تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ..}

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ [الأعراف: 100].

قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما- في قوله: أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أولم يتبين لهم أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم؟ وكذا قال مجاهد وغيره.

وقال أبو جعفر ابن جرير في تفسيرها: يقول تعالى: أولم يتبين للذين يستخلفون في الأرض من بعد إهلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها، فساروا سيرتهم، وعملوا أعمالهم، وعتوا على ربِّهم؛ أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم؟ يقول: أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمَن قبلهم.

وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ يقول: ونختم على قلوبهم، فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ موعظةً ولا تذكيرًا.

قلتُ: وهكذا قال تعالى: أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى [طه: 128]، وقال تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ [السجدة:26]، وقال: أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ۝ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ الآية [إبراهيم:44-45]، وقال تعالى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا [مريم:98] أي: هل ترى لهم شخصًا، أو تسمع لهم صوتًا؟

الشيخ: وهذا كلّه تحذيرٌ للأمم القادمة بعد الأمم الهالكة أنَّ لهم عبرةً وذكرى وموعظةً بما أصاب مَن قبلهم، فليحذروا أن يفعلوا فعلهم فيُصيبهم ما أصابهم، ولا ينبغي أن يغترّوا بإمهال الله وإنظاره، فقد يُملي لهم ثم يأخذهم، كما قال جلَّ وعلا: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ۝ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:182-183].

فالواجب على المتأخّر أن يعتبر ممن مضى، وألا يغترّ بإمهال الله وإنظاره له وهو على أعمال الماضين، وقد تُؤجّل العقوبة إلى الآخرة؛ فتكون العقوبةُ أشدّ، كما قال جلَّ وعلا: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ [إبراهيم:42].

فكم من غافلٍ، وكم من قبيلةٍ، وكم من أُمَّةٍ أُمهلت واستُدرجت، ثم أُخذت وعُوقبت، وكم من أُمَّةٍ أُجّلت وماتت على شرِّها وخُبثها، فيكون عذابها يوم القيامة أشدّ.

ولا ينبغي للعاقل أن يغترَّ، وأن يستمرّ على الباطل، بل الواجب أن يأخذ حذره، وأن يستعد للقاء ربِّه؛ لأنَّ كل يومٍ وكل ليلةٍ وكل ساعةٍ لا يدري ماذا يقدر اللهُ فيها؟ وهذه مصارع الناس حوله، إذا نظر رأى مصارع الناس: هذا مات بكذا، وهذا مات بكذا، وهذا مات بكذا، وهذا مات بكذا، وهذا أصابته الزلزلة، وهذا أصابته الصَّاعقة، وهذا أصابته حادثة سيارة، وهذا انقلبت به السيارة، وهذا أُصيب بسكتةٍ، وهذا أُصيب بجلطةٍ، وهكذا أنواع منوّعة تحلّ بالإنسان وهو لا يدري ولا يشعر: في الطريق، أو في المنام، أو في السفر، أو في أي مكانٍ.

فالعاقل يعتبر ويعدّ العدّة قبل أن يهجم عليه الأجل، والله يقول جلَّ وعلا: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الأنعام:11].

وفي هذا يقول: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ أولم يتبين لهم من مصائب مَن قبلهم؟

فالعاقل يأخذ حذره مما أصاب غيره، ولا يقول: هذا مضى لغيري، وأنا ما هناك دليلٌ على أنَّه يقع بي كذا وكذا! أو رحمة الله واسعة! ويغترّ بذلك، أو ربنا يُملي، هذا خطرٌ عليه، إملاء الله، وإمهال الله، وإنظار الله ليس حُجَّةً لك في الإقامة على المعاصي، بل نعمة لك لتنتبه، كون الله أمهلك وأنظرك هذه من نعمه عليك حتى تنتبه، وحتى تستعدّ.

وقال تعالى: أَلَمْ يَرَوا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ [الأنعام:6]، وقال تعالى بعد ذكره إهلاك عاد: فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ۝ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ۝ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأحقاف:25-27].

وقال تعالى: وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [سبأ:45]، وقال تعالى: وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [الملك:18]، وقال تعالى: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ۝ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:45-46]، وقال تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [الأنعام:10].

