وقال أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم ابن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، عن النبي ﷺ قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة:108]، قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية.
ورواه الترمذي وابنُ ماجه من حديث يونس بن الحارث، وهو ضعيف، وقال الترمذي: غريبٌ من هذا الوجه.
وقال الطبراني: حدثنا الحسن بن علي العمري.
مُداخلة: في نسخة: المعمري.
الشيخ: حطّها نسخة، الذي عنده "العمري" يحطّ "المعمري"، والذي عنده "المعمري" يحطّ نسخة "العمري"، انظر: "التقريب" أو "الخلاصة".
حدثنا محمد بن حميد الرازي: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباسٍ قال: لما نزلت هذه الآية: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا بعث رسولُ الله ﷺ إلى عويم بن ساعدة، فقال: ما هذا الطّهور الذي أثنى اللهُ عليكم؟ فقال: يا رسول الله، ما خرج منا رجلٌ ولا امرأةٌ من الغائط إلا وغسل فرجه. أو قال: مقعدته. فقال النبي ﷺ: هو هذا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد: حدثنا أبو أويس: حدثنا شرحبيل، عن عويم بن ساعدة الأنصاري: أنَّه حدَّثه أنَّ النبي ﷺ أتاهم في مسجد قباء فقال: إنَّ الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطّهور في قصّة مسجدكم، فما هذا الطّهور الذي تطهرون به؟ فقالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئًا إلا أنَّه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.
ورواه ابنُ خزيمة في "صحيحه"، وقال هشيم: عن عبدالحميد المدني، عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري: أنَّ رسول الله ﷺ قال لعويم بن ساعدة: ما هذا الذي أثنى الله عليكم: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا الآية؟ قالوا: يا رسول الله، إنا نغسل الأدبار بالماء.
وقال ابنُ جرير: حدثني محمد بن عمارة الأسدي: حدثنا محمد بن سعد، عن إبراهيم بن محمد، عن شرحبيل بن سعد قال: سمعتُ خزيمة بن ثابت يقول: نزلت هذه الآية: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ. قال: كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا مالك –يعني: ابن مغول-: سمعتُ سيارًا أبا الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبدالله بن سلام قال: لما قدم رسولُ الله ﷺ، يعني: قباء.
الطالب: الحسن بن علي بن عفان، العامري، أبو محمد، الكوفي، عن أسباط بن محمد وأبي أسامة.
الشيخ: غيره.
الطالب: ما في غيره، بارك الله فيك، فقط في "المعجم الكبير"، بارك الله فيكم، نفس "المعمري"، بـ"المعجم الكبير": "المعمري"، لعله غيره.
الشيخ: يمكن، نعم.
فقال: إنَّ الله قد أثنى عليكم في الطّهور خيرًا، أفلا تُخبروني؟ يعني: قوله: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا، فقالوا: يا رسول الله، إنا نجده مكتوبًا علينا في التوراة الاستنجاء بالماء.
وقد صرّح بأنَّه مسجد قباء جماعةٌ من السلف: رواه علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباسٍ. ورواه عبدالرزاق، عن معمر الزهري، عن عروة بن الزبير. وقاله عطية العوفي، وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم، والشَّعبي، والحسن البصري، ونقله البغوي عن سعيد بن جبير، وقتادة.
