التوحيد فضله وأنواعه وحكمه

الحمد لله  رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد أما بعد: أيها  المؤمنون فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وحياكم الله في هذه الليلة المباركة والتي نستضيف فيها صاحب السماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء وسيحدثنا سماحته عن موضوع هو من أهم المواضيع وأس العلوم وهو عن التوحيد فضله وأنواعه وحكمه فليتفضل سماحته جزاه الله خيرا وحفظه ورعاه.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن الله إنما خلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له لم يخلقهم عبثا ولا سدى ولا لحاجة به إليهم هو الغني الحميد كما قال  يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  [فاطر: 15] قال : أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى  [القيامة: 36] يعني معطلا مهملا لا يؤمر ولا ينهى وقال : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا  [المؤمنون: 115]وقال جل وعلا: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا  [ص: 27] وقال : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  [الذاريات: 56]  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21] خلقهم ليتقوه ويعبدوه وأمرهم بهذا الأمر العظيم وبعث الرسل بذلك قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36] فأصل الدين وأساسه توحيد الله جل وعلا والإخلاص له والإيمان به وبرسله والإيمان بأنه سبحانه الخلاق العليم خالق كل شيء ورب كل شيء وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له ولما بعثه سبحانه إلى الخلق بدأهم بقوله: يا قومي قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ! فبدأ الناس بالدعوة إلى توحيد الله لأن هذا هو أول واجب وأفضل واجب وأعظم واجب ومكث عشر سنين في مكة يدعو إلى هذا التوحيد يقول لهم  في كل مكان: يا  قوم قولوا لا إله إلا الله  وصعد ذات يوم على الصفا لما أنزل الله عليه قوله تعالى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ  [الشعراء: 214] فناداهم يا معشر قريش يا بني عبد مناف يا بني كعب بن لؤي يا بني كذا يناديهم حتى اجتمعوا ثم قال لهم : يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا! أرأيتم لو أخبرتكم أن هناك جيشا يصبحكم أو يمسيكم أكنتم مصدقي؟! قالوا نعم  قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ثم دعاهم إلى توحيد الله قال  : يا قوم اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا هكذا يعدد يا بني عبد مناف يا بني كعب بن لؤي يا بني كذا يا بني قصي حتى قال يا بني عبد المطلب حتى قال يا عباس بن عبد المطلب يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة بنت رسول الله اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا يعني اشتروها بالتوحيد والإيمان والإخلاص لله وترك عبادة الأوثان والأصنام وقال جل وعلا في سورة ص وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ۝ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص: 4- 5] تعجبوا واستنكروا من قوله : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وقال في سورة الصافات إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات: 35، 36] ولم يزل عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى توحيد الله وينذرهم الشرك بالله ويأمرهم بما أمره الله به من توحيده وطاعته وينهاهم عما نهاهم الله عنه من الشرك به ومعصيته عشر سنين ثم فرض الله عليه الصلوات الخمس في مكة قبل أن يهاجر ولم يسلم إلا قليل  ثم هاجر وفرض الله عليه بقية الشرائع من صلاة وغيرها فأصل دين الله وأساس دين الله توحيد الله والإخلاص له والإيمان بأنه الخلاق العليم رب كل شيء ومليكه وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى وأنه المستحق للعبادة وهذه هي أنواع التوحيد وأقسامه ثلاثة بالاستقراء لما استقرأ العلماء ما دل عليه القرآن والسنة اتضح أن أقسام التوحيد وأنواعه ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماء والصفات كل الأدلة تدور على ذلك جميع الأدلة من الكتاب والسنة كلها تدور على هذه الأقسام الثلاثة : توحيد الربوبية وأن الله هو الخلاق الرزاق، وخالق كل شيء، قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  [الرعد: 16]وقال سبحانه أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54] هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر: 3] فهو رب الجميع خالق الجميع رازق الجميع خالق السماء وساكنيها خالق الأرض وساكنيها خالق كل شيء هو المالك لكل شيء هو القادر على كل شيء هو الخلاق العليم وقد اعترف المشركون بذلك المشركون أنفسهم اعترفوا بذلك وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ  [الزخرف: 87] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان: 25] قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ  [يونس: 31] أفلا تتقون الله في الإشراك به كما اعترفتم بأنه ربكم وخالقكم ولم ينكر هذا إلا من شذ ممن لم يعد من دار الكفرة كالمجوس الذين قالوا إن النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر وهذا قول باطل وشاذ في أقوال الأمم ، الأمم على أنها مقرة بأن ربها هو الله وحده وهو الخلاق الرزاق وأنه في العلو جل وعلا .

