وقد ذمَّ الله سبحانه الذين يصرمون ولا يتصدَّقون، كما ذكر عن أصحاب الجنَّة في سورة "ن": إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أي: كالليل المدلهم، سوداء مُحترقة فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ أي: قوة وجلد وهمّة قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [القلم:17- 33].
وقوله تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
قيل: معناه لا تُسرفوا في الإعطاء فتُعطوا فوق المعروف.
وقال أبو العالية: كانوا يُعطون يوم الحصاد شيئًا، ثم تباروا فيه وأسرفوا، فأنزل الله: وَلَا تُسْرِفُوا.
وقال ابنُ جريج: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، جدَّ نخلًا له فقال: لا يأتيني اليوم أحدٌ إلا أطعمتُه. فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة، فأنزل الله تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. رواه ابنُ جرير عنه.
وقال ابنُ جريج: عن عطاء: نُهوا عن السّرف في كل شيءٍ.
وقال إياسُ بن معاوية: ما جاوزتَ به أمر الله فهو سرفٌ.
وقال السّدي في قوله: وَلَا تُسْرِفُوا قال: لا تُعطوا أموالَكم فتقعدوا فُقراء.
وقال سعيدُ بن المسيب ومحمدُ بن كعب في قوله: وَلَا تُسْرِفُوا قال: لا تمنعوا الصَّدقة فتعصوا ربَّكم.
ثم اختار ابنُ جرير قولَ عطاء: إنه نُهي عن الإسراف في كل شيءٍ. ولا شكَّ أنَّه صحيحٌ، لكن الظَّاهر والله أعلم من سياق الآية حيث قال تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا [الأنعام:141] أن يكون عائدًا على الأكل، أي: لا تُسرفوا في الأكل؛ لما فيه من مضرّة العقل والبدن، كقوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا الآية [الأعراف:31].
وفي "صحيح البخاري" تعليقًا: كلوا، واشربوا، والبسوا، وتصدَّقوا، من غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ، وهذا من هذا، والله أعلم.
الشيخ: وهذا يدل على وجوب العناية بالاقتصاد في الأكل والشّرب وسائر الأمور؛ لأنَّ الإسرافَ هو الزيادة على المطلوب، والتَّبذير هو السّرف في غير حقٍّ، والعباد مأمورون بالاقتصاد، ومنهيُّون عن التَّبذير والإسراف.
فالواجب على أهل الإسلام أن يقتصدوا في أكلهم وشربهم ولباسهم وصدقاتهم، وأن يحذروا الإسرافَ والتَّبذير، فالإسراف: الزِّيادة التي لا وجهَ لها، ولا حاجةَ إليها، والتَّبذير: السّرف بغير وجهٍ، الذي هو في الحقيقة تلاعبٌ وإضاعةٌ للأموال، فالسَّرف في المعاصي: في القمار، في اللعب الباطل، في الشَّيء الذي لا وجهَ له، فهو تبذيرٌ، والزيادة التي لا حاجةَ إليها إسرافٌ.
أما الصَّدقة فكونه يجتهد في الصَّدقة ويُكثر فهذا ما يُسمَّى: إسرافًا، لكنَّه يجب عليه أن يُلاحظ الشَّيء الذي يحتاجه ويحتاجه مَن تحت يده؛ حتى لا يضرَّ مَن تحت يده، وإلا فقد كان الأنصارُ يُؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة ، لكن يُراعي مَن تحت يده، إلا أن تكون له أسباب تقوم بهم، وفي الحديث الصَّحيح: خير الصَّدقة ما كان عن ظهر غنًى، وفي اللَّفظ الآخر: خير الصَّدقة جهد المقلّ، يتحرى في الصَّدقة ما يفضل عن حاجة مَن تحت يده.
وقوله : وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا [الأنعام:142] أي: وأنشأ لكم من الأنعام ما هو حمولة، وما هو فرش، قيل: المراد بالحمولة ما يُحمل عليه من الإبل، والفرش: الصِّغار منها. كما قال الثَّوري عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله في قوله: حَمُولَةً ما حُمِلَ عليه من الإبل، وَفَرْشًا الصِّغار من الإبل. رواه الحاكمُ، وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وقال ابنُ عباسٍ: الحمولة هي الكبار، والفرش: الصِّغار من الإبل. وكذا قال مجاهد.
وقال عليُّ ابن أبي طلحة: عن ابن عباسٍ: وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا أمَّا الحمولة فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيءٍ يُحْمَل عليه، وأمَّا الفرش فالغنم.
واختاره ابنُ جرير قال: وأحسبه إنما سُمِّيَ فرشًا لدنوِّه من الأرض.
وقال الربيعُ بن أنس والحسنُ والضَّحاك وقتادة وغيرهم: الحمولة: الإبل والبقر، والفرش: الغنم.
وقال السّدي: أما الحمولة فالإبل، وأما الفرش فالفصلان والعجاجيل والغنم، وما حُمِلَ عليه فهو حمولة.
وقال عبدُالرحمن بن زيد بن أسلم: الحمولة: ما تركبون، والفرش: ما تأكلون وتحلبون، شاة لا تحمل تأكلون لحمها، وتتَّخذون من صوفها لحافًا وفرشًا.
وهذا الذي قاله عبدُالرحمن في تفسير هذه الآية الكريمة حسنٌ، يشهد له قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ [يس:71- 72]، وقال تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ إلى أن قال: وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ [النحل:66- 80]، وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ [غافر:79- 80].
