حوار مجلة (التضامن الإسلامي) حول العديد من قضايا الأمة

سعدت مجلة التضامن الإسلامي بلقاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
- وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز من علماء المملكة العربية السعودية والأمة الإسلامية، وهو علم من أعلام التربية الإسلامية، ورائد من رواد الفكر الإسلامي في هذا العصر، وله جهود كبيرة في خدمة العقيدة الإسلامية الصافية وتنقيتها من الشوائب، ونشر الدعوة الإسلامية في كافة أقطار العالم.
-تفضل سماحته بالإجابة عن الأسئلة التي طرحها مندوب المجلة، حول الكثير من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية.
-وفيما يلي نص حديث سماحته:

قضية القدس وأفغانستان:
تحدث سماحته عن أثر المؤتمرات واللقاءات الإسلامية التي يترأسها سماحته على العمل الإسلامي والعقيدة الإسلامية والصحوة الإسلامية بنوع خاص فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل وسلم على رسول الله وآله وصحبه أجمعين:
إن هذه اللقاءات التي نجتمع فيها بالأخوة من رجال الإسلام وأهل العلم والفكر الإسلامي من سائر أقطار الدنيا، نرجو فيها الخير والبركة للمسلمين، وهي لقاءات في صالح الإسلام وأهله.
ومن أهم هذه اللقاءات، لقاء أعضاء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في هذه الأيام، لدراسة قضايا المسلمين، وبذل المستطاع في بيان وإيجاد الحلول السليمة، التي نرجو أن ينتفع بها المسلمون، وأن تحل مشكلاتهم.
وأهم قضية تهم المسلمين، هي قضية الشرق الأوسط، فإنها قضية مزمنة، ثم قضية فلسطين والقدس، وما حدث بعد ذلك في لبنان من أعداء الله اليهود، ومن الصراع الذي بين أهل لبنان أنفسهم، فزاد الطين بلة، وعظمت المصيبة.
المستقبل للمجاهدين:
ولهذا فإن المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي يعطي هاتين القضيتين أهم العناية، وقد قرر وأوصى فيهما بما يرى، وأسأل الله سبحانه أن ينفع بذلك المسلمين.
 ومن القضايا التي تهم المسلمين أيضًا: قضية الحرب الدائرة بين المجاهدين الأفغان، وبين الحكومة الشيوعية العميلة في كابول.
ودون شك في أن هذا الجهاد يهم المسلمين جميعًا، والواقع بحمد الله يبشر بخير، وانتصارات المجاهدين المسلمين الأفغان متوالية، لأنهم مظلومون في بلادهم، ومضيق عليهم في دينهم، فنرجو لهم النصر، ونسأل الله لهم حسن العاقبة، والبشائر الموجودة الآن كلها تدل على أن المستقبل في صالح المجاهدين، وأن الله سينصرهم على عدوهم، ويعيدهم إلى بلادهم غانمين منصورين، مرفوعي الرأس، وأن الله سيذل عدوهم العميل، ومن قام بتأييده ومساعدته. ونسأل الله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وينصرهم بالحق، وينصر الحق بهم.
الرجوع إلى الصلح والصواب:
ومن أهم القضايا التي تهم المسلمين أيضًا: الحرب الدائرة بين العراق وإيران، فقد طالت كثيرًا، وكثر بها سفك الدماء وتخريب بلدان كثيرة، وحدث بها شر على الطائفتين. نسأل الله أن يرد الطائفتين جميعًا إلى الصواب، وأن يرفع هذه الحرب على حال تنفع المسلمين وتضر أعداء الدين، وأن يوفق كلا من الطائفتين إلى الرشد والصواب، والرجوع إلى ما فيه خيرهما وحسن العاقبة لهما.