وهكذا أسماؤه وصفاته يعرفون أنه سبحانه سميع بصير حكيم عليم وشذ من خالف ذلك من الكفرة من اليهود القائلين بأن له ابن اسمه العزير وهكذا النصارى الذين زعموا أن عيسى هو ابن الله والله نزه نفسه عن ذلك وهكذا قول الكفرة إن الملائكة بنات الله كل هذا من أكاذيبهم وكفرهم وعامة الكفار على الإيمان بأسمائه وصفاته لم يتخذ صاحبة ولا ولدا والملائكة عباد مكرمون ليسوا بنات الله بل قال فيهم جل وعلا وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ  [الأنبياء: 26]ينكر عليهم ، ثم قال: بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ۝ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ۝ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ  [الأنبياء: 26 - 28]فالملائكة عباد الله خلقهم من النور عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون والعزير عبد من عباد الله والمسيح عبد من عباد الله ليس له سبحانه صاحبة ولا ولد وقد كذب الكفار في قولهم إنه اتخذ صاحبة وأن الملائكة بنات الله فنزه نفسه عن هذا قال : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  [الأنعام: 101]وقال سبحانه قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ  [الإخلاص: 1 - 4] فهو سبحانه الخلاق الرزاق المالك لكل شيء الواحد الأحد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وهو جل وعلا المستحق لأن يعبد دون كل ما سواه لا يستحق العبادة سواه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل بل هو الواحد الأحد جل وعلا قال تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ  [البينة: 5] وقال تعالى وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ  [البقرة: 163]وقال تعالى وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء: 36] وقال جل وعلا فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ  [الزمر: 2، 3]فهو سبحانه المستحق لأن يعبد وهو الإله الحق جل وعلا وهذا التوحيد توحيد العبادة هو أول واجب أما توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات فقد أقر به المشركون ولم ينكره إلا من شذ من المشركين توحيد الأسماء والصفات كما تقدم ولكن غالب الأمم على الإقرار  بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهو سبحانه الموصوف بالصفات الكاملة وبالأسماء الحسنى كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180] فله الأسماء الحسنى وله الصفات العلا لا شبيه له ولا شريك له فهو السميع وهو البصير وهو الحكيم وهو الرحمن وهو الرحيم وهو القادر على كل شيء له الأسماء الحسنى والصفات العلا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]وهو المستحق لأن يعبد جل وعلا لا يستحقها سواه العبادة حقه يجب أن يدعا ويصلى له ويستغاث به العبادة حقه وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ  [البقرة: 163] وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء: 23] المعنى أمر وأوصى ألا تعبدوا إلا إياه وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ  [البينة: 5] فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ  [الزمر: 2، 3] والمشركون الذين ضلوا عن هذا السبيل كابروا قال تعالى وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا  [النمل: 14] فهم يعلمون أنه الحق وانه المستحق للعبادة ولكنهم كابروا قال جل وعلا قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ  [الأنعام: 33] فهم يعلمون أنه المستحق للعبادة وأنه رب العالمين وأنه الخلاق العليم وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات والعلا ولكن العناد والحسد والبغي من بعضهم والتقليد الأعمى من الغالب هو الذي حملهم على ما هم فيه من الباطل والشرك.

فالواجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يعبدوه وحده وأن يؤمنوا بأنه سبحانه هو الخلاق العليم هو الرزاق لعباده هو القادر على كل شيء هو الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] والواجب عليهم مع هذا كله هو توحيده والإخلاص له خلقوا لهذا خلقوا ليعبدوا الله فالواجب عليهم أن يعبدوا الله وحده بطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده هذا هو الواجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يعبدوه وحده بفعل ما أمر وترك  ما نهى .

وجميع العبادات كلها داخلة في توحيد العبادة توحيد الأمر والنهي فالصلاة والزكاة والصوم والحج والحكم وغير ذلك كله داخل في ذلك فهو الحكم جل وعلا إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ  [الأنعام: 57] أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54]جل وعلا له العبادة وحدها فهو له الصلاة وله الصوم وله الزكاة وله الحكم فتوحيد الحكم داخل في ذلك إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [الأنعام: 57]كما قال تعالى أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54] فهو سبحانه المتصف بالوحدانية في خلقه وأمره وفي حكمه وفي جميع ما يتعلق بالعباد هو المستحق لها كما أنه الواحد في خلقه ورزقه وتدبيره لعباده وهو الواحد في أسمائه وصفاته لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له.

ولما بعث النبي ﷺ معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وفي اللفظ الآخر: فادعهم إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة .. الحديث .

فأول واجب وأعظم واجب هو هذا التوحيد توحيد الله بالعبادة الإيمان بأنه الإله الحق والمستحق للعبادة المستحق لأن يطاع فيما أمر ونهى هذا هو أهم الواجبات وأعظمها وأصلها  ثم يلي ذلك شهادة أن محمدا رسول الله فلا بد من الإيمان بأنه سبحانه هو الخلاق العليم وهو الرزاق لعباده وهو المستحق لأن يعبد لا شبيه له ولا شريك له وهو معنى لا إله إلا الله فإن معناها لا معبود حق إلا الله فهو معبود بالحق وهو الخالق الرازق وهو الموصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلا جل وعلا فيجب على جميع الثقلين الإيمان بذلك وأنه سبحانه خالقهم ومعبودهم بالحق وهو رازقهم المستحق لأن يعبدوه وأن يحكموه في كل شيء له الحكم وله الخلق وله الأمر إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ  [الأنعام: 57]فيجب على كل فرد من أفراد الجن والإنس أن يعبد الله وحده وأن يخصه بالعبادة وأن يخصه بالحكم بالصلاة بالصوم بكل العبادات وأن يدع ما حرم الله عليه  من سائر الذنوب وأعظمها الشرك بالله الذي يناقض التوحيد ويناقض قول لا إله إلا الله فيجب على جميع الثقلين أن يدعوا الشرك بالله وأن يتبرؤوا منه وأن يعلموا أنه ضد التوحيد ضد الإيمان وأن الواجب تركه وأنه أعظم المحرمات وأعظم الذنوب!

قيل : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم؟! قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. فهو أعظم الذنوب وأشد وأخبث الخبائث.

والحكم ليس له قسم رابع بل هو داخل في العبادة هو من جنس الصلاة والصوم وغير ذلك كلها لله وحده هو الحكم العدل هو المستحق للصلاة لأن يصلى له لأن يسجد له لأن يصام له لأن يحج له لأن يزكى له لأن يجاهد في سبيله إلى غير ذلك ، فهو المستحق لجميع العبادات لا شريك له ولا كفو له ولا ند له فهو الحكم العدل وهو المستحق للعبادة وهو المنفرد بالخلق والرزق والتدبير وأيضا بكمال أسمائه وصفاته جل وعلا.

فالواجب على جميع العباد أن يعبدوه وحده وأن ينقادوا لشرعه وأصل هذا الدين وأساسه شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن تشهد عن علم ويقين وصدق أنه لا معبود حق إلا الله وأن تشهد عن علم ويقين وصدق أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو رسول الله حقا وهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده .

وتشهد أيضا يقين بأن ربك هو الخلاق العليم هو المستحق للعبادة هو صاحب الأسماء والصفات لا شبيه له ولا كفو له .

