطيب وبالكلام الحسن لا بالتشهير وذكر العيوب في الصحف وعلى المنابر، ولكن بالنصيحة وبالمكاتبة والتنبيه على ما قد يخفى حتى تزول المشاكل، وحتى يحل محلها الخير والإصلاح وحتى تستقر النعم ويسلم الناس من حدوث النقم، ولا سبيل إلى هذا إلا بالتناصح والتواصي بالخير.
والواجب على الدولة- وفقها الله- أن تجتهد فيما يكون قد وقع من خلل في إصلاحه، وأن تجتهد في كل ما يرضي الله عز وجل ويقرب إليه، وفي إزالة كل ما نهانا عنه الله عز وجل وأن تقوم بواجبها في إصلاح ما هو مخالف للشرع، وأن تجتهد في إزالة ذلك بالتعاون مع العلماء والموظفين والمسئولين الطيبين والصالحين ومع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السؤال السادس: عندما تقع بعض السلبيات أو المنكرات في المجتمع فما السبيل الأمثل- في نظر سماحتكم- نحو معالجة هذه السلبيات وإنكار المنكرات؟
الجواب: السبيل أوضحه الله عز وجل حيث يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] ويقول سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] ويقول جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، ويقول سبحانه وتعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] هذا هو السبيل، وهو التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والنصيحة ودعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والكلمات الطيبة والرفق حتى يعم الخير ويكثر وحتى يزول الشر ويندثر. وهذا مطلوب من الجميع من الدولة ومن العلماء ومن أهل الخير ومن أعيان المسلمين ومن العامة كل بحسب طاقته ولكن بتحري العبارات الطيبة والأسلوب الحسن حتى يحصل الخير ويزول الشر.
السؤال السابع: من الملاحظ- سماحة الشيخ- أن هناك غيرة صادقة لدى الشباب الملتزم على دين الله وحماسة لفعل الخير وإنكار المنكر، فهل ترون أن هذا من الأمور المحمودة للصحوة الإسلامية في عصرنا الحاضر؟
الجواب: نعم، إن هذا يسر -والحمد لله- نشاط الشباب في الخير، وغيرتهم الإسلامية، وحرصهم على العلم، كل هذا مما يسر كل مؤمن ويبشر بالخير، وهذا من اليقظة الإسلامية ومن أسباب انتشارها أيضا؛ فالواجب تشجيع ذلك، والواجب أيضا ترشيده ونصيحتي للشباب أن يرجعوا إلى العلماء فيما أشكل عليهم ومن أهم الأمور عدم العجلة وعدم الغلو وسلوك منهج التوسط في الأمور[1].
- حوار خاص مع سماحته أجراه مندوب جريدة (المسلمون) بمكتب سماحته في مكة المكرمة عام 1412هـ، ونشرته في عددها رقم (367) في 11 / 8 / 1412هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 7/ 127).