وإن المسلمين في كل مكان يرون أن الواجب على حكومة إيران الرجوع إلى الصواب، والموافقة على الحل السلمي كما وافقت العراق؛ لأن استمرار الحرب، وعدم الاستجابة للوساطة الصالحة، أمر لا يليق ولا ينبغي ولا يجوز. ومن الواجب الرجوع إلى الصلح، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: وإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۝ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 9، 10]
حكم القرآن:
فإذا كانت كل من الطائفتين ترى أن الإسلام حق وأن القرآن حق، فالواجب عليهما الرجوع إلى حكم القرآن، والرضا بما قرره القرآن، وتوسيط الأخيار لحل المشكلة، من الذين ليس لهم حظ في هؤلاء ولا هؤلاء، بل هدفهم الحق وإيصال الحق إلى أهله، وهدفهم القسط والإصلاح، حتى تنتهي هذه الحرب المدمرة، وحتى يعود كل منهم إلى الصواب والحق، وحتى يستعملوا ما أعطاهم الله من سلاح ومال وعتاد ورجال فيما يرضي الله، وفيما ينفع المسلمين لا فيما يضرهم ويضر أوطانهم وأرواحهم وثرواتهم ونفوسهم. والله المستعان.
الصحوة الإسلامية:
وتحدث سماحته عن واجب العلماء والمفكرين الإسلاميين في الأمة الإسلامية تجاه الصحوة الإسلامية في هذا العصر فقال:
الواجب على علماء المسلمين في كل مكان أن ينصحوا المسلمين، وأن يجتهدوا في إرشادهم إلى أسباب النجاة، وأن يذكروهم بما حذرهم منه سبحانه وتعالى، وبما حذرهم منه رسولهم ﷺ من مغبة معاصي الإله، ومخالفة أمره والحكم بغير شريعته، وأنه لا سعادة ولا نجاة للمسلمين ولا سلامة لهم إلا باعتصامهم بحبل الله جميعًا، والتعاون على البر والتقوى، وتكاتفهم ضد أعدائهم، وقيامهم بأمر الله، وتحاكمهم إلى شريعة الله. هذا هو الطريق السوي، وهذا هو الصراط المستقيم، الذي به نجاتهم وعزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
الاعتصام بحبل الله:
وليس هناك سبيل إلى انتصارهم على عدوهم، واستعادة أمجادهم الغابرة، وعزهم السليب إلا بهذا السبيل وهذا الطريق، وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا، والتعاون على البر والتقوى، والتكاتف ضد الباطل وأهله، والاستنصار بالله. والتمسك بالدين، وإعداد المستطاع من القوة للجهاد في سبيل الله، واسترداد الحقوق السليبة، والأمجاد الغابرة التي أخذها الأعداء؛ لتفرقنا وتفريطنا، وعصياننا وتخاذلنا. والله المستعان.
جماعات التصوف تشغل المسلمين:
س: يتعرض الإسلام اليوم وفي هذه الأيام بالذات إلى النيل منه عن طريق بعض جماعات التصوف والدجل والشعوذة والأساطير والخرافات، فما هو المنهج الذي ينبغي على علماء الإسلام أن يواجهوا به هذه الدعوات الكاذبة والبدع المضللة؟

جـ: للأسف أن أعداء الإسلام يستعينون بمن ينتسبون إلى الإسلام من الخرافيين والصوفيين وسائر أهل البدع؛ ليروجوا باطلهم وليشغلوا المسلمين بما يضرهم ويسبب افتراقهم واختلافهم؛ حتى يتمكنوا من الحصول على مرادهم، والاستيلاء على ثروات البلاد، وتمزيق شمل المسلمين.

مقاومة أهل البدع والضلالات:
ولا سبيل إلى السلامة من ذلك إلا بأن يقوم العلماء العارفون بدين الله سبحانه وتعالى والمتبصرون بسنة رسول الله ﷺ بتوجيه المسلمين إلى التمسك بحقيقة دينهم، ونبذ كل بدعة وكل خرافة من طرق التصوف المختلفة والمتنوعة والمخالفة لشرع الله، ومن سائر أنواع البدع التي روجها كثير من الناس، والواجب على علماء المسلمين أيضًا أن يحثوا المسلمين ويؤكدوا عليهم أنه لا سبيل إلى نجاتهم، وإلى اجتماع شملهم إلا بالتمسك بكتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين-عليه الصلاة والسلام، وترك ما خالف ذلك من سائر الأهواء والبدع.