وتؤمن عن يقين بكل ما أمر الله به ورسوله وتؤمن عن يقين بكل ما حرمه الله فتؤمنه بأنه أوجب على عباده أن يصلوا خمسا أن يزكوا أموالهم أن يصوموا رمضان أن يحجوا البيت أن يؤدوا ما أوجب الله عليهم من سائر الواجبات وأن يحذروا ما حرم الله عليهم عليك الإيمان بذلك أن تؤمن بما أوجب الله وأن تؤمن بكل ما حرم الله كله داخل في العبادة في لا إله إلا الله وحقه.

وأفضل ما أمر به وأعظمه شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فالتوحيد هو الإخلاص له وهو أفضل الأعمال وأوجبها يقول ﷺ: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله  يعني مع شهادة أن محمدا رسول الله ولهذا بدأ الناس به بدأهم قبل كل شيء بالدعوة إلى توحيده وأن يقولوا لا إله إلا الله عن صدق وعن إخلاص وعن إيمان وعمل هذا هو أعظم الواجبات وأهم الواجبات!.

ثم ما أوجب الله بعد ذلك من صلاة وصوم وزكاة وغير ذلك .

ولا تتم الشهادة بالوحدانية لله إلا مع الشهادة بأن محمدا رسول الله والشهادة بكل ما أخبر الله به ورسوله والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من توحيد الله والإخلاص له والإيمان به الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ولهذا لما سأله جبرائيل قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره قال ما الإسلام ؟ قال أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت كله داخل في هذه الأقسام الثلاثة : توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماء والصفات؛ فالإيمان بهذه كلها داخل في توحيد الأسماء والصفات وفي توحيد الإلهية وفي توحيد الربوبية.

وجميع ما شرعه الله كله داخل في توحيد العبادة من صلاة وغيرها فإنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد بما شرع من صلاة وغيرها من حكم وغيره  ، وترك ما حرم الله من الشرك وما دونه كله داخل في توحيد العبادة مع الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله لا بد من الإيمان بالله وملائكته إلى آخره مع الإيمان بأنه المستحق للعبادة لا بد من الإيمان بأنه الخلاق العليم وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا وأنه لا شبيه له وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب وأنه خلق الجنة والنار وأنه لا بد من جزاء وحساب لا بد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله مما مضى من أمر الرسل والأمم وما يأتي من أمر الجنة والنار والميزان والجزاء إلى غير ذلك فأنت يا عبد الله عليك أن تؤمن بالله وبكل ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ من أمر الآخرة والجنة والنار والرسل الماضين وأممهم وغير ذلك فتؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله في كتابه أو على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام وتعبد الله بذلك تعبده بأنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد لأنه المستحق لأن يطاع بأنه المستحق لأن ينتهى عما نهى عنه جل وعلا وتعبده سبحانه بإيمانك بأنه الخلاق الرزاق الموصوف بالصفات العلا والأسماء الحسنى تؤمن بأنه ربك وخالقك وأنه جل وعلا له الأسماء الحسنى والصفات العلا كما أنه سبحانه هو المستحق لأن يعبد لا شريك له ولا شبيه له ولا ند له جل وعلا، هذا أصل الدين هذا أساس الملة فالصلاة والزكاة والجهاد وغير ذلك كل ذلك فروع عن هذا الأصل العظيم الذي هو إيمانك بالله خالقا وربا ورازقا ومعبودا مستحقا للعبادة جل وعلا وكثير من الناس ليس عنده بصيرة بما شرع الله لعباده ليس عنده بصيرة بما حرم الله على عباده فالواجب التعلم والتفقه في الدين حتى تعرف ما أوجب الله عليك وما حرم الله عليك فأول واجب وأعظم واجب وأفضل واجب أن تعلم أنه سبحانه هو المستحق للعبادة وأنه إلهك ومعبودك الحق وإنه إله العالمين ومعبودهم الحق جميعا من أولهم إلى آخرهم وأنه لا بد مع توحيد العبادة من تصديق الرسل والإيمان بما جاءوا به من أولهم إلى آخرهم وعليك أن تؤمن بمن مضى من الرسل وبما أخبر الله به في كتابه وبالجنة والنار والجزاء والحساب وعليك أن تؤمن بأن محمدا رسول الله خاتم الأنبياء الله أرسله إلى هذه الأمة فعليك أن تؤمن بذلك كما تؤمن بما مضى من أمر الرسل والأمم والجنة والنار وغير ذلك. ولا يتم إيمان ولا يصح إيمان إلا بهذا أن تؤمن بأن الله معبودك الحق وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة وأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو رسوله وهو خاتم الأنبياء وهو رسوله إلى جميع الناس إلى جميع الثقلين وأن تؤمن بمن سبق من الرسل والأنبياء والأخبار الماضية من أمر الجنة والنار والجزاء والحساب وغير ذلك هكذا شأن المؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله كله داخل في توحيد العبادة ويؤمن بأنه سبحانه هو الخلاق العليم وأنه سبحانه هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأنه لا شبيه له  ولا ند له ولا يقاس بخلقه جل وعلا.

ومن الإيمان بذلك من الإيمان به الإيمان بالأصول الستة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كله داخل في الإيمان بالله هو الخلاق العليم هو المالك لكل شيء هو القادر على كل شيء هو الأول والآخر وهو المستحق للعبادة وهكذا تؤمن بملائكة الله وأن لله ملائكة خلقهم من النور كلهم في طاعته والقيام بحقه عليهم الصلاة والسلام.

وهكذا الكتب المنزلة من السماء من الإيمان بالله أن تؤمن بها مثل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وغير هذا مما أنزل على رسله عليهم الصلاة والسلام .

وهكذا الإيمان بالملائكة وأنهم حق خلقهم الله من النور تؤمن بذلك وأنهم في طاعته وتنفيذ أوامره.

 وهكذا تؤمن باليوم الآخر بالبعث والنشور وأنك مبعوث ومجاز بأعمالك  يوم القيامة إن خيرا فخير وإن شرا فشر لا بد من الإيمان بهذا اليوم والإعداد له .

