وقوله : وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ [الفتح:25] أي: بين أظهرهم ممن يكتم إيمانه ويُخفيه منهم خيفةً على أنفسهم من قومهم، لكنا سلّطناكم عليهم فقتلتُموهم وأبدتم خضراءهم، ولكن بين أفنائهم من المؤمنين والمؤمنات أقوامٌ لا تعرفونهم حالة القتل؛ ولهذا قال تعالى: لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ أي: إثم وغرامة، بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ [الفتح:25] أي: يُؤخّر عقوبتهم ليخلص من بين أظهرهم المؤمنين، وليرجع كثيرٌ منهم إلى الإسلام.
ثم قال تبارك وتعالى: لَوْ تَزَيَّلُوا أي: لو تميز الكفَّار من المؤمنين الذين بين أظهرهم لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح:25] أي: لسلّطناكم عليهم فلقتلتُموهم قتلًا ذريعًا.
قال الحافظ أبو القاسم الطّبراني: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج: حدثنا عبدالرحمن ابن أبي عباد المكي: حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن سعد -مولى بني هاشم-: حدثنا حجر بن خلف قال: سمعتُ عبدالله بن عوف يقول: سمعتُ جنيد بن سبع يقول: قاتلتُ رسول الله ﷺ أول النَّهار كافرًا، وقاتلتُ معه آخر النَّهار مسلمًا، وفينا نزلت: وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ. قال: كنا تسعة نفرٍ: سبعة رجال، وامرأتين.
ثم رواه من طريقٍ أخرى عن محمد بن عباد المكي، به، وقال فيه: عن أبي جمعة جنيد بن سبع. فذكره، والصواب: أبو جعفر حبيب بن سباع.
ورواه ابنُ أبي حاتم من حديث حجر بن خلف، به، وقال: كنا ثلاثة رجال، وتسع نسوة، وفينا نزلت: وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ.
وقال ابنُ أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري: حدثنا عبدالله بن عثمان بن جبلة، عن أبي حمزة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا يقول: لو تزيل الكفَّار من المؤمنين لعذَّبهم الله عذابًا أليمًا بقتلهم إياهم.
وقوله : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [الفتح:26] وذلك حين أبوا أن يكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم.
الشيخ: قف على هذا.
س: .............؟
ج: في مكة .....
س: تسمية خالد : سيف الله المسلول؟
ج: الظاهر أنَّه سُمّي بغزوة مُؤتة.
س: سيف الله، أو سيف رسول الله؟
ج: سيف الله، نصر اللهُ به المسلمين يوم مؤتة، لما قُتِل زيد وجعفر وعبدالله بن رواحة تولَّاها ، اصطلح الناسُ عليه، ونفع اللهُ به، ونصرهم به.