فلا بد من مراعاة هذه الأمور التي نبه عليها المشايخ، ينبغي لأهل الإسلام أن يتعاونوا في هذا، كل مسلم مسؤول، كل واحد منكم ومن تبلغونه بعد ذلك هذه الندوة مسؤول، والفائدة من هذه الندوات أن تستفيدوا، وأن تبلغوا من وراءكم لا وحدكم بس، كان النبي ﷺ إذا خطب الناس يقول: فليبلغ الشاهد الغائب، فأنتم أيها الإخوة تبلغون الذي يذهب إلى كذا يذهب إلى كذا يبلغ ما سمع من العلم، هذا قال الله قال رسوله، ما هي بآراء الناس، قال الله قال رسوله، فليبلغ إذا راح إلى أي جهة إلى أي بلاد إذا رأى فيها ما يخالف الشرع، رأى الكتابة رأى البناء على القبور، رأى المساجد تتخذ على القبور، رأى ناسًا يدعون الموتى، ويستغيثون بهم، وينذرون لهم، ينبههم ويعلمهم هذا لا يجوز، وهذا منكر، يبين أنه وسيلة إلى الشرك، وما هو من الشرك كما علم كما سمع، وإذا أشكل عليه شيء يسأل أهل العلم بنفسه، أو يكتب إليهم كتابًا ويسأل لا حياء في العلم، العلم لا يناله مستحي ولا مستكبر.
كان العلماء هكذا في الصدر الأول يزورون العلماء ويسافرون إليهم المسافات البعيدة، فيسافر العالم إلى أخيه العالم الآخر مسافة طويلة على الإبل ما هو على السيارات، على الإبل مسافة الشهر وأكثر يطلب العلم، يسأل الحديث، من المدينة إلى مصر، ومن المدينة إلى الشام، من مكة إلى الشام إلى غير ذلك لطلب العلم، وبعضكم الحلقة عنده في مسجد قريب ولا يأتي يحضر العلم، وهي عنه خطوات، أو في بلاد قريبة ولا يحضرها، تكون الحلقة هنا أو في المسجد الحرام وهو في مكة أو في المسجد المدني وهو في المدينة ومع هذا لا يحضر حلقات العلم، وليس عنده رغبة أن يحضر حلقات العلم، كأنه أعلم الناس، كأنه قد حفظ كل شيء، هذا من الجفاء والجهل.
المقصود من حلقات العلم ليس الطلبة الحاضرين الثلاثة والعشرة، المقصود نفع الجميع، نفع المجموعة التي يمكن أن تنتفع، ولو أن إنسانًا سافر من بلد إلى بلد من قرية إلى قرية لحضور حلقات علم لحضور درس لحضور محاضرة لحضور ندوة لكان هذا سفرًا عظيمًا وسفرًا مشروعًا، وفيه أجر عظيم من أجل طلب العلم، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة رواه مسلم في الصحيح، اسمعوا هذا: من سلك طريقًا إذا جاء من الخرج إلى الرياض لحضور ندوة أو حضور حلقات علم أو ذهب إلى مكة لحضور حلقات علم أو إلى المدينة أو إلى أي مكان أو إلى بريدة أو إلى أي مكان يسمع فيه علمًا يسمع فيه ندوة علم يحضرها ولو شد الرحال في سيارته أو في طائرته فهو على خير عظيم هو خير عظيم، لهذا القصد قصد طلب العلم.
كذلك يقول النبي ﷺ: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، هذه علامة الخير أن تفقه في دين الله من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين فمعنى هذا أن الذي لا يراد به الخير لا يفقه في الدين، بل يكون معرضًا غافلًا.
كذلك في الإذاعة برامج تفيد طالب العلم إذا حضرها واستفاد وطلب الفائدة، مثل إذاعة القرآن فيها فوائد، فيها سماع القرآن بقراءة حسنة، سماع الحلقات العلمية في إذاعة القرآن حلقات علمية في التفسير، وفي غير التفسير، إذا راقبها الإنسان واعتنى بها يستفيد.
كذلك في نور على الدرب الذي يذاع كل ليلة فيه فوائد جمة، يكتب فيه المشايخ أجوبة عن سؤالات السائلين، هذا برنامج فيه خير كثير، وفيه فائدة، فينبغي للرجال والنساء أن يتوخوا هذا الشيء، وأن يقصدوه للفائدة، يعني علم زوجتك، علم أهلك، قل لهم: هذا البرنامج اسمعوه، اسمعوا إذاعة القرآن، ما هم يسمعون الأغاني، والشيء يضرهم، أو يسهرون بالتلفاز بما يضرهم، حثهم على شيء ينفعهم مادامت عندهم هذه الأشياء، وبلي الناس بهذه الأشياء، وفيها خير عظيم، الإذاعة لمن قصد الخير لمن أراد الخير يجد فيها خيرًا كثيرًا، يجد إذاعة القرآن، في إذاعة علوم وفوائد يستفيد منها تدخل عليه في بيته، متى يجد الإنسان حلقة العلم؟ متى تجد المرأة حلقة العلم؟ متى تسمع العلم وهي في بيتها والمساجد قليلة التي فيها العلم؟ الآن العلم يدخل على الناس في بيوتهم، وفي خيامهم، وفي بيوت الشعر في البرية من طريق المذياع، لكن بعض الناس يعرض عن هذا، فإذا جاءت الأغنية سمعها وأصغى مع آلات الملاهي وهذا محرم... بلغوا أهاليكم هذه الأشياء، بلغوا أهاليكم في البر في البادية في الحاضرة في أي مكان أن يسمعوا هذه الأشياء، يسمعوا إذاعة القرآن يستفيدوا منها، يستفيدوا من برنامج نور على الدرب، ولا يحتقروه، فهو برنامج مفيد يتكلم فيه أهل العلم على خير كثير، وعلى فوائد، وعلى أسئلة تهم الجميع، فينبغي أن يعتنى بهذا، وأن يكون على بال منا ومن إخواننا ومن النساء أيضا، حتى يستفيدوا، هذه وصيتي للجميع، وأسأل الله للجميع التوفيق.