والأمر السادس الإيمان بالقدر وأن الله قدر الأشياء وعلمها كل شيء بقدر ما في العالم شيء وما في الوجود شيء إلا بقضائه وقدره من خير وشره لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا  [الطلاق: 12] وفي الحديث الصحيح: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ويقول جل وعلا: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49] ويقول سبحانه أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج: 70] فهو سبحانه الخلاق العليم الرازق لعباده قد سبق بذلك قدره وعلمه السابق وكتابته السابقة وهو المستحق لأن يعبد فكما أنه رب الجميع وخالقهم ورازقهم والعالم بأحوالهم وهو سبحانه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا لا شبيه له ولا كفو له هو أيضاً المستحق لأن يعبد لا شريك له في ذلك بل هو الإله الحق الذي يجب أن يخص بالعبادة دون كل ما سواه كما قال سبحانه وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ  [البينة: 5] وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ  [البقرة: 163] ويقول النبي ﷺ: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا  هذا الحق يدخل فيه الإيمان بأسمائه وصفاته والإيمان بأنه رب العالمين والإيمان بكل ما شرع الله لعباده والإيمان بكل ما نهى عنه ويدخل فيه العمل بذلك بأداء حقه من توحيد وغيره من فروع الإسلام وترك ما حرم واعتقاد تحريم ذلك والقيام بكل ما أمر الله به ورسوله كله داخل في توحيد العبادة والإيمان بأنه الخلاق الرزاق وبأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا كله داخل أيضا في توحيده جل وعلا .

فالدين كله توحيد توحيد له بأسمائه وصفاته توحيد له بأنه الخلاق العليم توحيد له بأنه المستحق لأن يعبد لا شريك له ولا شبيه له فجميع ما أمر الله به ورسوله كله داخل في توحيد العبادة يجب أن تعبد الله بما شرع من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة كلها داخلة في توحيد العبادة وداخلة في أنه سبحانه المستحق لها سواء مما ورد في الكتاب أو في  السنة الصحيحة يجب على كل مكلف أن يعبد الله بما أمر به وترك ما نهى عنه فيؤدي الواجب وينتهي عن المحرم ويقف عند حدود الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه. ومن ذلك ما تقدم من الحكم يجب أن يحكم سبحانه في كل شيء فله حكم جل وعلا ولهذا قال جل وعلا أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ  [المائدة: 50]ويقول جل وعلا إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ  [الأنعام: 57] وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ  [المائدة: 49] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44] فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة: 45] فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة: 47] كله داخل في توحيد العبادة فالحكم بشرعته من الإيمان به ومن طاعته كالحكم بالصلاة والزكاة والصوم والحج فكما يجب أن نصلي كما أمر وأن نصوم كما أمر وأن نزكي كما أمر يجب أن نحكم أيضا بما أمر وأن نحذر الحكم بغير شرعه وبغير ما أنزل كما يجب أن نحذر أن نصلي على غير الوجه الشرعي أو نصوم على غير الوجه الشرعي أو نزكي على غير الوجه الشرعي أو نحج على غير الوجه الشرعي يجب على العباد أن يؤدوا حق الله وأن يؤدوا ما أوجب عليهم على الوجه الذي شرع في كل شيء.

وقد أنكر على أهل البدع من المشركين فقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ  [الشورى: 21] وقال سبحانه ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا [الجاثية: 18] وقال ﷺ: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فالواجب أن يعبد بما شرع يجب أن نعبده بما شرع وأن نحذر ما نهى عنه وأن نؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله فنؤمن بالجنة والنار والحساب والجزاء وأنه الخلاق العليم وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا ونؤمن بأنه المستحق بأن يعبد وأن على العباد جميعا جنهم وإنسهم عليهم أن يعبدوه وحده وأن يخصوه بعبادتهم وأن يؤمنوا بأنه المستحق لذلك وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا لا شريك له ولا شبيه له ولا كفو له جل وعلا .

وضد هذا كله الشرك بالله ضد هذا التوحيد والإيمان الشرك بالله وصرف العبادة لغير جل وعلا فالشرك هو أعظم الذنوب وهو ضد التوحيد والإيمان فوجب على العباد أن يدعوه وأن يحذروه قال تعالى إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  [لقمان: 13]وقال تعالى وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88]وقال سبحانه وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر: 65] وقال تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء: 48] فالشرك أعظم الذنوب ضد التوحيد وهو صرف العبادة لغير الله كدعاء الجن ودعاء الملائكة دعاء الأصنام إلى غير ذلك هذا الشرك بالله يدعو غير الله جنا أو إنسا أو صنما أو شجرا أو حجرا أو غير هذا هذا هو الشرك بالله جل وعلا صرف بعض العبادة لغير الله.

وهكذا إذا لم يعتقد ما أوجب أو لم يعتقد ما حرم يكون أيضا من جملة الكفرة لا بد أن يؤمن بما حرم الله ويؤمن بما أوجب الله وأن يحذر ما حرمه الله من الشرك به فإذا جحد ما أوجب الله أو جحد ما أحله الله أو جحد ما حرمه الله دخل في حكم الشرك والكفر بالله فالواجب على جميع المكلفين الإيمان بما شرعه الله والحذر مما حرم الله وإخلاص العبادة لله وحده؛ لأنه المستحق لأن يعبد جل وعلا فيصلى له والصوم له والذبح له والنذر له إلى غير ذلك قال تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ  [الأنعام: 162- 163] ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله كالذي يذبح للجن أو يدعو الجن أو يستغيث بهم أو بالأصنام أو بأصحاب القبور أو بالملائكة يكون قد أشرك بالله وعبد معه غيره ويكون كافرا بذلك وهكذا من استحل ما حرم الله كأن يقول الزنا حلال أو شرب الخمر حلال أو اللواط حلال أو الربا حلال يكون كافرا داخلا في قسم الشرك بالله .

وهكذا إذا أسقط ما أوجب الله كالذي يقول لا صلاة لا تجب الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم كل هذا ردة عن الإسلام وكفر بالله أكبر؛ فلا بد من الإيمان بما أوجب الله بالأدلة الشرعية التي قد أجمع عليها المسلمون ولا بد من الإيمان بكل ما حرم الله مما قام عليه الدليل وأجمع عليه المسلمون لا بد من هذا وهذا .