إلى غير ذلك من الآيات الدَّالة على حلول نِقمه بأعدائه، وحصول نِعمه لأوليائه؛ ولهذا عقب بقوله -وهو أصدق القائلين وربّ العالمين: تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ۝ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ [الأعراف:101-102].

لما قصَّ تعالى على نبيه ﷺ خبر قوم نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وما كان من إهلاكه الكافرين، وإنجائه المؤمنين، وأنَّه تعالى أعذر إليهم بأن بيّن لهم الحقّ بالحجج على ألسنة الرسل -صلوات الله عليهم أجمعين-، قال تعالى: تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ أي: يا محمد، مِنْ أَنْبَائِهَا أي: من أخبارها، وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ أي: الحجج على صدقهم فيما أخبروهم به، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]، وقال تعالى: ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ۝ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ [هود:100-101].

وقوله تعالى: فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ الباء سببيّة، أي: فما كانوا ليُؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب تكذيبهم بالحقِّ أول ما ورد عليهم. حكاه ابنُ عطية -رحمه الله-، وهو مُتَّجِهٌ، حسنٌ.

الشيخ: يعني: بأسباب تكذيبهم استمرُّوا فيه، ولم يؤمنوا، نسأل الله العافية، استمروا على طُغيانهم وتكذيبهم، نعم.

كقوله: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ۝ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الآية [الأنعام:109-110]؛ ولهذا قال هنا: كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ۝ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ أي: لأكثر الأمم الماضية، مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ [الأعراف:101-102] أي: ولقد وجدنا أكثرهم فاسقين خارجين عن الطَّاعة والامتثال.

والعهد الذي أخذه هو ما جبلهم عليه وفطرهم عليه، وأخذ عليهم في الأصلاب: أنَّه ربُّهم ومليكهم، وأنَّه لا إله إلا هو، فأقرّوا بذلك، وشهدوا على أنفسهم به، وخالفوه وتركوه وراء ظهورهم، وعبدوا مع الله غيره بلا دليلٍ ولا حُجَّةٍ: لا من عقلٍ، ولا شرعٍ، وفي الفطرة السَّليمة خلاف ذلك.

وجاءت الرسلُ الكرام من أوَّلهم إلى آخرهم بالنَّهي عن ذلك، كما جاء في "صحيح مسلم": يقول الله تعالى: إني خلقتُ عبادي حُنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم.

وفي "الصحيحين": كل مولودٍ يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه، ويُنصّرانه، ويُمجّسانه الحديث.

وقال تعالى في كتابه العزيز: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقوله تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، إلى غير ذلك من الآيات.

وقد قيل في تفسير قوله تعالى: فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ [الأعراف:101] ما روى أبو جعفر الرازي: عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله: فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ، قال: كان في علمه تعالى يوم أقرّوا له بالميثاق، أي: فما كانوا ليُؤمنوا لعلم الله منهم ذلك.

وكذا قال الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، عن أنسٍ. واختاره ابنُ جرير.

وقال السّدي: فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ قال: ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرهًا.

وقال مجاهد في قوله: فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ: هذا كقوله: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا الآية [الأنعام:28].

ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف:103].

يقول تعالى: ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ أي: الرسل المتقدم ذكرهم: كنوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، صلوات الله وسلامه عليهم وعلى سائر أنبياء الله أجمعين مُوسَى بِآيَاتِنَا أي: بحُججنا ودلائلنا البينة إلى فرعون.

الشيخ: يُشير بعضُ الناس إلى أنَّ الليلة يكون خسوف، وينبغي أن يُعلم أنَّ الخسوف ما يثبت بإشاعات أو كلام الحسّابين، ولا يثبت إلا بالرؤية، كلام الحسّابين مثل أخبار بني إسرائيل؛ لا تُصدّق، ولا تُكذّب، وقد تقع، وقد لا تقع، كما قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وغيره، إنما ينظر ويتأمّل، فإن ثبتت الرؤية وإلا فليس على كلامهم عملٌ، وإنما يثبت الخسوف بالرؤية؛ لقوله ﷺ: فإذا رأيتم ذلك فصلّوا وادعوا، وإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه، فالعُمدة على رؤيته بالعين.