وقد ورد في الحديث الصحيح: أنَّ مسجد رسول الله ﷺ الذي في جوف المدينة هو المسجد الذي أُسس على التَّقوى. وهذا صحيحٌ. ولا مُنافاة بين الآية وبين هذا؛ لأنَّه إذا كان مسجد قباء قد أُسس على التقوى من أول يومٍ، فمسجد رسول الله ﷺ بطريق الأولى والأحرى؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده": حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبدالله بن عامر الأسلمي، عن عمران ابن أبي أنس، عن سهل بن سعد، عن أبي بن كعب: أنَّ النبي ﷺ قال: المسجد الذي أُسس على التَّقوى مسجدي هذا. تفرد به أحمد.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع: حدثنا ربيعة بن عثمان التّيمي، عن عمران ابن أبي أنس، عن سهل بن سعد السَّاعدي قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله ﷺ في المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال أحدُهما: هو مسجد رسول الله ﷺ. وقال الآخر: هو مسجد قباء. فأتيا النبي ﷺ فسألاه، فقال: هو مسجدي هذا. تفرد به أحمد أيضًا.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود: حدثنا ليث، عن عمران ابن أبي أنس، عن سعيد ابن أبي سعيد الخدري قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أُسس على التقوى من أول يومٍ، فقال أحدُهما: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله ﷺ. فقال رسولُ الله ﷺ: هو مسجدي هذا. تفرد به أحمد.
طريقٌ أخرى: قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى: حدثنا ليث: حدثني عمران ابن أبي أنس، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه: أنَّه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أُسس على التقوى من أول يومٍ، فقال رجلٌ: هو مسجد قباء. وقال الآخر: هو مسجد رسول الله ﷺ، فقال رسولُ الله ﷺ: هو مسجدي.
وكذا رواه الترمذي والنَّسائي عن قتيبة، عن الليث. وصححه الترمذي، ورواه مسلمٌ كما سيأتي.
طريقٌ أخرى: قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن أنيس ابن أبي يحيى: حدثني أبي، قال: سمعتُ أبا سعيد الخدري قال: اختلف رجلان: رجلٌ من بني خدرة، ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال الخدري: هو مسجد رسول الله ﷺ. وقال العمري: هو مسجد قباء. فأتيا رسول الله ﷺ، فسألاه عن ذلك، فقال: هو هذا المسجد لمسجد رسول الله ﷺ. وقال في ذلك: يعني: مسجد قباء.
طريقٌ أخرى: قال أبو جعفر ابن جرير: حدثنا ابنُ بشار: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا حميد الخراط المدني: سألتُ أبا سلمة ابن عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الشيخ: أبا سلمة، عن عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الطالب: فقال: قال أبي.
الشيخ: فقال: قال أبي. طيب.
مُداخلة: في حاشيةٍ يقول: سألتُ أبا سلمة ابن عبدالرحمن، قال: مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الشيخ: هذا طيب؛ لأنَّ أبا سلمة ما هو ابن عبدالرحمن، طيب، مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الطالب: هكذا في ابن جرير، قال: مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الشيخ: هذا هو، صلحه: عن أبي سلمة .....
قارئ المتن: سألتُ أبا سلمة ابن عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
الشيخ: سألتُ أبا سلمة؟ أيش عندكم؟
الطالب: سألتُ أبا سلمة ابن عبدالرحمن، قال: مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ، فقلت: .....
الشيخ: طيب، قال: مرَّ بي، سألتُ أبا سلمة ابن عبدالرحمن، قال: مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ.
قال: مرَّ بي عبدالرحمن ابن أبي سعيدٍ، فقلت: كيف سمعتَ أباك يقول في المسجد الذي أُسس على التَّقوى؟ فقال: إني أتيتُ رسول الله ﷺ، فدخلتُ عليه في بيتٍ لبعض نسائه، فقلتُ: يا رسول الله، أين المسجد الذي أُسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًّا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا. ثم قال: سمعت أباك يذكره. رواه مسلم مُنفردًا به، عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، به.
ورواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة وغيره، عن حاتم بن إسماعيل، عن حميد الخراط، به.
وقد قال بأنَّه مسجد النبي ﷺ جماعةٌ من السلف والخلف، وهو مروي عن عمر بن الخطاب، وابنه عبدالله، وزيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، واختاره ابنُ جرير.
