فالأصل هو توحيد الله، والله فطر عباده على توحيد الله، وكان الناس في عهد آدم وبعد آدم قبل نوح على التوحيد حتى وقع الشرك في قوم نوح، فالله جل وعلا يقول: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30]، فالله فطرهم على توحيد الله، على الإسلام، على الملة، على الإيمان بالله وحده سبحانه وتعالى، وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: يقول الله جل وعلا: إني خلقت عبادي حنفاء يعني موحدين فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا، وأحلت لهم ما حرمت عليهم، هكذا قال النبي ﷺ عن الله ، رواه مسلم في الصحيح.
فالأصل في الإنسان على التوحيد والإسلام، والله خلق آدم على التوحيد أبونا آدم على التوحيد، أبونا آدم خلقه الله وأنشأه نشأة صالحة موحدًا لربه معظمًا له، فلما عصى معصية واحدة أكل من الشجرة هو وزوجته حواء أهبطا من الجنة بهذه المعصية، وقال فيه ربنا: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى [طه:121-122]، معصية أهبط بها من الجنة إلى الأرض، فكيف بحالنا الذي عنده عشر معاصي وعشرين معصية وثلاثين معصية وأربعين معصية، كيف تكون حاله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالأمر خطير وعظيم.