فمن جحد ما أوجب الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو جحد ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة كان كمن عبد غير الله كان كمن أشرك بالله كافرا مرتدا نسأل الله العافية.

وهذه الأمور العظيمة يجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة التفقه فيها والبصيرة وأن يحذر ما يؤدي به إلى الشرك والكفر بالله وأن يجهز نفسه بالتفقه في الدين والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله وإخلاص العبادة لله وحده وترك الإشراك به .

والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وأن يمنحنا وإياكم وجميع المسلمين  الفقه في دينه وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن مضلات الفتن كما أسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم كما  أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير وأن يعينهم على كل خير وأن ينصر بهم الحق وأن يصلح لهم البطانة وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.

الأسئلة:

س: هل يعذر بالجهل من في عصرنا هذا وينذر للحسن والحسين والسيدة ويطوف حول قبورهم؟

ج: قد بين الله في كتابه أمر الشرك والتوحيد وجعله كتابا بلاغا للناس هذا بلاغ للناس قال تعالى وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام: 19] فمن بين المسلمين قد سمع القرآن وسمع السنة فلا يعذر بعبادته للحسين أو البدوي أو المرسي أو فلان أو فلان الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم لا يجوز هذا بل يجب أن ينتبه وأن يسأل ويجب على أهل العلم والإيمان أن يبصروا هؤلاء وأن ينذروهم وقد وقعوا في الشرك الأكبر  فعبادة أصحاب القبور أو الجن أو الملائكة كله شرك بالله أكبر يوجب الخلود في النار نسأل الله العافية.

س: أنا منّ الله علي بالهداية ولله الحمد ومحافظ على صلواتي ولكن ابتليت بالوسواس في العقيدة وبالا لا تطيقه النفس فهل هذا من الشيطان أم من نفسي وماذا يقول الشخص في هذه الحالة ؟

ج: نعم ، الوسواس كلها من الشيطان إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ  [فاطر: 6] هو عدونا لا يزال يأتي الإنسان يقول له اذكر كذا افعل كذا من خلق الله أين الله يأتي بأشياء يشبه على الناس فإذا وجد ذلك فليقل آمنت بالله ورسوله هكذا لما سأل الصحابة النبيﷺ قالوا له إن أحدنا يقع في صدره ما لئن يخر من السماء أهون عليه من أن ينطق به فقال : تلك الوسوسة وأمرهم أن يقولوا إذا وجد أحدكم ذلك أن يقولوا آمنت بالله ورسوله وأن يستعيذوا بالله من الشيطان وينتهوا فإذا وجدوا الوسواس أين كذا أين كذا من خلق كذا أين الجنة فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم آمنت بالله ورسله آمنت بالله ورسله يكيد عدو الله يبطل كيده بهذا آمنت بالله ورسله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

س: ما مدى ما يجب على المسلم أن يعرفه من الدين ؟

ج: يجب عليه أن يعلم ما لا يسعه جهله ماذا أوجب الله عليه ماذا حرم الله عليه وأعظم ذلك وأن يعرف ربه بأسمائه وصفاته وأنه المستحق للعبادة وأنه المعبود بالحق وما سواه باطل هذا أقل شيء يعرف أن الله هو المعبود الحق وأنه رب السماوات والأرض رب الجميع الخلاق العليم الموصوف بصفات الكمال ويعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه يسأل ويتبصر حتى يؤدي ما أوجب الله عليه وحتى ينتهي عما حرم الله عليه.

س: أردت الذهاب أنا وأمي للحج هذا العام فقال لي أخي الأكبر: أنه سوف بدفع نفقة الحج ولكن أخي متهاون بأداء الصلاة فهل يجوز لي أخذ هذا المال منه مع العلم أني لا أملك المال الكافي لأداء الحج؟

ج: ليس عليك وعلى أمك حج إلا مع الاستطاعة لأن الله يقول وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران: 97] فالذي لا يستطيع السبيل ليس عنده مؤنة لا حج عليه وإذا أعطاك أخوك مالا أو غيره وحججت لا بأس لكن لا يلزمك أن تأخذه منه مالاً إنما الحج على من استطاع فإذا أعطاك أخوك أو زيد أو عمرو مالا أو قال حج معنا فلا بأس إذا حججت معهم فلا بأس ويجزي بهذا ويسقط حج الفريضة أنت وأمك وغيركم، لكن لا يلزمكم إلا إذا كان عندكم قدرة عندكم مال تستطيعون الحج والرجوع بعد نفقة من يبقى بعدكم من العائلة.

س: رجل تزوج بامرأة وبعد أربع سنوات اتضح بعد الكشف أنه لا ينجب أولادا وطلبت منه الزوجة الطلاق فرفض فهل عليه في ذلك إثم؟

ج: هذه من مسائل القضاء عند المحاكم هذه تراجع فيها المحاكم.

س: إذا دخل الرجل المسجد وقد انتهت الصلاة ثم أقيمت جماعة أخرى في نفس المسجد فهل الأفضل أن أصلي معهم أم أرجع فأصلي في البيت؟

ج: الواجب أن تصلي معهم إذا جئت والإمام قد صلى وتيسر جماعة يجب عليك أن تصلي معهم لأن الجماعة واجبة إذا تيسر من تصلي معه ولو واحد صليتما الجماعة ولما دخل رجل والنبي قد صلى قال النبي ﷺ: من يتصدق على هذا فيصلي معه فصلى معه بعض الصحابة فإذا فاتتك الصلاة وتيسر لك جماعة وجب عليك أن تصلي معهم أو مسجدا آخر إن أمكنك أن تصلي معهم وجب عليك.