الشيخ: ولا مُنافاة مثلما تقدّم: مسجد قباء أُسس على التقوى، ومسجده ﷺ من باب أولى أُسس على التقوى، السياق في مسجد قباء، فهذا أُسس على التقوى، وهذا أُسس على التَّقوى.
وقوله: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108] دليلٌ على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من أول بنائها على عبادة الله وحده لا شريكَ له، وعلى استحباب الصلاة مع الجماعة الصَّالحين، والعباد العاملين المحافظين على إسباغ الوضوء، والتَّنزه عن مُلابسة القاذورات.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبدالملك بن عُمير: سمعت شبيبًا أبا روح يُحدِّث عن رجلٍ من أصحاب رسول الله ﷺ: أنَّ رسول الله ﷺ صلَّى بهم الصبح، فقرأ الروم فيها فأوهم، فلمَّا انصرف قال: إنَّه يلبس علينا القرآن، إنَّ أقوامًا منكم يُصلون معنا لا يُحسنون الوضوء، فمَن شهد الصلاةَ معنا فليُحسن الوضوء.
ثم رواه من طريقين آخرين عن عبدالملك بن عمير، عن شبيب أبي روح -من ذي الكلاع-: أنَّه صلَّى مع النبي ﷺ .. فذكره. فدلَّ هذا على أنَّ إكمال الطَّهارة يسهل القيام في العبادة، ويُعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها.
وقال أبو العالية في قوله تعالى: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا: إنَّ الطهور بالماء لحسن، ولكنَّهم المطهرون من الذنوب.
وقال الأعمش: التوبة من الذنوب، والتَّطهر من الشِّرك.
وقد ورد في الحديث المروي من طرقٍ في السنن وغيرها: أنَّ رسول الله ﷺ قال لأهل قباء: قد أثنى اللهُ عليكم في الطّهور، فماذا تصنعون؟ فقالوا: نستنجي بالماء.
س: قول المؤلف رحمه الله دليلٌ على استحباب الصلاة في المساجد القديمة لو ذهب الإنسانُ لهذا القصد؟
ج: ما عليه دليلٌ واضحٌ، الله أثنى على قباء لما تقدّم: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ أحقّ من مسجد الضّرار الذي بُني على الشَّر والفساد، نعم.
س: سند الحديث السَّابق؟
ج: أعد سندَه فيما يتعلق بالوضوء.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبدالملك بن عمير: سمعت شبيبًا أبا روح يُحدِّث عن رجلٍ من أصحاب رسول الله ﷺ: أنَّ رسول الله ﷺ صلَّى بهم الصبح، فقرأ الروم فيها فأوهم، فلمَّا انصرف قال: إنَّه يلبس علينا القرآن، إنَّ أقوامًا منكم يُصلون معنا لا يُحسنون الوضوء، فمَن شهد الصلاةَ معنا فليُحسن الوضوء.
ثم رواه من طريقين آخرين عن عبدالملك بن عمير، عن شبيب أبي روح -من ذي الكلاع-: أنَّه صلَّى مع النبي ﷺ .. فذكره. فدلّ هذا على أنَّ إكمال الطَّهارة يسهل القيام في العبادة، ويُعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها.
الشيخ: انظر: "التقريب" على شبيب.
الطالب: في "الخلاصة" بارك الله فيك: شبيب بن غرقد -بفتح المعجمة والقاف بينهما راء ساكنة-، السّلمي، عن عروة البارقي، وعنه شعبة والسّفيانان وأبو الأحوص، وثَّقه أحمد بن حنبل، له حديثٌ في الجامع. (الجماعة).
الشيخ: انظر عندك "التقريب".
الطالب: شبيب بن نعيم، أبو روح، الشامي، ثقة، من الثالثة، أخطأ مَن عدَّه في الصحابة. (أبو داود والنَّسائي).
الشيخ: غيره؟
الطالب: في: شبيب بن نعيم، بارك الله فيك، شبيب بن نعيم، .....، الحمصي، عن أبي هريرة ويزيد بن .....، وعنه عبدالملك بن عمير ..... رواه أبو داود.