الشيخ: هذا كلّه من نعمه سبحانه، هذا كله من فضله وجوده وكرمه، خلق الخلقَ، وخلق لهم ما فيه حياتهم وقضاء وطرهم، كما قال جلَّ وعلا: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا [البقرة:29]، وقال سبحانه: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13]، خلقهم وخلق لهم ما يحتاجون إليه، وما يُغذيهم، وما يقوم لأودهم من الحيوانات ومن غيرها من المآكل والمشارب والمفارش، وما يعمل عليه، وما يُلبس، إلى غير ذلك، كلّه من نِعَم الله العظيمة .
فالمؤمن يستعين بنِعَم الله على طاعة الله، ويشكر الله على ما يسَّره له من النِّعَم التي يعجز عن إحصائها وعن شكرها، وبالشكر على النِّعَم يزيد اللهُ النِّعَم ويُبارك فيها، مع الأجر العظيم، نعم.
وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ [غافر:81].
وقوله تعالى: كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ [الأنعام:142] أي: من الثِّمار والزُّروع والأنعام، فكلها خلقها اللهُ وجعلها رزقًا لكم.
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [الأنعام:142] أي: طريقه وأوامره، كما اتَّبعها المشركون الذين حرَّموا ما رزقهم الله، أي: من الثِّمار والزّروع افتراءً على الله.
إِنَّهُ لَكُمْ أي: إنَّ الشَّيطان أيّها الناس لكم عَدُوٌّ مُّبِينٌ [الأنعام:142] أي: بيِّن ظاهر العداوة، كما قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، وقال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا الآية [الأعراف:27]، وقال تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف:50]، والآيات في هذا كثيرةٌ في القرآن.
ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام:143- 144].
هذا بيانٌ لجهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرَّموا من الأنعام وجعلوها أجزاءً وأنواعًا: بحيرة، وسائبة، ووصيلة، وحامًا، وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزُّروع والثِّمار، فبيَّن تعالى أنَّه أنشأ جنَّات معروشات وغير معروشات، وأنَّه أنشأ من الأنعام حمولةً وفرشًا، ثم بيَّن أصنافَ الأنعام إلى: غنمٍ، وهو بياض، وهو الضَّأن. وسوادٍ، وهو المعز، ذكره وأُنثاه. وإلى إبلٍ ذكورها وإناثها، وبقر كذلك، وأنَّه تعالى لم يُحرم شيئًا من ذلك، ولا شيئًا من أولادها، بل كلّها مخلوقة لبني آدم أكلًا وركوبًا، وحمولةً وحلبًا، وغير ذلك من وجوه المنافع، كما قال: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ الآية [الزمر:6].
وقوله تعالى: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ ردَّ عليهم في قولهم: مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا الآية [الأنعام:139].
وقوله تعالى: نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أي: أخبروني عن يقينٍ كيف حرَّم اللهُ عليكم ما زعمتُم تحريمه من البحيرة والسَّائبة والوصيلة والحام ونحو ذلك؟
وقال العوفي: عن ابن عباسٍ: قوله: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ فهذه أربعة أزواجٍ، وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ يقول: لم أُحرم شيئًا من ذلك، أمَّا اشتملت عليه أرحامُ الأُنثيين يعني: هل يشتمل الرَّحم إلا على ذكرٍ أو أنثى؟ فلم تُحرِّمون بعضًا وتُحلّون بعضًا؟ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ يقول تعالى: كلّه حلال.
وقوله تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على الله من تحريم ما حرَّموه من ذلك، مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أي: لا أحدَ أظلم منهم، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، وأول مَن دخل في هذه الآية عمرو بن لحي بن قمعة؛ لأنَّه أول مَن غيَّر دين الأنبياء، وأول مَن سيَّب السَّوائب، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصَّحيح.
الشيخ: وهذا كلّه يُحذِّر العباد من القول على الله بغير علمٍ، لما نعى على أهل الجاهلية أعمالها وبيَّن بطلان ما فعلته أبان أنَّ هذا من الظلم، ثم حذَّر عبادَه من القول عليه بغير علمٍ، وتحريم ما أحلَّه الله، أو إحلال ما حرَّمه الله، وأنَّ الواجبَ على المكلَّفين اتِّباع الشَّرع، والتَّمسك بما أمر الله به ورسوله تحليلًا وتحريمًا، ونهيًا وأمرًا، وأنَّ تحكيم الآراء والأهواء أمرٌ باطلٌ، من سنة الجاهلية، وإنما الواجب تحكيم الشَّرع فيما يأتي العبدُ وفيما يذر، وفيما يحلّ ويحرم، إلى غير ذلك، فالله شرع لعباده شرعًا يسيرون عليه ويلزمونه ويقفون عند حدوده، فليس لهم الخروج عنه كما خرجت الجاهلية.
س: قوله: "تهكّم بهم" هل هو صفة؟
ج: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا هذا تهكُّمٌ بهم، لم يشهدوا هذا، وليس عندهم إلا الخرص والظنّ والكذب.
س: ............؟
ج: أنزل ..... بمعنى الخلق، أو معناه: يعني أنَّه أنزل ما يقع من مني الفحول في أرحام الإناث، فهذا نوعُ إنزالٍ، فسَّر قومٌ هذا بهذا، فسَّر جماعةٌ "أنزل" بمعنى أنَّ الله جلَّ وعلا خلق الذّكور وجعلها تنكح الإناث وتُنزل منيّها في أرحام الإناث، أو أنها "أنزل" بمعنى خلق، أنزل من السَّماء ماءً خلق به هذه الأشياء: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ [النور:45]، والله أنزل من فوق، فهو أنزل مادةَ خلقه .