س: ما توجيه سماحتكم حول ظاهرة انتشار المنكرات في الشوارع والأسواق والبيوت وخصوصا أننا في موسم الخيرات والأمطار وفقكم الله لكل خير؟

ج: الواجب إنكارها إنكار ما ظهر من المنكرات الواجب على المسلمين إنكارها والتعاون في ذلك يقول الله : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة: 71] يجب على المسلمين أن يتعاونوا في هذا في إنكار المنكر والأمر بالمعروف في الأسواق وفي الطرقات في محل البيع والشراء وفي كل مكان وعلى الدولة وفقها الله أن تقوم بذلك بواسطة الهيئات حتى تمنع المنكرات يجب على الدولة أن تقوم بواجبها وعلى كل فرد أن يقوم بواجبه لأن الله عمم الجميع وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  [التوبة: 71] وقال سبحانه كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  [آل عمران: 110]فعلى الدولة واجبها بإنكار المنكرات والأمر بالمعروف وعلى كل فرد واجبه حسب طاقته.

س: ما الأفضل لطالب العلم أن يحفظ؟ أن يحفظ: متنا في الفقه مثل الزاد أو متنا في الحديث كالبلوغ حيث أن أحد المشايخ يقول الأفضل أن يحفظ متنا في الفقه لأنه يقوي ملكة الاستنباط  ولو حفظ متنا في الحديث لما استطاع الحافظ أن يستنبط الأحكام من الحديث كما هي مستنبطة في متن الفقه أفيدونا بالصحيح في ذلك؟

ج: الواجب على طالب العلم أن يهتم بطلب العلم وأن يعتني به ويبدأ بكتب العقيدة التي توضح له أصل دينه وأساس دينه ثم يحفظ ما تيسر من كتب الحديث ثم ما تيسر من كتب الفقه لأن الفقه نتيجة الحديث  والقرآن فروع فالقرآن هو الأصل فالقرآن يعتني بأصل دينه يتعلم القرآن ويحرص على حفظ القرآن وما تيسر منه والإكثار من تلاوته حتى يعرف عقيدته حتى يعرف ربه وإلهه معبوده الحق وحتى يعرف أسماءه وصفاته فأهم شيء كتب العقيدة وأعظمها وأهمها وأصدقها كتاب الله القرآن فالواجب الاهتمام بالقرآن والعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته مع حفظه إذا تيسر  أو ما تيسر منه مع العناية بالمعنى حتى يعرف به ويعرف أسمائه وصفاته  وحتى يعلم الحق الذي خلق من أجله.

وهكذا الكتب المؤلفة في ذلك تعينه على فهم كتاب الله مثل كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه وكشف الشبهات ثلاثة الأصول العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية هذه كتب تعينه على العقيدة الصحيحة التي دل عليها القرآن العظيم والسنة المطهرة وهكذا يحفظ ما تيسر من كتب الحديث مثل عمدة الحديث للشيخ الإمام عبد الغني المقدسي ومثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر فهذان كتابان عظيمان ميسران فالبداءة بهما أو أحدهما أهم من كتب الفقه ثم الفقه بعد ذلك يحفظ ما تيسر من كتب الفقه كزاد المستقنع عمدة الفقه دليل الطالب حتى يستعين بذلك على فهم المسائل واستنباط المسائل .

وهكذا يحفظ ما تيسر من كتب النحو كتب القواعد العربية كقطر الندى أو الآجرومية وإذا تيسر له حفظ الألفية إذا كان طالب علم قد هضم الآجرومية والقطر يحفظ الألفية .

وهكذا في المصطلح كنخبة الفكر تعينه على فهم مصطلح الحديث وهكذا كتاب في أصول الفقه ولو مختصر.

س: إذا جاء شخص متأخرا عن صلاة المغرب فهل لمن صلى أن يتصدق عليه ويصلي معه أم لا؟

ج: نعم الحديث عام السنة عامة إذا جاء وقد صلى الناس المغرب  السنة أن يتصدق عليه أحد يصلي معه من بعض الناس حتى يكون له جماعة ولو مغرب.

س: لا وتران في ليلة؟

ج: ما يضر، هذا تبع ، هي بنفسها وتر يصلونها.كما أن الإنسان إذا جاء وهم يصلون صلى معهم ولو قد صلى.

س:  ما رأي سماحتكم في أشرطة الفتنة بين الصحابة للدكتور طارق السويدان هل تنصحون باستماعها والاستفادة منها؟

ج: بينا أنه ينبغي منعها وعدم تداولها لما تسبب على الناس من مشاكل وشكوك وأوهام وظن سيئ في الصحابة ولهذا  كتبنا للجهة المختصة بمنعها لما فيها من التشويش والكلام عن الصحابة بما لا ينبغي.

س: ورد عن النبي ﷺ أنه قال: دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب .. الحديث سماحة الشيخ ما صحة هذا الحديث وكيف يدخل النار وهو مكره على هذا الشيء؟

ج : الحديث لا بأس بإسناده صحيح ومعناه أنه دخل الجنة بسبب ذباب ودخل النار بسبب ذباب بين في الحديث أنه مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيء أقرب فقالوا قرب ولو ذبابا مقصودهم أنهم يبدي الموافقة على ما هم عليه من الباطل والشرك فلما وافق قرب بالذباب المهم أنه وافقهم اعتذر بعدم القدرة فصار بذلك كافرا لأنه عبد غير الله وأقر عبادة غير الله ورضي بها.

أما الآخر الموحد لما قالوا له قرب قال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله فضربوا عنقه فدخل الجنة فالأول ليس بمكره  إنما قالوا  له فأجاب ما يسمى مكره قالوا له قرب فأجاب ما قال لا وهددوه هو وافق من دون تهديد.

س: إني أحبك الله وأرغب من سماحتكم إلقاء محاضرة عن هذا الموضوع في جنوب المملكة في جازان؟

ج: يكتب لنا وننظر في الأمر إن شاء الله ونرسل له بعض المشايخ إن شاء الله يكتب لنا وبعدما يجي الكتاب منه نرسل له بعض أهل العلم إن شاء الله.

