وقوله وَرِضْوَانًا قال ابن عباس: يترضون الله بحجهم.
...........
وقد ذكر عكرمة والسدي وابن جريج أن هذه الآية نزلت في الحطم بن هند البكري، كان قد أغار على سرح المدينة فلما كان من العام المقبل اعتمر إلى البيت فأراد بعض الصحابة أن يعترضوا عليه في طريقه إلى البيت فأنزل الله وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا.
وقد حكى ابن جرير الإجماع على أن المشرك يجوز قتله إذا لم يكن له أمان، وإن أم البيت الحرام أو بيت المقدس؛ فإن هذا الحكم منسوخ في حقهم، والله أعلم.
........... وهل المشركون داخلين أم غير داخلين، لأن الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] فهم غير داخلين، والآية في أهل الإسلام، نعم.
فأما من قصده بالإلحاد فيه والشرك عنده والكفر به فهذا يمنع، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] ولهذا بعث رسول الله ﷺ عام تسع لما أمر الصديق على الحجيج عليا وأمره أن ينادي على سبيل النيابة عن رسول الله ﷺ ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
وقال ابن أبي طلحة: عن ابن عباس قوله وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يعني من توجه قبل البيت الحرام، وكان المؤمنون والمشركون يحجون، فنهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدا من مؤمن أو كافر، ثم أنزل الله بعدها إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] الآية.
........
وقال تعالى: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله [التوبة:17] وقال: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر [التوبة:18] فنفى المشركين من المسجد الحرام.
وقال عبدالرزاق حدثنا معمر عن قتادة في قوله وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قال: منسوخ، كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلد من الشجر فلم يعرض له أحد، فإذا رجع تقلد قلادة من شعر فلم يعرض له أحد، وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت، فأمروا أن لا يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت فنسخها قوله فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التوبة:5] وقد اختار ابن جرير أن المراد بقوله وَلَا الْقَلَائِدَ يعني إن تقلدوا قلادة من الحرم فأمنوهم، قال ولم تزل العرب تعير من أخفر ذلك، قال الشاعر:
ألم تقتلا الحرجين إذ أعورا لكم | يمران بالأيدي اللحاء المضفرا |
وأما الآمين للبيت الحرام يعني لا تصدوهم عن الحج والعمرة، بل من أم المسجد الحرام فلا تعرضوا له، ساعدوه على أداء الخير، الله ينهى الأمة أن تصد من قصد المسجد الحرام كل من له دخول المسجد الحرام من المسلمين، أما المشركون فيصدون، لكن المؤمن لا يصد عن المسجد الحرام، ولهذا عاب الله على المشركين وصدهم الرسول عن المسجد الحرام وصدهم المسلمين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] يعيبهم بهذا يذكرهم بحالهم وأنهم أعداء ويقول سبحانه: هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ [الفتح:25] ولأن ذلك إعاقة عن الخير، وإعانة على طاعة الشيطان وصد عن الحق فلا يجوز لأحد أن يصد عن الحق، ولهذا عقبها بقوله: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فقاصد الحج أو العمرة يقصد برًا وتقوى، والواجب التعاون على ذلك وصده من الإثم والعدوان.
...........
............
وقال بعض السلف: ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه. والعدل به قامت السموات والأرض.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا عبدالله بن جعفر، عن زيد بن أسلم قال: كان رسول الله ﷺ
الشيخ: وأيش عندكم؟
الطالب: هو موجود هنا سهل بن عفان ولكنه خطأ، هذا خطأ والصواب من التلاميذ والشيوخ سهل بن عثمان بن دارس الكندي أبو مسعود العسكري نزيل الري أحد الحفاظ له غرائب من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين. قال في التهذيب: أبو مسعود العسكري الحافظ روى عن وذكر منهم وعن عبدالله بن جعفر المديني وعدة، وعنه وذكر منهم أبو حاتم. قال أبو حاتم صدوق، وقال أبو الشيخ: كان كثير الفوائد.
الشيخ: نقلته من أين؟
الطالب: من التهذيب والجرح والتعديل.
الشيخ: عندكم ابن عفان؟ صلحه ابن عثمان.
..........
الطالب: عندنا بالفاء يا شيخ ورفل.
الشيخ: لعله رقل رقلانًا مثل رفل رفلانًا شف القاموس.
الطالب: يقول في الحاشية في اللسان: رفل يرفل رفلاً ورفلانًا وأرفل جر ذيله وتبختر.
الشيخ: محتمل، ويحتمل رقل رقلانًا رقل يرقل رقلانًا شف القاموس. شف رقل ورفل المادتين.
وما العيش إلا ما تحب وتشتهي | وإن لام فيه ذو الشنْآن وفندا |
انفرد به البخاري من حديث هشيم به نحوه، وأخرجاه من طريق ثابت عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل: يا رسول الله هذا نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه.
لا يسألون أخاهم حين يندبهم | في النائبات على ما قال برهانًا |
الطالب: في القاموس، يقول: ورَفَلَ رَفْلاً ورَفَلاناً، وأرْفَلَ: جَرَّ ذَيْلَهُ وتَبَخْتَرَ، أو خَطَرَ بِيَدِهِ، ورقل يقول: الرَّقْلَةُ: النَّخْلَةُ فاتَتِ اليَدَ، جمعه: رَقْلٌ ورِقالٌ. والراقولُ: الحابولُ. وأرْقَلَ: أسْرَعَ، وأرقل المَفَازَةَ: قَطَعَها. وناقةٌ مِرْقالٌ ومُرْقِلٌ، كمُحْسِنٍ ومُحْسِنَةٍ: مُسْرِعَةٌ. والمِرْقالُ: هاشِمُ بنُ عُتْبَةَ.