الشيخ: هذا غيره، هذا مرسل، حديثٌ مُرسلٌ، نعم، عن شبيب أيش؟
الشيخ: هذا سندٌ جيدٌ، وهذا يُفيد الحذر من التَّساهل في الطَّهارة، وأنَّ الواجب على المؤمن العناية بالطَّهارة وإكمالها، والاستنجاء، والحرص على الاستنجاء بالماء، أو بالحجارة، كلّه طيب، لكن يعتني بها، إن كان بالماء فيعتني به، وإن كان بالحجارة فتكون ثلاثة أحجار فأكثر؛ حتى ينقي المحلّ في الدُّبر والقُبل جميعًا.
س: لكن هل يُؤثر هذا على صلاة الإمام؟
ج: على ظاهر الحديث أنَّ هذا يُؤثر عليه، نعم.
س: حديث شبيب سنده جيد؟
ج: جيد نعم.
س: هل الأفضل الصلاة في المسجد ..... أو الأكثر جماعةً؟
ج: الأكثر جماعةً الذي جاء به النصّ.
س: هل يُقال: من السنة إذا أخطأ الإمام .....؟
ج: إذا لبس عليه في القراءة لا بأس؛ تأسيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام لبس عليه في القراءة، نعم.
وقال أبو العالية في قوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ: إنَّ الطّهور بالماء لحسن، ولكنَّهم المطهرون من الذنوب.
وقال الأعمش: التوبة من الذنوب، والتَّطهر من الشِّرك.
وقد ورد في الحديث المروي من طرقٍ في السنن وغيرها: أنَّ رسول الله ﷺ قال لأهل قباء: قد أثنى اللهُ عليكم في الطّهور، فماذا تصنعون؟ فقالوا: نستنجي بالماء.
الشيخ: في الحديث يقول ﷺ: الطّهور شطر الإيمان، فالتَّطهر من الذنوب والخطايا أعظم وأكمل، فالطّهور من الحدث الأكبر والأصغر شطر الإيمان، فينبغي للمؤمن أن يُلاحظ طهارته من جنابته، والمرأة من حيضها ونفاسها، كلٌّ منهما من الحدث الأكبر والأصغر، كلٌّ منهما عليه أن يعتني بها، والله يُحبّ المطهرين من الذنوب، كما يُحبّ المطهرين من الأذى أيضًا: من البول والغائط، ونحو ذلك، هذا كلّه يُحبّه الله جلَّ وعلا، فالتَّطهر لازمٌ من هذا وهذا، نعم.
س: تكون عامَّةً -سلَّمك الله- حسيًّا ومعنويًّا؟
ج: نعم.
وقد قال الحافظُ أبو بكر البزار: حدثنا عبدالله بن شبيب: حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالعزيز قال: وجدتُه في كتاب أبي، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباسٍ قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ، فسألهم رسولُ الله ﷺ، فقالوا: إنا نتبع الحجارة بالماء. رواه البزار، ثم قال: تفرّد به محمد بن عبدالعزيز، عن الزهري، ولم يروِ عنه سوى ابنه.
قلتُ: وإنما ذكرتُه بهذا اللفظ لأنَّه مشهورٌ بين الفقهاء، ولم يعرفه كثيرٌ من المحدِّثين المتأخّرين، أو كلّهم، والله أعلم.
الشيخ: انظر: عبدالله بن شبيب.
الطالب: "الميزان" بارك الله فيك: عبدالله بن شبيب، أبو سعيد، الربعي، أخباري، علَّامة، لكنَّه واهٍ.
قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
قلتُ: يروي عن أصحاب مالك، وبالغ فضلك الرازي فقال: يحلّ ضرب عنقه.
وقال الحافظ عبدان: قلتُ لعبدالرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يُحدِّث بها غلامُ خليل من أين له؟ قال: سرقها من عبدالله بن شبيب، وسرقها ابنُ شبيب من النَّضر بن سلمة –شاذان-، ووضعها شاذان.
