كذلك ما ذكره الشيخ زاهر مما يتعلق بالمعنى الآخر، وهو ضد مصلحة المساجد، وما يتعلق بمنعها أو هدمها أو ما أشبه ذلك، أو إيجاد الأفكار الهدامة من منابرها ومن إمامها، هذا أيضًا جدير بالعناية من المسؤولين في الأوقاف عن المساجد، وفي كل البلاد الإسلامية، يجب أن يلاحظ هذا الجانب، وأن يمنع كل من يريد الفساد في المساجد بإلقاء الشكوك والأفكار الهدامة والدعوات الضالة يجب أن يمنع وألا يفتح له المجال في ذلك، وهكذا من يتولى هدم المسجد بأي شبهة يجب أن يقيم مكانها وألا تهدم إلا عن بصيرة وعن ضرورة، أما إذا هدمت فيجب أن يقام ما يحل محلها في مكانها أو في المكان المناسب حتى لا يتعطل في الحي المسجد الذي يقام فيه أمر الله ويجتمع فيه أهل الحي لإقامة الصلاة، قد يتساهل المسؤولون في بعض الأحيان فيما يهدم من المساجد فلا يقام بسرعة ما يقام مقامها وهذا خطأ، والواجب أن يعتنى بالمساجد التي هدمت حتى يقام ما يغني عنها وما يكفي عنها في محلها أو فيما يقارب محلها حسب الإمكان، وهذا أمر أيضًا مهم يجب أن يعتنى به المسؤولون من أهل العلم ومن جيران المسجد المهدوم حتى لا يتعطل ذلك الحي من المسجد، وحتى لا تضيع الفرصة على الراغبين في الخير، بل على من قبض النفقة التي في مقابل أرض المسجد عليه أن يقيم مسجدًا آخر الأوقاف أو غير الأوقاف، عليهم أن يقيموا مسجدًا آخر بدل المهدوم في محله أو ما يقارب محله حتى يكون ذلك محلًا للمسلمين المقاربين له، يصلون فيه، ويقيمون فيه حلقات العلم، وينتفعون به كما انتفعوا بالأول، وأهم من ذلك كله العناية بمنع ما يضر المسلمين من الأفكار الضالة والدعوات الخبيثة في أي مسجد، وفي أي مكان، فإن هذا واجب على ولاة الأمور وعلى علماء المسلمين في أي مكان وفي أي دولة، أن يشغلوا هذا الصنف من الناس، وأن يأخذوا على أيديهم، وأن يمنعوهم من كل ما يضر المسلمين من دعوات ضالة، وأفكار هدامة، وتشكيك في دين الله، يجب أن يوضع عليها وأن يمنع أهلها من إثارتها، ومن إيجادها بين الناس.
الإثنين ٠٣ / ربيع الآخر / ١٤٤٦