المنهج واحد:
وقد أكمل الله الدين وأتم النعمة، فلا حاجة إلى التمسك بما خالف ذلك، والتعصب لذلك، والاختلاف من أجل ذلك، بل يجب أن يكون المنهج واحدًا، وهو التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة بتوحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، وترك الغلو في القبور وأهل القبور، ودعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك، فإن هذا من الشرك بالله عز وجل، والعبادة حق لله وحده، قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3] وقال النبي ﷺ كما في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل-رضي لله عنه: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا.
فالواجب على علماء الإسلام أن ينشروا دين الله بين الناس، وأن يوضحوا لأهل البدع والتصوف والخرافات والانحراف بطلان ما هم عليه من البدع، ويوضحوا لهم السنة الغراء والطريقة السمحة الواضحة، وأن يبينوا لهم أدلتها من الكتاب والسنة، وأن ينبهوهم إلى أخطائهم بالأسلوب الحسن والدليل الواضح والبرهان القوي والحجة الدامغة والعبارات البينة من غير عنف ولا شدة، بل بالعبارة الواضحة، والجدال بالتي هي أحسن؛ حتى يعرفوا الحق ويهتدوا إلى الصواب، وحتى يتبصروا، وحتى يدعوا الخرافات والشركيات والبدع التي هم عليها على غير هدى وعلى غير بصيرة، والحق ضالة المؤمن متى وجده أخذه، وقد قال الله تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا [الإسراء:81] وقال النبيﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد (رواه مسلم).
يجب ترك البدع والتصدي لها:
وكل بدعة وكل ضلالة وكل منهج يخالف شرع الله يجب تركه، ويجب أن يسير الناس جميعًا على المنهج الذي سار عليه رسول الله ﷺ في حياته، ثم سار عليه صحابته والخلفاء الراشدون من بعده، ثم تابعهم الأئمة المهتدون والسلف الصالحون، تابعوهم على المنهج القويم والصراط المستقيم.
هذا هو المنهج الذي يجب الأخذ به والتمسك به والسير عليه والدعوة إليه، وكل ما يخالف ذلك مما أحدثه الناس يجب أن يترك وأن يرفض مع البيان والإيضاح حتى لا يهلك هالك إلا عن بينة.
منهج الوحدة الإسلامية:
وتحدث سماحته عن المنهج الذي يجب أن تقوم عليه الوحدة الإسلامية فقال:
لا طريق للوحدة الإسلامية إلا باجتماع ولاة أمور المسلمين على دين الله، واعتصامهم بحبل الله، وتعاونهم على البر والتقوى، وأن يكون هدفهم نصر الحق وهداية الخلق وتحكيم شرع الله في عباد الله، بهذا يجتمعون كما قال الله تبارك وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] وقال جل وعلا: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا [الجاثية:18، 19].
التمسك بشرع الله:
فلا سبيل إلى الوحدة الإسلامية الصحيحة والاجتماع الحقيقي إلا باجتماع القادة على دين الله، وتمسكهم بشرع الله، وتعاونهم على البر والتقوى، وتحكيم شرع الله فيما بينهم، ونبذ تلك القوانين الوضعية والآراء البشرية والنظريات المستوردة المخالفة لشرع الله وراء ظهورهم، وأن لا يحكموا إلا شرع الله الذي حكمه رسول الله ﷺ وحكمه أصحابه وأتباعه بإحسان.
هذا هو السبيل الوحيد لجمع الكلمة ولم الشمل ووحدة الصف، والنصر على الأعداء، واسترجاع ما غبر من أمجادنا وعزنا الذي سلبه الأعداء؛ لوجود أسباب التفرق والتمزق والاختلاف والتناحر والحرب التي ضرتنا وما نفعتنا.
