ما يجب على الوالدين تجاه أولادهم
... بالكلام الطيب، وحتى لا يرضى منهما إلا الفعل الطيب، فإذا كانت الوالدة سيئة الخلق سبابة لعانة تعلم منها بناتها كذلك، وإذا كان الأب كذلك سيئ الخلق سبابًا لأهل بيته لعانًا يتعاطى المعاصي عند أولاده تعلموا منه ذلك، فليتق الله الوالد والوالدة جميعًا، ليكن الوالد قدوة حسنة في أخلاقه وفي أعماله الطيبة؛ في المحافظة على الصلوات، في المسارعة إليها حتى لا يرى منه ولده إلا ما يسر، وإلا ما يرضي الله عز وجل، يكون طيب الأخلاق، يسارع إلى الصلوات، لا يسبل ثيابه، ولا يحلق لحيته، ولا يتعاطى الخمور عند أولاده، لا يتعاطى الخمور أو الدخان عندهم، يتأثرون به إذا رأوا منه الشر، تأسوا به إلا من عصم الله، فليحذر هذه المعاصي غاية الحذر، وإذا ابتلي بها فليكن بعيدًا عنهم لا يرونه ولا يطلعون على ذلك، وليتب إلى الله، وليبادر بالتوبة حتى يعافيه الله منها.
وهكذا الأم عليها أن تتقي الله وتصلي في الوقت حتى تراها بنتها تصلي فيراها أولادها، وتحذر ما حرم الله من الشتم واللعن وغير ذلك، وهكذا العكوف على الأغاني والملاهي من الوالد والولد كل هذا من أسباب أن ولده يتأسى به في ذلك، وعلى الوالد أن يعتني بالولد من جهة التوجيه إلى الخير وتعليمه وضربه إذا تأخر عن الصلاة قد بلغ عشرًا إلى غير ذلك، وكذلك ينبغي أن يخصص لهما وقتًا كما قال المشايخ، يجلس مع أهله، مع أولاده يتحدث معهم ويسرهم بأحاديث طيبة ويتفقد أحوالهم وينصحهم ويوصيهم، لا يكون وقته كله للبيع والشراء والأمور الأخرى، بل يكون للبيع والشراء وقت، ولصحبة الإخوان وقت، ولجلوسه مع أهله وتحدثه معهم ونصيحته لهم وإيناسه لهم ولأولاده يكون له وقت أيضًا، يعطي كل ذي حق حقه، وكذلك إذا خطب الخاطب الطيب يبادر إلى قبوله ولا يمنعه من قبول الخاطب الطيب أنه فقير فإن الرزق عند الله، والرزق يأتي به الله عز وجل، ولا يضر الفقر، إنما يضر انحرافه عن الدين، ولهذا جاء في الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، فإذا تقدم إليك من ترضى دينه وترضى خلقه فبادر إليه وزوجه، ولا تقل إنه فقير أو وظيفته صغيرة أو ما له وظيفة أو كذا أو كذا، ينبغي لك أن تحرص حتى ولو ساعدته بمالك، ولو أنفقت عليه وعلى زوجته وقتًا ما وأنت تستطيع ذلك، متى تجد الرجل الطيب متى وجدته فسارع ولو أنفقت عليه من مالك، ولو ساعدته من طريق خفية على الجهاز والمهر حتى يتقدم إليك، كل هذا مما تؤجر عليه، وهو من النصيحة لبناتك، ومن النصيحة لله ولعباده أيضًا.
كذلك على الأم أن تحرص على المبادرة والموافقة للأب، بعض النساء تكون حجر عثرة في الطريق لأن الخاطب فيه كذا وفيه كذا، فتعارض الزوج وتأبى عليه أن يوافق، فينبغي للأم ينبغي أن تبلغ كل واحد يبلغ من وراءه من الناس ينبغي أن تكون عونًا للزوج للأب على تزويج الأكفاء والأخيار ولو كانوا قليلي المال، ولو قل المال فالمال يأتي به الله، ولكن الرجل الطيب متى يأتي متى يحضر الرجل الطيب .....