ومن ذلك ما سمعتم من توحيد الله بالعبادة وتخصيصه بالعبادة، وأن الواجب أن يخص بالعبادة دون كل ما سواه، وقد انحرف كثير من الناس وهم منتسبون للإسلام يدعون أنهم مسلمون، مع ذلك انحرفوا عن الطريق السوي في طاعة الله وعبادته، وصاروا يعبدون على القبور وأهل القبور، ويستغيثون بهم، وينذرون لهم، ويطلبون منهم المدد، المدد يا فلان يا فلان، وربما طافوا بقبورهم، وهذا من أقبح الشرك بالله ، فإن الله قال: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ [البقرة:186]، وقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فهو سبحانه الذي يدعا ويرجا، أما الأموات والأشجار والأحجار والأصنام فلا هذا دين الجاهلية دين المشركين، أما دين أهل التوحيد دين أهل الإسلام هو توحيد الله والإخلاص له، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، أي: معناها لا معبود حق إلا الله وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، مع الإيمان بأن الله هو الخالق الرازق مدبر الأمور مصرف الأشياء بيده كل شيء، والعالم بكل شيء، وهو القادر على كل شيء بيده الضر والنفع والعطاء والمنع، فتضرع إليه وتسأله حاجاتك ، وتستقيم على شريعته وتحذر ما خالفها.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