وأما الأنصاب، فقال ابن عباس ومجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وغير واحد: هي حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها، وأما الأزلام فقالوا أيضا: هي قداح كانوا يستقسمون بها.
وقوله تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي سخط من عمل الشيطان. وقال سعيد بن جبير: إثم. وقال زيد بن أسلم: أي شر من عمل الشيطان فَاجْتَنِبُوهُ الضمير عائد إلى الرجس، أي اتركوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، وهذا ترغيب، ثم قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] وهذا تهديد وترهيب.الشيخ: بسم الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، أما بعد: فهذه الآية الكريمة من سورة المائدة يحذر الله عباده من هذه الأمور الأربعة: الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، ويبين أنها رجس من عمل الشيطان، يعني خبث من عمله، وشر من عمل الشيطان، يزينها ويدعو إليها لما في الخمر من ضياع العقول، ولما في الميسر من ضياع الأموال ولما في الأنصاب من الشرك وضياع الدين ولما في الأزلام من التعلق على أوهام لا حقيقة لها ولا وجه لها، فالخمر كل ما أسكر، وهو مضيع للعقول ومفسد للعقول، فكل ما أسكر فهو خمر، والميسر كل معاملة ليس فيها ثبات بالحق، بل صاحبها على خطر، إما أن ينجح وإما أن يخسر، فهي ميسر ليس على أمر ثابت وعقد ثابت، بل هي مقامرة، يعني مخاطرة، إلا ما استثناه الله من ذلك من المسابقات الشرعية بالخيل والإبل والرمي.
والأنصاب يذبحون عندها لآلهتهم، يعبدون عندها غير الله، يتقربون بالذبائح كما في الآية الأخرى: وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [المائدة:3]، والأزلام يستقسمون بها، وهي قداح ثلاثة: قدح مكتوب عليه افعل، وقدح مكتوب عليه لا تفعل، وقدح خلب ليس عليه كتابة، فإذا هم أحدهم أجالها، فإن ظهر افعل فعل، وإن ظهر لا تفعل لم يفعل، وإن ظهر القدح الخالي أعاد إجالة القداح، فأبدلهم الله بالاستخارة، أبدل الله أمة محمد بالاستخارة والقرعة الشرعية، وبين سبحانه أن الشيطان يريد أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ما يقع فيها من ذهاب العقول والمقامرة أراد الشيطان بذلك إيقاع الشر بين المسلمين، وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ في الحديث لما نزلت الآية قال عمر: انتهينا انتهينا، اللهم ارض عنه.
س: هل الخمر نجس؟
الشيخ: الجمهور على أنه نجس.
س: رأيكم؟
الشيخ: ينبغي متابعة الأكثر في هذا، والتنزه منه والحذر منه وآثاره.
وقوله تعالى: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي سخط من عمل الشيطان. وقال سعيد بن جبير: إثم. وقال زيد بن أسلم: أي شر من عمل الشيطان فَاجْتَنِبُوهُ الضمير عائد إلى الرجس، أي اتركوه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، وهذا ترغيب، ثم قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] وهذا تهديد وترهيب.الشيخ: بسم الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، أما بعد: فهذه الآية الكريمة من سورة المائدة يحذر الله عباده من هذه الأمور الأربعة: الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، ويبين أنها رجس من عمل الشيطان، يعني خبث من عمله، وشر من عمل الشيطان، يزينها ويدعو إليها لما في الخمر من ضياع العقول، ولما في الميسر من ضياع الأموال ولما في الأنصاب من الشرك وضياع الدين ولما في الأزلام من التعلق على أوهام لا حقيقة لها ولا وجه لها، فالخمر كل ما أسكر، وهو مضيع للعقول ومفسد للعقول، فكل ما أسكر فهو خمر، والميسر كل معاملة ليس فيها ثبات بالحق، بل صاحبها على خطر، إما أن ينجح وإما أن يخسر، فهي ميسر ليس على أمر ثابت وعقد ثابت، بل هي مقامرة، يعني مخاطرة، إلا ما استثناه الله من ذلك من المسابقات الشرعية بالخيل والإبل والرمي.
والأنصاب يذبحون عندها لآلهتهم، يعبدون عندها غير الله، يتقربون بالذبائح كما في الآية الأخرى: وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [المائدة:3]، والأزلام يستقسمون بها، وهي قداح ثلاثة: قدح مكتوب عليه افعل، وقدح مكتوب عليه لا تفعل، وقدح خلب ليس عليه كتابة، فإذا هم أحدهم أجالها، فإن ظهر افعل فعل، وإن ظهر لا تفعل لم يفعل، وإن ظهر القدح الخالي أعاد إجالة القداح، فأبدلهم الله بالاستخارة، أبدل الله أمة محمد بالاستخارة والقرعة الشرعية، وبين سبحانه أن الشيطان يريد أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ما يقع فيها من ذهاب العقول والمقامرة أراد الشيطان بذلك إيقاع الشر بين المسلمين، وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ في الحديث لما نزلت الآية قال عمر: انتهينا انتهينا، اللهم ارض عنه.
س: هل الخمر نجس؟
الشيخ: الجمهور على أنه نجس.
س: رأيكم؟
الشيخ: ينبغي متابعة الأكثر في هذا، والتنزه منه والحذر منه وآثاره.