فالمقصود أن الواجب على الأزواج أن يتقوا الله، وأن يحذروا أسباب الطلاق، وظلم النساء، ومن أسباب الظلم، ومن أسباب الشر السهر الكثير، وتعاطي المسكرات، والتدخين هذا التدخين الذي يتساهلون فيه قد يسبب مشاكل كثيرة، ومضايقات على الزوج حتى لا يتمالك من الطلاق، وسمعتم أن بعض الكتاب من الكفرة كتب في بعض المجلات يقول: أيها المرأة إذا كان زوجك يدخن، فانتظري الطلاق، يعني أنه يأتي مشاكل ومضايقات لا يتحمل، فيطلق عند أقل شيء؛ لأن هذا التدخين يضيق مجاري نفسه، يضيق مجاري الدم، يسيء إلى شرايينه، يسيء إلى صدره، يسيء إلى قلبه، يسيء إلى كل شيء فمضاره كثيرة، والمسكر أعظم وأقبح الذي يذهب بالعقل بالكلية.
فالمقصود أن الواجب على الأزواج أن يتقوا الله، وأن يحذروا أسباب الطلاق، وأن يحذروا قبل ذلك معصية الله جل وعلا، ظلم النساء معصية، فالواجب أن يحذروا معصية الله جل وعلا، فالسهر من ظلمهن وإيذائهن، يسهر فإذا جاء آخر الليل جاء تعبان، وإما سكران، أو تعبان من فساد أخر، والعياذ بالله، ثم إذا جاءها وهي ضعيفة تنتظره جعلت تلومه ويلومها حتى يقع الطلاق بعد ذلك.
ثم من ثمرات هذا العمل السيء ينام عن صلاة الفجر، جيفة في آخر الليل سهران في أول الليل على معاصي الله جل وعلا، فإذا جاء الفجر جيفة لا يصلي في الجماعة، ولا يصلي في الوقت، أين هذا من الخير؟ نعوذ بالله.
فالمرأة لا تصبر إذا كان فيها عقل ودين تضيق بها الأرض، وتطلب فراقه، لا يصلي ويسهر ولا يحسن إليها ولا يحسن معاشرتها، أي خير وراء هذا؟ نسأل الله العافية، فالمعاصي لا تأتي إلا بالشر، لا تأتي بالخير، فإذا اتقى الزوج ربه، وحافظ على أهله، وعاشروهم بالمعروف، وسرى في الوقت المناسب، ولم يسهر، وعاشروهن وآنسهن اطمأنت إليه، واطمأن إليها، وحصل الخير الكبير.
وهكذا في أعماله الأخرى في النهار يلزم أعماله، ويتقي الله في أعماله، وينصح في أعماله، سواء كان للدولة، أو لشركة، أو لأي مستأجر، ينصح في عمله، ويتقي الله في عمله، حتى يكون محبوبًا عند الله، وعند عباده، من أدى حقه من أدى الحق الذي عليه ونصح لله ولعباده أحبه الله وأحبه العباد، ومن نصح في عمله لشركة أو لحكومة كان محبوبًا وميسرًا ويسر الله أموره، وذهبت عنه المكاره والمضايقات، وجاء إلى بيته بنفس مطمئنة، وصدر رحب، وراحة نفسه، وراحة ضمير، فلا تقع المشاكل بعد ذلك، ولكن تقع المشاكل من المعاصي والشرور والظلم لنفسه، والظلم لغيره، وسوء العمل والخيانات في أعماله إلى غير ذلك، نسأل الله السلامة، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
أما الحوادث التي يقع بها الطلاق فلا تحصى، سمعتم من الشيخين عن بعض ذلك وعندنا منها الشيء الكثير، من أسباب الحوادث، من أسباب الطلاق، التي لا قيمة لها، إلا أن الزوج جاء متعبًا ضائقًا وهي لا ترحمه ولا تبالي به؛ لأنه ما بالى بها، ولا رحمها ولا أحسن إليها، فيقع من ذلك الشر الكثير، والفراق، ثم الندم بعد ذلك، ومجيء هذا يستفتي، وهي تستفتي، يتذكرون حالهم الأولى، نسأل الله السلامة.
نسأل الله للجميع الهداية، ولا صلاح ولا نجاح إلا بتقوى الله، والرجوع إلى شرع الله بالاستقامة على أمر الله، والحذر من محارم الله، بالوقوف عند حدود الله، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.