الشيخ: رفل بالفاء.....
وقد رواه أحمد أيضا في مسند عبدالله بن عمر، حدثنا حجاج، حدثنا شعبة عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب النبي ﷺ أنه قال: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم وهكذا رواه الترمذي من حديث شعبة وابن ماجه من طريق إسحاق بن يوسف كلاهما عن الأعمش به.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن محمد أبو شيبة الكوفي، حدثنا بكر بن عبدالرحمن، حدثنا عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى، عن فضيل بن عمرو، عن أبي وائل، عن عبدالله قال: قال رسول الله ﷺ الدال على الخير كفاعله ثم قال: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد.
قلت: وله شاهد في الصحيح من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
..........
الشيخ: حدثنا إبراهيم بن عبدالله؟
.............
الشيخ: إبراهيم بن عبدالله؟
الطالب: إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن أبي شيبة العبسي أبو شيبة الكوفي صدوق من الحادية عشرة مات سنة خمس وستين روى له النسائي وابن ماجه.
الشيخ: بكر؟
الطالب: بكر بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبدالرحمن الكوفي القاضي، ويقال له بكر بن عبيد ثقة من التاسعة مات سنة إحدى عشر ومائتين أو اثنتي عشرة ومائتين، وقيل سنة تسع عشرة ومائتين، أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
الشيخ: وعيسى بن المختار؟
الطالب: روى عن عيسى بن المختار وعنه ابن أبي شيبة قال أبو حاتم وأبو زرعة: رأيناه ولم نكتب عنه، وقال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.
أما عيسى بن المختار فهو ابن عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ثقة من التاسعة أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
الشيخ: سنده لا بأس به.....
وهذه اللفظة الدال على الخير كفاعله كلمة مشهورة على ألسنة العامة، وجاء بها هذا الحديث الصحيح الجيد، وهي معنى من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
الطالب: نعم.
الشيخ: ياء كاف؟
الطالب: زريق. زاء راء ياء قاف.
طالب آخر: زبريق.
...
الطالب: عمرو لم أجده، أما إسحاق هو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، وقد نسبه إلى جده، وقد تقدم ذكر أبيه.
....
كذا عندكم عباس بن يونس؟
الطالب: خطأ يا شيخ، أبا لحسن نمران ...
الطالب: في الهامش عندي قال: كذا في الأصول والصواب نمران بالنون، وفي نسخة الأزهر نمران بن محمد
الشيخ: عباس؟
الطالب: عباس بن يونس.
الشيخ: كذا عندكم؟
الطالب: غلط، عياش بن مؤنس، أبو معاذ روى عن شداد بن شرحبيل الأنصاري، وسمع من نمران بن مخمر، وسمع عنه حبيب بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، هذا يذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
.......... [35:8-36:8]
الطالب: نمران بن مُخَمر
الشيخ: صلحه بالنون.
الطالب: عندي في الهامش: كذا في الأصول والصواب: نمران بالنون وفي نسخة الأزهر نمران بن مخمر.
الشيخ: طيب ما دام عندك هذا كاف.
الطالب: اسمه نمران؟
الشيخ: نمران نعم.
.....
الطالب: نمران بن مخمر أبو الحسن الرحبي، روى عن أبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن أوس وأبي مليكة الذماري، روى عنه حبيب بن عثمان ومحمد بن الوليد الزبيدي غير أن الزبيدي قال عن نمران: سمع أوس بن شرحبيل سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد، وروى صفوان بن عمرو عن شريح بن عمرو الحضرمي عنه الجرح والتعديل 3/ 467 وذكره باسم نمران في شيوخ عياش بن مؤنس.
الشيخ: أعد سنده.
الطالب: عبدالله بن سالم، هو الأشعري أبو يوسف القبطي ثقة رمي بالنصب من السابعة مات سنة تسع وسبعين روى له البخاري وأبو داود والنسائي. قال يحيى بن حسان: ما رأيت بالشام مثله، وقال عبدالله بن يوسف التنيسي: ما رأيت أحدًا أنبل من مروءته وعقله وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الدارقطني.
الشيخ: إيش قال عن عياش؟
الطالب: عياش بن مؤنس أبو معاذ روى عن شداد بن شرحبيل الأنصاري، وسمع من نمران بن مخمر، وروى عنه حبيب بن صالح سمعت أبي يقول ذلك ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً.
الشيخ: إيش قال عن نمران؟
الطالب: نمران بن مخمر أبو الحسن الرحبي روى عن أبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن أوس وأبي مليكة الذماري، روى عنه حبيب بن عثمان ومحمد بن الوليد الزبيدي غير أن الزبيدي قال عن نمران: سمع أوس بن شرحبيل سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: وروى صفوان بن عمرو عن شريح بن عمرو الحضرمي عنه.
الشيخ: بس، ما تكلم فيه؟
الطالب: ما تكلم فيه. أبو حاتم ما ذكر فيه شيء.
.........
الشيخ: حدثنا.
ولو صح لكان من باب الوعيد.