كذلك ما يتعلق بالبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها وتجصيصها عرفتم أنه بدعة، والرسول نهى عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، والبناء عليها، لا يقعد عليها ولا يجلس عليها، ولا توطأ القبور، ولكن يجب أن تصان عن ذلك، ولا يُبْنى عليها المساجد، ولا قباب، ولا تفرش بالفرش، لا يرفع عليها ستور، كل ذلك مما أحدثه الناس، كل هذا من البدع التي هي من أسباب الشرك بالله ، هذه وسائل من وسائل الشرك، ولا يدفن فيها، هذه المساجد شيء أحد إذا كان مسجد في بلد في قرية لا يدفن فيه أحد، وإذا دفن فيه أحد ينبش ويجعل مع المقابر.
بعض الناس في بعض البلدان إذا بنى المسجد ثم مات دفنوه فيه، دفنه جيرانه في المسجد الذي بناه، وهذا غلط، المساجد لا يدفن فيها، ولا تبنى على القبور، كما أنها لا تبنى على القبور كذلك لا يدفن فيها الموتى، تبقى للعبادة للصلاة، والميت يدفن مع المسلمين في مقابر المسلمين، والمقابر ما هي محل قراءة، ولا محل صلاة، إنما تزار للدعاء، والاستغفار لأهلها، وذكر الآخرة، والزهد في الدنيا، أما القراءة والصلاة تكون في المساجد وفي البيوت، لا عند القبور، النبي عليه السلام قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا فدل على أن القبور لا يصلى فيها، وقال: إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، فدل على أن القراءة محلها البيوت، ومحلها المساجد، ليس محلها القبور، كما أن الصلاة محلها المساجد ومحلها البيوت، وليس محلها المقابر.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.