س: إذا خرجنا للنزهة لمسافة أكثر من ثمانين كيلو فهل يجوز لنا قصر الصلاة؟

ج: إذا سافر المؤمن شرع له قصر الصلاة  المؤمن والمؤمنة قصر السفر سنة كان النبي إذا سافر قصر عليه الصلاة والسلام وهكذا الصحابة والله يقول وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ [النساء: 101] فالسنة للمسافر القصر إذا سافر مسافة يقصر فيها الصلاة السنة له القصر وهي ثمانون كيلو تقريبا يوم وليلة بالمطية كما أفتى بذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ومسافته الآن ومقداره الآن مسافة ثمانين كيلو تقريبا فإذا سافر هذا السفر وما هو أبعد منه سن له القصر يصلي الظهر ثنتين والعصر ثنتين والعشاء ثنتين.

س: انتشر في الفترة الأخيرة وضع اللمبات باللون الأخضر على منارات المساجد فهل في ذلك حرج ولماذا التخصيص بهذا اللون؟

ج: ما أعلم في هذا شيء وضع اللمبات لأجل النور على المسلمين والتنوير على المسلمين إذا كان فيه مصلحة ما نعلم فيه على الجدار أو على المنارة أو على أي مكان إذا كان المقصود منفعة المسلمين في الطرقات لا بأس أما كونه أخضر أو أصفر أو أحمر ما أعلم فيه محذور إلا إذا كان لصاحبه اعتقاد يبين له إذا كان له اعتقاد يبين له ويش اعتقاده وإلا سواء اللون أخضر أو  أصفر أو أحمر المهم التنوير على الناس كونه ينور على الناس في الطرق المظلمة.

س: بعض المساجد تعلق شهادات شكر والتي منحت للمسجد على نظافته أو غيرها في المسجد فهل في ذلك بأس؟

ج: لا يعلق في المسجد شيء لا يشغل المصلى بشيء لا آيات ولا أحاديث ولا شكر لأحد لا يعلق في المسجد إلا لحاجة يعلق يعلق خارج المسجد ضاع عليه شيء يعلق خارج المسجد.

س: امرأة محتاجة لإجراء عملية في بلدها خارج المملكة وزوجها لا يستطيع السفر معها لأن له أموالا عند الناس يحصلها فهل تجوز لهذه المرأة أن تسافر مع ابنها الذي يبلغ من العمر ثمان سنوات مع صحبة آمنة وبارك الله فيكم؟

ج: ليس للمرأة أن تسافر إلا مع محرم والمحرم هو الذي قد بلغ الحلم وليس لها أن تسافر للعلاج ولا لغيره إلا بمحرم ولا لحج ولا لغيره إلا بمحرم زوجها أو أخوها أو ابنها أو أبوها والمحرم يكون قد بلغ الحلم سواء كان أخا أو ولدا أو عما أو خالا أو نحو ذلك نعم.

س: ما هو الأولى في طلب العلم هل الأولى أن يهتم بعلم التوحيد أم يهتم بعلم التفسير وما هو الأفضل وكيف يجمع طالب العلم بين دروس المساجد وبين الدروس المقررة عليه في المدرسة وجهونا لطلب العلم وجزاكم الله خيرا؟

ج: أهم شيء علم التوحيد علم العقيدة يتعلم العقيدة التي دل عليها القرآن والسنة وهو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته وأنه المستحق للعبادة يتعلم هذه العقيدة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ثم يتعلم ما يتيسر له من الحديث والفقه ويحضر حلقات العلم مع الدروس التي في المدارس والمعاهد الدروس النظامية في وقتها والدروس الأخرى في أوقاتها في الليل أو في أول النهار يحضر حلقات العلم ويستفيد ولا يكتفي بالدروس الرسمية النظامية بل يجمع هذا وهذا يحرص على هذا وهذا حتى يزداد علمه وحتى تزداد بصيرته.

س: رجل يسأل أنه نذر أن يشتري لزوجته سيارة فهل يعدل عن هذا النذر إلى عمل آخر يكفر به عن نذره إذا تعذر عليه شراء السيارة؟

ج: هذا يسمى النذر المباح إذا كان فيه مصلحة يشتريها وإلا يكفر عن نذره بكفارة يمين شراء السيارة إذا كان فيه مصلحة وحاجة ماسة لها وهو يقدر لا بأس وإلا فليكفر عن نذره كفارة يمين ولا شيء عليه وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم عشرة كل واحد له نصف الصاع كيلو نصف تمر أو رز من قوت البلد أو كسوة كل واحد له قميص أو إزار ورداء فإن عجز صام ثلاثة أيام .

س: أخ يشكو يقول : أحسن الله إليك يا سماحة الشيخ إني أصبت بعين وقد أدى ذلك إلى أن أني لا أستطيع القيام لصلاة الفجر أو أني أقوم وأذهب إلى دورة المياه فأنام فيها مدة تصل إلى ثلاثين أو أربعين دقيقة وأستيقظ فتكون الصلاة قد فاتتني في المسجد أو تكون الشمس قد طلعت وأحس بأن الوقت قد ضاع مني ولا أدري ما الحل وما العلاج فانصحوني يا سماحة الشيخ؟

ج: عليك أن تبكر بالنوم ولا تسهر وعليك أن تسأل ربك العافية من هذا البلاء تضرع إلى الله، الله يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]تسأل ربك أن الله يعيذك من هذا المرض ويشفيك من هذا المرض وعليك ألا تسهر وتنام مبكرا حتى تأخذ نصيبك من النوم ولا بأس أن تتصل ببعض الأطباء المختصين لعله يكون عنده دواء لهذا تبين له ما أصابك من هذا الأمر لعله يكون عنده دواء عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام كما جاء في الحديث فالإنسان يفعل الأسباب يتصل بأهل الاختصاص يسألهم عن هذا المرض يسأل ربه العافية يضرع إلى الله يطلبه الشفاء يبكر بالنوم حتى لا يبقى عنده ضعف وقت صلاة الفجر لا يسهر يجب عليه أن يبكر حتى يقوم لصلاة الفجر وحتى يصلي مع المسلمين في المساجد ولا حول  ولا قوة إلا بالله.

