وهنا أيضًا مسألة ينبغي التنبيه عليها ذكرها لي بعض الإخوان، وهي أن كثيرا من الشباب وأنتم تطلعون ذلك وتخبرون ذلك كثير من الشباب يلبسون لباسًا رقيقًا مبديًا للعورات، وهذا أمر لا يجوز أيضًا، وإذا كان هذا منكرًا في الشباب الذكور، فبالإناث أولى وأولى بالنكارة، فالواجب على الشباب وعلى غير الشباب وعلى الرجل أن يلبس اللباس الساتر؛ لأن العورة أمرها خطير، فيجب على الرجل أن يلبس اللباس الساتر، والعورة ما بين السرة والركبة تستر، عورته فخذه، ومن سرته، بلباس ساتر من السراويل، والأزر، والقمص تكون صفيقة ساترة لا يرى منها لون البشرة، ولا تفتن من نظر إليها، تكون ساترة لا يبدو منها شيئًا، البشرة مغطاة مستورة، ويكون أيضًا فيه سعة، لا يكون ضيقًا يبين حجم العورة، ويكشف العورة، ويضر من نظر إليها، ويفتنه، بل يكون فيه من السعة والصفاقة والقوة والمتانة ما يستر العورة، ويبعد الفتنة.
وهكذا المرأة من باب أولى، عليها أن تكون لابسة لباسًا ساترًا حتى ولو كانت مع النساء، عورتها يجب أن تستر ولو مع النساء، ما بين السرة والركبة عورة للنساء فيما بينهن ،كالرجال فيما بينهم، وإذا سترت ما فوق ذلك بين النساء من بقية جسمها صدرها وظهرها وسيقانها كان ذلك أيضًا خيرًا لها، وأبعد لها عن الشر والفتنة بين النساء، أما مع الرجال فهذا من أقبح المنكرات، يجب أن تكون مستورة عن الأجانب، من جميع الوجوه، لا يظهر منها شعر ولا وجه ولا غير ذلك، تكون مستورة محتجبة بين الرجال بأشياء ساترة صفيقة ساترة لا يرى منها ما وراءها، هذا في حق المرأة مطلقًا ومع النساء في عوراتها بينها وبين النساء، ومع الرجل في عورته، وإذا ستر ما فوق ذلك لأنه قد يكون أيضًا مع شباب قد يفتنون به، فينبغي له أن يكون على حذر من إبداء العورات، وإذا ستر مع ذلك صدره وظهره بالفنيلة أو بالقميص أو بالإزار كل هذا طيب، حتى يكون أسلم له، وأبعد له عن الفتنة، والله المستعان.