واجب العلماء وأجهزة الإعلام:
وتحدث سماحته عن واجب العلماء ورجال الدين ووسائل الإعلام تجاه ما يروجه الذين ينتسبون إلى العلم والدين في بعض الدول الإسلامية من بدع وخرافات وضلالات فقال:
نحن في آخر الزمان، ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري، وقد انتشر الجهل وقل العلم، كما قال الرسولﷺ: يتقارب الزمان ويظهر الجهل ويقل العلم.
والعلماء المتبصرون اليوم في أوطان المسلمين قليلون، وعلماء السوء وأدعياء العلم من الذين يدعون أنفسهم علماء وليسوا بعلماء، وينتسبون إلى العلم كذبا وباطلا هؤلاء كثيرون، ولكن لا عبرة بهم ولا قيمة لهم لعدم علمهم بالحق، وعدم نصرهم للحق، وحجة المخالفين والمبتدعين والضالين ضعيفة واهية.
ومن الواجب على علماء الحق الذين وفقهم الله سبحانه وتعالى للعلم بكتابه وسنة الرسولﷺ وبصرهم بالحق حتى عرفوا طريق النبي ﷺ وطريق أصحابه، وعرفوا أن النصر إنما يكون بالتمسك بدين الله والعض عليه بالنواجذ، ودعوا إلى ذلك، وعرفوا سنة الرسول ﷺ وتمسكوا بالشرع الحنيف، ودانوا بما جاء به النبي ﷺ أن ينشروا الدعوة الإسلامية ويقوموا بتنقية العقيدة من البدع والضلالات والانحرافات، هؤلاء هم العلماء الذين تعلق عليهم الآمال، وتجب عليهم دعوة الناس إلى الحق، وهؤلاء يلزمهم أن يصبروا على الأذى، وأن يبشروا الناس بدين الله، ويوضحوا لهم سبيل الحق، ويشرحوا لهم حقيقة الإسلام الذي بعث الله به النبيﷺ؛ حتى يزول الجهل وينقشع اللبس ويتضح الحق لطالب الحق.
الرجوع إلى الحق والصواب:
وحتى يعلم أهل البدع والخرافات من الصوفية وغيرهم ما هم عليه من الباطل، فيرجعوا إلى الصواب ويأخذوا بالحق؛ لأن الكثير منهم قد التبس عليه الحق، فلو عرف الحق لأخذ به، وسار على طريقه.
فإذا نشر أهل العلم والبصيرة والإيمان الحقيقة الإسلامية، وبصروا الناس بأحكام الله، ودعوا إلى شريعة الله، وأوضحوا لهم الأدلة على ذلك، فإن الله يهدي من يشاء، وبذلك يكون علماء الإسلام قد أحسنوا إلى الناس وبلغوا ما عليهم وأدوا واجبهم، ثم بعد ذلك فإن من ضل على بصيرة فأمره إلى الله في ذلك، وقد وعد النار ملئها ووعد الجنة ملئها، وقال سبحانه وتعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272] إنما على أهل العلم البلاغ والبيان والتبصير وإقامة الأدلة، والصبر على ذلك، والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء.
تنقية العقيدة الإسلامية:
ويجب على أجهزة الإعلام أن تنشر العقيدة الإسلامية الصافية، بحيث تكون نقية من كل شوائب البدع والشرك ودعاوى الدجل والتصوف؛ حتى لا يضل الناس وينخدعوا بما يروجه المتصوفة وأهل البدع والخرافات، وهذا واجب كل وسائل الإعلام لخدمة العقيدة النقية الصافية ونشر الدعوة الإسلامية. والله المستعان[1].

  1. هذه أسئلة أجاب عنها سماحة الشيخ لمندوب مجلة التضامن الإسلامي الأستاذ محمد عبدالعزيز عوض ونشرت بهذه المجلة في عدد رجب عام 1404 هـ التي تصدر بمكة المكرمة صـ 3-11 (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 3/ 126)