ثم هذه الليلة قد نسيها الناس، قد نسيت ما يعرفها الناس وما يروى في أنها في السابع والعشرين من رجب حديث باطل غير صحيح عند أهل العلم، فهي لا تعرف، هل هي في رجب؟ أو في ربيع؟ أو في غير ذلك نعم؟ تم فيها الإسراء في الليلة في الليل، ولكن ما هي هذه الليلة، قد اقتضت حكمة الله أن ينساها الناس، حتى لا يفتن بها أحد، ثم لو علمت -لو علمنا- أنها ليلة سبعة وعشرين من رجب أو أنها ليلة كذا وكذا من شعبان أو من ذي القعدة أو من المحرم أو من ربيع أو من غير ذلك لم يجز لنا أن نخصها بشيء؛ لأن الرسول ﷺ الذي أسري به فيها والذي عرج به فيها لم يحتفل بها، ولم يخصها بشيء، والمسلمون متبعون لا مبتدعون، الواجب على أهل الإسلام الاتباع لا الابتداع، قال الله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، فعلينا أن نتبع الرسول ﷺ فيما فعل، وقال أما أن نأتي بجديد لا، لسنا مشرعين، فالمشرع هو الله ورسوله، والرسول يبلغ عن الله، فالذي لم يشرعه الله ورسوله ليس بدين، وليس بقربة، والذي ما نهى الله عنه ورسوله لا ينهى عنه.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