ابن عدي: حدثنا محمد بن منير: حدثنا عبدالله بن شبيب: حدثني إسماعيل ابن أبي أويس: حدثني ابنُ أبي فديك، عن محمد بن عبدالرحمن العامري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنَّ النبي ﷺ قال للعباس: فيكم النُّبوة والمملكة.
قال ابنُ حبان: يقلب الأخبار ويسرقها.
قلتُ: آخر مَن حدَّث عنه المحاملي، وأبو روق الهزاني.
ومن حديثه عن سعيد بن منصور: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبدالرحمن بن مالك بن يخامر، عن أبيه، عن معاذٍ قال: قال رسولُ الله ﷺ: الدين شين الدين.
الشيخ: أيش عندك في "التقريب"؟
الطالب: ما هو بموجود في "التقريب".
الشيخ: نعم.
مُداخلة: في حاشيةٍ قصيرةٍ يقول: قال الهيثمي: فيه محمد بن عبدالعزيز بن عمر .....، ضعَّفه البخاري والنَّسائي، وهو الذي أشار به ..... انتهى.
الشيخ: عندك روى عنه مَن؟ عبدالله بن شبيب روى عنه أيش؟
الطالب: عبدالله بن شبيب، أبو سعيد، الربعي، أخباري، علامة، لكنَّه واهٍ.
قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
قلتُ: يروي عن أصحاب مالك، وبالغ فضلك الرازي فقال: يحلّ ضرب عنقه.
وقال الحافظ عبدان: قلتُ لعبدالرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يُحدِّث بها غلامُ خليل من أين له؟ قال: سرقها من عبدالله بن شبيب، وسرقها ابنُ شبيب من النَّضر.
الشيخ: يكفي، يكفي، وقال البزارُ: حدثني؟
الشيخ: عندك أحمد بن محمد بن عبدالعزيز؟
الطالب: لا، غير مذكورٍ.
الشيخ: نعم.
عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباسٍ قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ، فسألهم رسولُ الله ﷺ، فقالوا: إنا نتبع الحجارة بالماء. رواه البزار، ثم قال: تفرد به محمد بن عبدالعزيز، عن الزهري، ولم يروِ عنه سوى ابنه.
قلتُ: وإنما ذكرتُه بهذا اللَّفظ لأنَّه مشهورٌ بين الفقهاء، ولم يعرفه كثيرٌ من المحدِّثين المتأخّرين، أو كلّهم، والله أعلم.
الشيخ: كان ينبغي على المؤلف أن يُنبّه على عبدالله بن شبيب، سبحان الله! الله يعفو عنا وعنه.
المقصود أنَّ الاستنجاء يجمع ثلاثة أنواع:
أوَّلها: الحجارة ثم الماء.
الثاني: الماء دون الحجارة.
الثالث: الحجارة.
فإذا تطهر بواحدٍ من الثلاثة: بالحجارة، ثلاثة أحجارٍ ..... وأنقى كفى، استنجى بالماء وأنقى كفى، جمع بينهما هذا أنقى وأنقى، نعم؛ لأجل النَّقاء .....
س: الحديث بهذا السَّند ضعيفٌ؟
ج: نعم.
س: قول الحافظ: مشهور بين الفقهاء، ولم يعرفه كثيرٌ من المحدِّثين؟
ج: كلامٌ غريبٌ، الله يغفر له.
س: تكون الغرابةُ من جهتين: عبدالله بن شبيب .....؟
ج: لا، كون المؤلف يسكت عن الحديث ولا يُنبّه على ضعف عبدالله وحال عبدالله، لكن جاء في الأحاديث الصَّحيحة: أنَّ الرسول ﷺ كان يقضي حاجته، ثم يأتي فيستجمر، وفي العادة يجمع بينهما.