س: شخص كان يتاجر في تجارة الخمر وتاب الله عليه بعد أن أصبح عنده ثروة كبيرة من هذه التجارة وقد ذهب لأداء فريضة الحج وكان يعيش عيشة طيبة وما زال في ذلك فما حكم هذه الثروة هل هي حلال له أم حرام عليه وماذا يفعل في الأملاك التي عنده؟

ج: عليه أن يتوب إلى الله وإذا تاب إلى الله فله ما سلف يقول الله جل وعلاك فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ [البقرة: 275] وإذا كان عن جهل فالتوبة كافية وله ما سلف وعليه العناية والاستقامة على طاعة الله ورسوله والحذر مما حرم الله عليه وإن كان عن أتى هذه المحرمة عن علم فليتصدق بما يستطيع حتى يؤدي ما دخل عليه من الحرام يتصدق على الفقراء والمسكين مما رزقه الله من المال حتى يبرأ ذمته ؟

س: هل الإنسان مخير أم ميسر في عبادته؟

ج: الإنسان مخير وميسر ، قد قدر الله كل شيء وأعطاه العقل وأعطاه البصيرة وأعطاه العمل فهو يسير في قدر الله ومخير يستطيع أن يعمل ويترك قال جل وعلا لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ  [التكوير: 28- 29]  تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ  [الأنفال: 67] إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ  [النمل: 88] خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [آل عمران: 153] خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور: 30] فالعبد له فعل وله اختيار وله مشيئة وله عقل يتصرف ويأخذ ويعطي ويعمل هو مخير فيختار المعصية ويأثم ويختار الطاعة ويؤجر ليس بمجبور والقدر ماض لن يخرج عن قدر الله كما قال تعالى هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس: 22] وقال إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ  [القمر: 49]وقال: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان: 30] فأنت يا عبد الله لك قدرة لك عمل لك إرادة لك مشيئة لك عقل فالواجب أن تصرفها في طاعة الله وفي أداء حق الله وفي ترك محارم الله وأنت بهذا تسأل ربك أن يعينك وأن يوفقك وأن يمنحك السداد في قولك وعملك فهو سبحانه القادر على كل شيء وقد سبق علمه في كل شيء .

س: هل خروج المني عن طريق الاستمناء يوجب الغسل أم لا ؟

ج: نعم خروج المني عن طريق الاستمناء يوجب الغسل مع أنه محرم لا يجوز العادة السرية منكرة لكن متى خرج المني عن الاستمناء وجب الغسل لأن خروج بالشهوة كلما خرج المني بالشهوة وجب الغسل فالواجب على كل مؤمن أن يحذر ذلك على المسلم أن يحذر هذه العادة الخبيثة وإذا احتلم كذلك يغتسل وإذا فكر وأنزل المني يغتسل وإذا لمس امرأته أو قبلها وأنزل المني يغتسل خروج المني بالشهوة يوجب الغسل مطلقا وهكذا الجماع لأهله يوجب الغسل ولو ما أنزل يجب الغسل والعادة السرية الخبيثة الاستمناء منكرة وإذا خرج المني وجب الغسل.

س: هل يجوز للرجل الذي يقرأ القرآن على المرضى أن يمس جسد المرأة المريضة بيده ؟

ج: ليس له مس المرأة لأنها عورة ولكن يقرأ من دون مس تمكن القراءة بدون مس يقرأ على المحل الذي فيه المرض من دون حاجة إلى المس.

س: إني أحبك في الله ما حكم الصلاة وراء المبتدع كبدعة دعاء القبور ودعاء الأموات؟

ج: أما المحبة في الله فهي قربة وطاعة يجب على المسلمين التحاب في الله ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: يقول الله جل وعلا : وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين والمتزاورين في والمتباذلين في ويقول ﷺ : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر منهم رجلين تحابا في الله  اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ويقول ﷺ: يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي أما المبتدع ففيه تفصيل إن كانت بدعته مكفرة لا يصلى خلفه كالذي يعبد الأموات ويستغيث بالأموات أو كالجهمي الذي ينفي الصفات وأسماء الله أو المعتزلة وأشباهه أو الرافضي لا يصلى خلفهم أما إذا كان بدعته لا تخرجه عن الإسلام فهذا يصلى خلفه إذا دعت الحاجة كأن يكون خطيب إمام جامع أو ما أشبه ذلك كالذي يقول نويت أن أصلي ويتلفظ بالنية أو ما أشبه ذلك من البدع التي لا تكفره ولكن يجب على المسؤولين أن يختاروا للإمامة من ليس لديه بدعة مطلقا وأن يختاروا للإمام الناس المعروفين بالاستقامة وصلاح الحال لا من جهة البدع ولا من جهة المعاصي يجب أن يختار للإمامة من هو معروف بالاستقامة في طاعة الله والحذر من البدع.

س: هل للمؤذن أن يقف قليلا بعد قول أشهد أن محمدا رسول الله الثانية ليتسنى قولنا رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا  إلى آخره؟

ج: لا أعلم أنه ورد في هذا الشيء يستمر في أذانه والمجيب يقوله وهو يستمر ما في هناك شيء يمنع يقول أشهد ألا إله إلا الله مثله أشهد أن محمدا رسول الله ويقول رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ثم يتابعه في الحيعلة لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول لا قوة إلا بالله ما في هناك مانع ما يحتاج وقفة .

س: ما حكم الدين في ترجمة آيات القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وغيرها؟

ج: الترجمة لا بأس بها ترجمة المعاني لأنها من باب التفسير فلا بد من الترجمة لمن لا يحسن العربية حتى يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه فالواجب على الدعاة إلى الله أن يترجموا لمن لا يعرف اللغة العربية حتى يعرف ما أوجب الله عليه ترجمة القرآن ترجمة الأحاديث ترجمة الأحكام لا حرج بل واجبة يجب.

س:توفي والدي في رمضان صائم يصلي العصر وأتم الصلاة إلى السلام لم يسلم فهل هذه من علامات الصلاح والقبول عند ؟

ج: يرجى له الخير إن شاء الله يرجى له موته بهذه الحال وهو في المسجد أو وهو صائم يرجى له الخير إذا سلم من الشرك ومن الإصرار عن المعاصي إذا كان سالما من الشرك والإصرار على المعاصي يرجى له الخير إن شاء الله إذا كان ظاهره الاستقامة.