فالدواء أن نحارب هذه الأدواء، أن نحاربها وأن نزيلها بيننا، وأن يتعاون الرؤساء والقادة والكبراء والعلماء والأعيان، ولا يقول: هذا الذنب على غيري، أنا سليم، أنا قد فعلت وفعلت، كل واحد يتهم نفسه ويجاهدها حتى يبذل ما يستطيع، وحتى يساهم في إصلاح المجتمع في نجاة المجتمع في ظهور الحق في إزالة الباطل، رزق الله الجميع التوفيق والهداية ووفق ولاة الأمور في كل مكان بما يرضيه، وأصلح قادة المسلمين، وأصلح شعوبهم وفقههم في الدين، وجعلنا وإياهم هداة مهتدين وصالحين مصلحين، وجزى أخانا الشيخ سعود خيرًا.
والأمور السبعة ما ذكرها ما يكون مع الصبي يلاعبه مع السبع الأولى، ويصاحبه في السبع الثانية، ويؤدبه في السبع الثالثة، هذا له بعض الوجاهة، سواء صح عن علي أو لم يصح عن علي، لكن ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يؤمر بالصلاة لسبع، ويضرب عليها لعشر، ويفرق بينهم في المضاجع واضح في الترتيب والبيان، وأنه في السبع الأولى ليس فيها أوامر، ولكن في السبع الثانية فيها الأوامر والتوجيه، يعني بعد السبع إلى التوجيه إلى تمام العشر، فإذا تمت العشرة فيها التأديب الذي لا يبرح، بل يخوفه ويعينه على طاعة الله، وعلى ترك معاصي الله، ولا يزال معه يوجهه ويرشده ويأمره وينهاه ويضربه إذا أخطأ الضرب الذي يعين على الخير، ولكن لا يضره، لا يجرح ولا يكسر عظمًا فيكون معه هكذا، ولا يطرحه بعد ذلك، لا يتركه بعد الحادية والعشرين، ولا بعد الخامسة والعشرين، بل ينبغي أن يكون معه دائمًا، وأن يلاحظه ويجتهد في إصلاحه ولو أنه ابن أربعين ولو أنه ابن خمسين لا يغفل عنه ولا يتركه ولا يضيعه، بل يجب على الآباء والأجداد مهما قدروا مهما استطاعوا أن يكونوا مع أولادهم ومع إخوانهم ومع أبناء أخيهم ومع قراباتهم في كل ما ينفعهم، يعينونهم ويوجهونهم ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر مهما استطاعوا، إلا إذا عجزوا عن ذلك وتمردوا عليهم وتركوهم ولم يستطيعوا شيئًا مما ينفعهم في الهداية، ويدلهم على الطريق ويحول بينهم وبين الباطل، إذا عجزوا عن ذلك فالله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، أما إذا استطاعوا التوجيه والأخذ باليد والكف عن الباطل ولو أنه ابن عشرين أو ابن ثلاثين فإنه لا يترك مع الشيطان، ولا يترك مع أصحاب السوء، بل يؤخذ بيده ويجاهد ويقرب من الأخيار ويسعى إلى صلاحه ونجاته بكل وسيلة مباحة طيبة، وفق الله الجميع.